عيد المعلم
عندما يتذكَّر الإنسان الأفراد الذين أثروا في حياته فإن المعلم تكون له الحصة الكبرى في هذه الذكريات، لأنه هو الشخص الأول الذي سلط الضوء على مواهب ومكامن قوة الطالب عندما كان الطالب نفسه لا يراها، بل بذل روحه ومعارفه لأجل ارتقاء الفرد والمجتمع، فهو صاحب الفضل في مسح الجهل من العقول، وليس ذلك فقط، بل إنَّه المشجع والمرشد النفسي، وخبير السيطرة، والمتحدث التحفيزي، واليد التي تمسك بيد الأجيال لتخرجها من ظلام الجهل إلى نور العلم، وهو القادر على التعامل مع تحديات العصر، وشرح أحداث العالم المعقدة.
وللتعبير عن الامتنان للمعلمين المتفانين في عملهم، ومن أجل فهم الدور والمسؤوليات التي يأخذها المعلم على عاتقه جاءت فكرة عيد المعلم، وهو لفتة صغيرة يشكر الطالب فيها معلميه على دعمهم وتوجيههم له طوال الوقت، فيمكن لكلمة من القلب، أو هدية بسيطة أن تظهر مدى الحب والاحترام للمعلمين الذي يساعدوننا على إعطاء شكل لحياتنا.
فكرة عيد المعلم
لا يمكن تجاهل مساهمات المعلم أبداً، ومن أجل ذلك حددت العديد من دول العالم يوماً خاصاً لتكريم معلمي المدارس والكليات والجامعات بشكل خاص، حيث يكون الاحتفال به تبعاً لتواريخ مختلفة من دولة لأُخرى، حيث يتم الاحتفال بيوم المعلم عالمياً في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، وقد بدأ في عام 1994م، وتعتبر اليونسكو هي أول من بدأت بهذا التقليد، حيث كان التركيز على مدى إنجاز المعلمين في مجال التعليم، وتم اختيار هذا اليوم بسبب اعتماد المؤسسات الحكومية الدولية لقرار اليونسكو المتعلق بوضع المعلمين.
إقرأ أيضا:خصائص الشعر في العصر العباسيأما في الهند فيتم الاحتفال بيوم المعلم في 5 سبتمبر/أيلول، وقد بدأ هذا التقليد عام 1962م، عندما أراد تلاميذ الفيلسوف والمعلم سرفبالي راداكريشنان أن يحتفلوا بعيد ميلاده، لكونه مدرساً ودوداً ومتفانياً في عمله، إلا أنّه طلب منهم أن يكون يوم مولده هو يوم لجميع المعلمين، مما جعل يوم ميلاده يوماً مهماً في تاريخ الهند، ومنذ ذلك اليوم يتم الاحتفال ب 5 سبتمبر باعتباره عيد المعلم.
هدايا مقترحة لعيد المعلم
يحتلّ المعلمون مكانة مهمة في المجتمع باعتبارهم منارة للحكمة والمعرفة والإرشاد، ففي كل عام في يوم المعلم فإنّ الأطفال في أنحاء العالم كلّه يعبّرون عن شكرهم لمعلميهم من خلال منحهم هدايا رائعة، وقد تتنوع الهدايا لتتشكل من تلك المصنوعة منزلياً إلى الكعك والكتب وغيرها من الأشياء التي قد تترك أثراً في نفس المعلم، وفيما يأتي بعض الأفكار الملهمة لهدايا عيد المعلم:
- هدايا يدوية الصنع: حيث أصبح بالإمكان أن يصنع الطالب بطاقته الخاصة بنفسه، مع إضافة رسالة تقدير ستكون فكرة لطيفة ليوم المعلم، كما يمكن كتابة قصيدة خاصة بالمعلم المفضل، حيث تعتبر من أكثر الهدايا شعبية، وسيكون للقصيدة وقع جميل عندما توضح تقدير الطالب العميق لمعلمه، ومن الهدايا التي يمكن صناعتها يدوياً أيضاً حامل قلم، باستخدام بعض من الورق المقوى، بلف الورق الملون وتزينه بألوان جذابة، وفي حال توفر موهبة الرسم يمكن أن يُستغل ذلك في رسم صورة شخصية للمعلم .
- هدايا الورود: إذ تُعتبر الورود من الهدايا التي تعبر عن الحب والاحترام، كما أنَّها أقوى من الكلمات، لذلك يجب الحرص عند اختيار الورود أن يكون لها مكان في الفصل الدراسي لوضعها فيه.
- هدايا الكتب للفصل الدراسي: حيث يمكن اختيار كتاب أو كتابين وإهداؤهما للمعلم، والذي بدوره قد يحتفظ بها في الصف ليعيرها للطلاب الآخرين.
- هدايا اللوحات الكلاسيكية اليدوية: إذ يعتبر هذا النوع من الهدايا محبباً للمدرسيين، فإنَّ إنشاء لوحة فنية وتقديمها للمعلم من الأفكار الجميلة حقاً.
- هدايا لوازم غرفة الصف: يمكن شراء قرطاسية من ممحاة، وأقلام ملونة، وأقلام رصاص، وأقلام تخطيط ووضعها في صندوق مزخرف، كما يمكن شراء بعض من المواد التعليمية المفيدة لكل من المدرس والطلاب.
طريقة كتابة خطاب في عيد المعلم
لكتابة خطاب وإلقائه أمام الطلاب في يوم المعلم يجب أن نقوم بعدة خطوات قبل البدء فيه كي يحظى الطالب بإعجاب المدرسين وزملائه، وفيما يأتي سنتحدث عن خطوات كتابة الخطاب:
إقرأ أيضا:تعريف النص الأدبي- إعداد مسودة للخطاب، لوضع كل الأفكار التي تجول في العقل، وتقسيم المحتوى وتناسبه مع كل عنوان فرعي.
- الاستهلال بافتتاحية واضحة، بحيث تكون المقدمة عن مدير المدرسة، والمعلمين، والطلاب، وغيرهم من الحاضرين في قاعة الاحتفال.
- يجب أن يدور الخطاب عن أهمية يوم المعلم، والتطورات التي حدثت في المجال التعليمي، والدور الذي لعبه المعلمون في نمو الأمة، ويمكن أن يتم ذكر أمثلة لمعلمين عظماء لهم إسهاماتهم في المنظومة التعليمية، كما يمكن تضمين أسماء بعض المعلمين الأجانب المشهورين أيضاً.
- يُنصح أن يكون الخطاب مقتضباً، وذلك لأنَّ الخطاب الطويل قد يكون مملاً في كثير من الأحيان، فإنَّ استخدام كلمات قليلة ذات معنى قوي أفضل من الكلمات الطويلة المملة، ومن الأمثلة على الخطب المختصرة؛ خطاب الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن، حيث تضمن خطابه 272 كلمة فقط، ومع ذلك يعتبر من بين أعظم الخطابات في العالم.
- قراءة الخطاب بحماس، حيث يجب أن يتفاعل الطالب مع الكلمات المكتوبة، باستخدام يديه وتعابير وجهه وعواطفه، مع الحرص على عدم المبالغة في ذلك.
- كتابة نهاية للخطاب، إذ إنَّ الكلام الرائع يحتاج إلى نهاية رائعة، فيجب الحرص على ذلك أثناء إعداد الخطاب، ويمكن الاستعانة باقتباسات بعض الأكاديميين أو الشخصيات المعروفة في إنهائه.