كم هو صعب أن يستطيع المرء العيش بعد أن يتخلى عنه والده بل قد يستحيل . لكنه جعل من الصعب سهلاً ومن المستحيل ممكناً . كان عادل شاباً ناضجاً وكيف له أن يكون غير ذلك بعد أن صقلته متاعب الدنيا و همومها فقد عاش فقر الحياة و حرمان الأب وفقدان حنانه لكنه جعل من هذه العقبات حوافزاص و دوافع ليثبت وجوده .
فكانت علاماته العالية دليلاً على أنه لم ولن يتأثر بظروفه الصعبة وكان بفضل ذكائه محل اعجاب. ها قد حان موعد اعلان نتائج امتحان الدخول إلى الجامعة وقد حل عادل بالمرتبة الأولى واستطاع الحصول على منحة لدخول كلية الطب البشري في ألمانيا والأهم من هذا أنه حول شفقة الناس عليه إلى اعجاب واحترام.
كان وداع أمه التي عملت خادمة لعشرين سنة لأجله صعباً عليه إلا أن طموحه كان أكبر من كل شيء، أكمل عادل دراسته وأصبح جراح قلب بارع فذاع صيته ليصل كل أنحاء العالم . مما جعل أحد أغنياء أوروبا يفتح له عيادة خاصة .وذات يوم خرج من غرفة العمليات بعد اجرائه لعملية جراحية صعبة سمع بأن ضيفاً ينتظره ٬لقد كان والده الذي لم يعد يملك شيئاً بعد أن أفلست شركاته و أصبح مداناً من طرف المرابين. لكن عادل لم يطرده بل استقبله دون تذمر فسأله والده عن سبب عدم حقده فقال لأن النجاح الحقيقي هو النجاح الذي يبدأ من لا شيء كما أنني نجحت لرغبتي الجامحة في جعلك تندم لأنك لم تشارك في تربية شخص ناجح.
إقرأ أيضا:الاميرة النائمة