الأمومة
أظهرت الدراسات أنّ النساء اللواتي أصبحن أمهات يعتقدن أنّ حياتهن لها معنى أكبر من أولئك اللواتي ليس لديهن أطفال، كما أشارت الباحثة إلين جالينسكي (1987) إلى أنّ رعاية الصغار تكشف نقاط الضعف والشهامة لدى الأم، فتتعرّف كيف تُفسر العالم من حولها، وتتعلم التعامل مع كل من يؤثّرعلى أطفالها، وبالتالي تتعلّم المزيد عن النفس والحياة والإنسانية.
مسؤوليات الأم
تقوم الأم بمهامٍ كثيرة تهدف جميعها إلى جعل الأبناء مستقلّين ومنتجين، فلم تعُد الأمومة مجرّدة، فقد أصبح التخطيط المُستقبلي جزءاً منها، فالأمومة والأبوة تتضمّن رعاية الأطفال حتى يكبُروا ويعتنوا بأنفسهم، ومساعدتهم ليُصبحوا مستقلين، وذلك يتضمن التخطيط لمُستقبل الطفل ودفعه باتجاه الأفعال التي تجعله مستقلاً ومواجهاً لتحوّلات الحياة وصعوباتها، ومن هذه المهام ما يلي:
- التهذيب والضبط: السيطرة على الأبناء مسؤولية الأبوين، فوضع القواعد لتهذيب الأطفال يساعد على دمجهم في المجتمع، وتشكيل أفعالهم في الاتجاه الإنتاجي اجتماعياً.
- الحماية: تُنسَب رغبة الأم في حماية أبنائها إلى غريزة الأم من المنظور الاجتماعي، وقد وجد عالم النفس التنموي جون غوتمان أن غريزة الأم هي ظاهرة حقيقية تُعزَّزمن قِبل الأبناء، فمثلاً تكون أول استجابة للطفل تجاه كل ما يخاف منه أو لا يعرفه بالتوجه للأم، لذا فإنه من أهم واجبات الأم أن تُشعِر أبناءها بالأمن جسدياً وعاطفياً، ويتضمن ذلك إعطاؤهم الدعم المادي كالعناق مثلاً لإشعار الأبناء بأن الأم إلى جانبهم دوماً.
- اللعب مع الأبناء: يُعد اللعب أحد مسؤوليات الأم، فهو عادة تربوية وإدراكية؛ فمثلاً قد تساعد الأم طفلها في حل الألغاز أو قراءة الكتب، وهذا من شأنه تعزيز القوة العقلية للطفل، والمساعدة في رعاية اهتماماته الأكاديمية، وتعزيز مهارات التركيز وحل المشاكل.
احترام الإسلام للأم
الأمّ في الإسلام لها دور جليل يعترف به الإسلام ويُقدره، ويتلخّص احترام الإسلام لدور الأم في الآتي:
إقرأ أيضا:حوار بين الكتاب والتلفاز- احترام الأبناء لأمهاتهم: يجب أن تُطاع الأم وتُحترم احتراماً كبيراً من قِبَل عائلتها؛ فقد تحدّثت الآيات القرآنية عن حقوق الوالدين وأحدهما الأم، كما أنّ الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – أوصى بها خيراً حتى قبل الأب، والقصة بذلك معروفة، جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: (مَن أَحَقُّ الناسِ بحُسنِ صحابتي ؟ قال ” أمُّك ” قال: ثم من؟ قال ” ثم أمُّكَ ” قال: ثم من؟ قال ” ثم أمُّكَ ” قال : ثم من ؟ قال ” ثم أبوك وفي حديثِ قُتَيبةَ: مَن أَحَقُّ بحسنِ صحابتي؟ ولم يذكر الناسَ)
- تقدير المرأة: أكّد النبي صلى الله عليه وسلم أنّ للمرأة أجر الجهاد في الحمل والولادة والرضاعة، وإذا ماتت المرأة في أيٍ من هذه المراحل فإنها ستكون بمثابة شهيدة، كما أنّ تربية الأبناء الصالحين تُعد من أهم الأعمال الصالحة التي يستمر ثوابها وأجرها بعد الموت.