كتابة التعبير
إنّ التعبير شيء أساسي في أي لغة من لغات العالم، فهو ما يمنح الأفكار أهميتها، وهو الأداة التي تُخرج هذه الأفكار من العدم إلى الوجود ليعبّر بها الإنسان عن مكنونات نفسه وخباياها، والتعبير فنّ لغوي كأيّ مهارة يستطيع الإنسان اكتسابها وتطويرها بالتعلّم والتجريب، لا سيما أنّها مهارة ضرورية يحتاجها الفرد في شتى مراحل حياته.
طريقة كتابة تعبير مميز
إنّ كتابة موضوع تعبير مميز تتطلب العديد من الهارات المجتمعة مع بعضها البعض لتحقيق هذه الغاية، والتي تكون كالآتي:
- القراءة حول الموضوع المُراد الكتابة عنه والاطلاع على ما كُكتب عنه لتشكيل صورة عامة عن الموضوع.
- حصر ما يريد الكاتب مناقشته في هذا الموضوع من أفكار، مع ضرورة ملاحظة أن تكون هذه الأفكار متناسبة وذات ارتباط بعنوان موضوع التعبير لتجنّب الحشو والاستطراد في غير ما يهم القارئ عند كتابة الموضوع.
- تخيّل ما يُراد كتابته في المواضيع الوصفية والتعبير عن ذلك بأفكار قصيرة ومستقلة بداية، فعند الكتابة عن موضوع فصل الشتاء مثلاً يبدأ الكاتب بتخيّل مظاهر هذا الفصل بشكل بسيط مثل: تساقط الأمطار بغزارة، والثلوج التي تكسو الأرض وأغصان الأشجار وما إلى ذلك من أفكار بسيطة.
- توزيع الأفكار حسب أهميتها على أجزاء التعبير الرئيسية (المقدمة، والعرض، والخاتمة).
- محاولة ربط الأفكار بشكل متسلسل بعد تجميع المتشابه منها أو ما يتّصل ببعضه البعض معاً باستخدام أدوات الربط المناسبة، مثل: وذلك لأن، لا سيما أنّ، حيث يؤدي ذلك…إلخ.
- الحرص على استخدام المحسّنات اللغوية مثل التشبيهات البليغة وغيرها، واستخدام الاستشهادات القرآنية أو الأحاديث أو الأشعار.
- مراعاة علامات الترقيم، من فواصل، وعلامات تنصيص، ونقاط في نهاية الجمل، وما إلى ذلك من علامات أخرى.
- الكتابة بخط واضح ومفهوم، والحرص على أن يكون التعبير خالياً من الخربشات والملاحظات الجانبية؛ حتى لا تلفت انتباه القارئ أكثر من التعبير نفسه.
- مراعاة أن تكون الكلمات عربية فصيحة، مع الحرص على تجنّب العامية، وعدم تكرار الجمل، وأن تكون خالية من الأخطاء الإملائية.
- تنسيق النص ويكون ذلك باستخدام المسافة المناسبة بين كل كلمة وأخرى، وبين كل جملة وأخرى، مع الاهتمام بتنسيق الفقرة بطريقة احترافية؛ بترك مسافة بمقدار كلمة في أول الفقرة عند الشروع بكتابتها.
- استخدام القواعد اللغوية في تركيب الجمل، فتكون خالية من الأخطاء اللغوية والإملائية، وحشو الكلام.
أقسام النص التعبيري
يُقسم التعبير الكتابي إلى ثلاثة أقسام رئيسة، هي:-
إقرأ أيضا:موضوع تعبير عن عيد العمال- المقدمة، وتكون موجزة قصيرة تعطي تمهيداً عن موضوع التعبير، وغالباً ما يتكوّن من سطرين أو ثلاثة، أو بيت شعر، أو آية قرآنية، أو حديث شريف.
- الموضوع، وهو شرح عن الفكرة المطلوبة، او الأفكار المراد الحديث عنها، و يتكوّن الموضوع من عدّة فقرات، كل فقرة تحوي فكرة واحد، تشرحها وتُفصّلها وتُبيّنها، ثم تُمهّد فيها للفكرة التي تليها، وبهكذا تترابط الأفكار والفقرات معاً.
- الخاتمة، وهي عبارة او جملة صغيرة تدل على اختتام الموضوع وتُنهيه.
نماذج تعبيرية
من المواضيع التعبيرية الجيدة، نقدّم ما يأتي:
تعبير عن الأخلاق
إن الاخلاق الحميدة لما فيها من فضل في تماسك المجتمع وتآزره حث عليها الإسلام، بل وصّى بجبل النفوس على الاخلاق الحسنة الحميدة، فما أبهى وأجمل الانسان حين يتحلّى بهذه الصفات الحميدة!
من هذه الأخلاق التي حث عليها الإسلام: الكرم، والعفة، والصدق، والأمانة، والشهامة، والحياء. فأي مجتمع لا يحتوي على خصلة من هذه الخصال كان ذلك وبالاً عليه. فالإنسان الذي لا أخلاق له مِعوَل يهدم المجتمع، والأخلاق الحميدة هي الضمانة الأكيدة والرئيسة، وتكاد تكون الوحيدة، لمنعة بنيان المجتمع وحصانة سياجه.
والبخل خلق ذميم ذمّته العرب، وذمّه الإسلام، قال تعالى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)، وقالت أم البنين اخت عمر بن عبد العزيز: (أفّ للبخل، لو كان طريقاً ما سلكتُه، ولو كان ثوباً ما لبسته، ولو كان سراجاً ما استضأت به). يقول الشاعر:
إقرأ أيضا:موضوع تعبير عن أهمية العملإنما الأمم الخلاق ما بقيت
فإنهم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
تعبير عن مباراتي الأولى
قبل اليوم المنتظر كنت أشعر بالحماسة والنشاط، وقد كدت أفقد عقلي نتيجة الانتظار. جهّزت الملابس والحذاء، واستعددت جيداً، فغداً تنتظرني مباراة شائقة.
استيقظت باكراً، وتناولت إفطاري ثم خرجت برفقة والدي إلى النادي الرياضي. التقيت رفاقي في اللعب وبادلتهم التحية ثم ذهب كل منّا إلى فريقه. قبل المباراة بقليل أصغيت ورفاقي إلى خطّة المُدرّب، ثم قمنا بممارسة تمارين الإحماء وكلنا حماسة ونشاط.
خرجنا للملعب تعلونا إمارات الجد والنشاط، انطلقت صافرة البداية فشعرت وكأن لي أجنحة تحلّق بي إلى الفضاء. كنا نتحرك بكل دقة ونظام، وكانت كل خطوة مرسومة رسماً دقيقاً. ابتهجت ابتهاجاً عظيماً عندما شعرت بروح المنافسة تجري في عروقي، ثم ما لبثت أن شعرت بها تجري في عروق كل اللاعبين. كانت اللحظات الأخيرة من أشد اللحظات على قلبي، حيث كانت الكرة مع زميلي أحمد الذي مرّرها لعليّ، فسدّد علي هدفاً، إلا أنه ارتطم بالعارضة، توجَّهتُ نحو الكرة وبسرعة سجّلتُ هدفاً من أروع الأهداف، كان الشعور رائعاً وجميلاً وحاسماً أيضاً.
كانت صفارة النهاية قد أعلنت فوزنا، ففرحت كثيراً، ثم ما لبث أن جاءنا الفريق الخصم وبارك لنا. كان والدي من متابعي المباراة فوصف لي شعوره وكيف اندمج مع اللعبة، ثم وصف لي كيف شعر بالفخر بنا حين فزنا.
إقرأ أيضا:تعبير عن الحوادثتعبير عن ظاهرة ادمان الهاتف المحمول
كنت أجلس في حديقة عامة عندما وجدت صحيفة مُلقاة على الأرض وعليها عدة إعلانات، لفت نظري إعلان عن هاتف ذكيّ، نظرت إلى الإعلان مراراً وتكراراً، وعندما عدت كانت تلك الكلمة ترن في أذني: هاتف! وما هو هذا الهاتف؟
قررت التّوجه نحو المكتبة، فعرفت من خلال الكتب أن أصل تلك الكلمة مُشتقّ من كلمة يونانية تعني آلة أو جهاز يُستخدم لنقل الصوت بشكل فوري بين مكانين مُتصلَين بخط هاتف. حسناً، وإن يكن، هل هو بهذه الأهمية كي يوضع له إعلان ما؟ قلت تلك الكلمات قبل أن أقلب الصفحة التالية والتي كانت تحوي معلومات كالأتي: إن للهاتف فوائد عدّة، فهو وسيلة الاتصال الأسرع، وهو وسيلة ترفيه ومكتبة متنقلة في آن واحد، كما أنه عدة أجهزة في جهاز واحد، وهي: هاتف، وحاسوب، وآلة تصوير، ومنبه، وآلة حاسبة، ومتصفح اللإنترنت، وكلّها أجهزة ضرورية لحياتنا اليومية.
لم أصدق ما قرأت، وتعجبت من ذلك ولم أدري أن العجب العُجاب في الصفحة التالية، فقد عرفت أن الهاتف غير مكلف ماديّاً لمن يستخدمه بحكمة، ولكنّه في ذات الوقت باهظ الثمن لمن يستخدمه طوال الوقت فيما يفيد وما لا يفيد. قلبت الصفحة وكلّي شوق لأعرف مضاره وأنا في حيرة من أمري، فشيء بهذه المواصفات أنّى له أن يكون ذا عيوب وأضرار، لكن وبعد أن قرأت الصفحة التالية خاب ظني، فلم أكن أعلم بأنه يؤثر بالإشعاع على الدماغ، وعلى العين، وليس ضاراً على الإنسان وحسب، فبواسطة موجاته يُفسد أجهزة الملاحة الجوية والبحرية، وغيرها من الأضرار الأخرى.
نظرت إلى الساعة فأيقنت بتأخري، عدت للبيت وجلست في غرفتي، فكّرت في مجتمعي و كيف أن سن الرابعة عشرة هو سن امتلاك الهاتف وأنهم يمتلكونه للتباهي به. تذكرت بأن الهاتف سلاح ذو حدين فتعاونت مع إحدى المؤسسات على نشر التوعية بين الناس ليحسنوا استخدامه بصور ايجابية.