قصص عربية

قصة خرافية

🌌 العنوان: خرافة الهداية… حين تنطق الروح قبل أن تصمت الحياة

في ليلة شتوية هادئة، وبين زخات المطر وصوت طفلة تلعب، جاء اتصال قلبه لا يشبه سائر الاتصالات. قصة خرافية، فيها من الحقيقة ما يُبكي، ومن الخيال ما يُدهش. إنها حكاية امرأة على فراش الموت، لم تنطق بكلمة، لكنها رفعت يدها، فاهتزت السماء فرحًا، وابتسمت الأرض خشوعًا. قصة عن الهداية التي لا تُقاس بالسنين، بل بلحظة صدق واحدة.

📖 مقتطف رمزي

“لم تكن الكلمات تخرج من فمها، لكن يدها ارتفعت، فشهدت على قلبٍ نطق بما عجز عنه اللسان… وابتسمت، كأنها ولدت من جديد.”

📚 المحتوى الرئيسي الكامل

في مدينة “يوجين” الأمريكية، وفي عام 1419 هجري، كان طالبٌ جامعي يجلس في مكتبه بعد صلاة العشاء، يتأمل المطر، ويستأنس بالهدوء. فجأة، رنّ الهاتف، وكان المتصل أخاه في الله “شكيب” من الجزائر، يحمل له قصة غريبة ومؤثرة.

زوجة شكيب، المسلمة الأمريكية “كريمة”، كانت ترافق خالتها المسيحية إلى مستشفى “سيكرت هارت”، وهناك أخبرهم الأطباء أن خالتها تحتضر، ولم يتبقَ لها سوى ساعة أو ساعتين.

في لحظة إيمان، اقترح شكيب على زوجته أن تدعو خالتها إلى الإسلام، لعلها تختم حياتها بكلمة التوحيد. صلّى ركعتين، ودعا الله أن يشرح صدرها، ثم ذهبت كريمة إلى خالتها، وأخبرتها أن الله يغفر كل شيء إن نطقت بالشهادتين.

إقرأ أيضا:قصة رومانسية

لكن الخالة لم تكن قادرة على الكلام. فطلبت منها كريمة أن ترفع يدها إن كانت تنطقها في قلبها. وبعد لحظات من الترقب، رفعت المرأة يدها، وارتسمت على وجهها ابتسامة لم تُرَ من قبل. بدأت كريمة تقرأ عليها سورة يس، والممرضة الأمريكية التي كانت تتابع حالتها، عرضت أن تكون شاهدة رسمية على إسلامها.

وفي تلك اللحظة، سأل شكيب صاحبه: ما واجبنا تجاه هذه المرأة؟ فأجابه: إنها أخت لنا، ونَكِلُ سريرتها إلى الله.

وبعد ساعات، اتصل شكيب ليخبره أن المرأة قد فارقت الحياة، مسلمة طاهرة، لم تصل لله صلاة واحدة، لكنها نطقت بالشهادتين في قلبها، وابتسمت للقرآن، ورفعت يدها إلى السماء.

🔍 التحليل

هذه القصة تُجسّد معنى “حسن الخاتمة”، وتُذكّرنا بأن الهداية ليست حكرًا على من عاش عمرًا في الطاعة، بل قد تُمنح لمن صدق في لحظة واحدة. رفع اليد هنا ليس مجرد إشارة، بل إعلانٌ من القلب، وشهادةٌ من الروح.

الخشوع الذي عمّ المكان، والدموع التي سالت، ليست من الحزن، بل من الدهشة أمام رحمة الله، الذي يهدي من يشاء، ويُبدّل القلوب في لحظة لا تُنسى.

🏁 الخاتمة: حين تنطق الروح قبل أن تصمت الحياة

في عالمٍ يزدحم بالضجيج، تبقى القصص الخرافية التي تمزج بين الحقيقة والروح، هي الأجمل. قصة خالة “كريمة” ليست عن الموت، بل عن الحياة التي تبدأ حين يُفتح القلب لله. إنها دعوة للتأمل، وللخشوع، وللثقة بأن الله لا يُضيع من صدق، ولو في آخر نفس.

إقرأ أيضا:قصة لقمان الحكيم

اللهم اجعل خاتمتنا مثلها، راضيةً مرضية، واملأ قلوبنا بخشوع اللحظة التي لا تُنسى.

السابق
تعريف البنك المركزي
التالي
ماهي عملة النمسا