الخيال العلمي
الخيال العلمي (بالإنجليزية: Science Fiction) هو نوعٌ من الفن الأدبي الذي يعتمد على الخيال، يتخيّل فيه المؤلف عالماً خيالياً جديداً بالاعتماد على النظريات العلميّة، وقد يتخيّل نموذجاً لحياةٍ أخرى بالاستناد إلى نتائج متخيّلةٍ مُتّسقةٍ مع قوانين الطبيعة والنظريات العلميّة، وفي العادة يكون زمن هذه القصص في المستقبل القريب أو البعيد، أمّا مكانها فقد يكون على كوكب الأرض، أو في أي مكان في الفضاء.
رجل المريخ
قيل أنّ مركبة الفضاء “الباحث” قد تمكنت من رصد وجودٍ لرجلٍ يبدو طاعناً في السنّ على كوكب المريخ، فقد رصدته الصور الواضحة واقفاً أمام كهف على سطح الكوكب. قرر حازم السفر إلى المريخ، وقبل أن يصعد الى مركبة الفضاء أعّد مع أصدقائه قائمة الأسئلة التي يتلهّف الجميع لسماع أجوبتها من رجل المريخ هذا.
تُرى بأيّ لغةٍ يمكن أن يتحدث معه؟ وهل هو موجود فعلاً؟ وإذا وُجد رجلٌ على المريخ فهل يعني ذلك أنّ هناك امرأةً أيضاً؟ ارتدى حازم بدلة الفضاء، وودّع زوجته وأصدقائه وهو حزينٌ لفراقهم، إلّا أنّ متشوّقٌ جداً لمقابلة رجل الفضاء الذي سيجيب عن جميع أسئلة الكون التي تؤرقه!
وصلت سفينة حازم إلى المريخ، بدأ بالنزول منها بخطواتٍ مترددة يحدوه الخوف والفضول، قرر اكتشاف محيطه قليلاً، لم يجد في البداية ما يدلّ على وجود أيّ حياة، ولكنّه ظلّ يشعر بوجود شيءٍ يراقبه، ومع ذلك فقد عكف مع فريقه على تركيب محطتهم الفضائية التي تحتوي على جميع أجهزتهم ومكان إقامتهم خلال فترة وجودهم على هذا الكوكب.
إقرأ أيضا:حكايات للاطفال قبل النومحين أصبح كلُّ شيءٍ جاهزاً، جهز حازم فريقاً استكشافياً، وأدخلوا إحادثيات الكهف الذي رصدوا فيه الرجل الغريب إلى جهازٍ معهم، وانطلقوا يبحثون عنه، تردد الفريق بالدخول إلى الكهف حين وصلوا إليه، ولكنّ حازم كان متشوقاً لرؤية أهل المريخ فدخل سريعاً، في تلك اللحظة بالذات بدأت الأرض بالاهتزاز بشدة، وبدأت الصخور تتكسر وتنهار على رؤوس رجال الفضاء المستكشفين، فركضوا بعيداً عن الكهف، ولكنّ حازم كان قد دخل إلى الكهف، حاول الرجال التواصل معه بشتى الطرق والوسائل، ولكنّ الاتصال معه كان قد انقطع تماماً.
شعر الفريق بالفزع، واستمروا بمحاولاتهم للحفر والتخلّص من الصخور التي تسدّ مدخل الكهف، ولكنّهم لم يستطيعوا فعل الكثير، فبزاتهم الفضائيّة تمنعهم من التحرك بحريّة، ولذلك فقد قرّر الفريق العودة إلى محطّتهم للحصول على المساعدة، فقد أمضوا أكثر من ستّ ساعاتٍ وهم يحاولون التواصل مع حازم.
وصل رواد الفضاء إلى المحطة الفضائية، ولكّهم رأو حينها شيئاً لم يتوقعوه، فقد وجدوا أنّ حازم موجودٌ في المحطة الفضائيّة، لكنّه لم يستطع أن يقول إلّا شيئاً واحداً مهما حاولوا التحدّث إليه، كان يردد فقط: “ارحلوا.. لا نريد أن نؤذيكم!!”.
السفينة المهجورة
بعد أن خدمت السفينة الفضائيّة لسنواتٍ طوال، وخاضت تجارب رائدة، واجتازت مخاطر جسيمة، تمّ إبلاغ رائد الفضاء الأخير رامي أنّ مركبته الفضائية نفّذت جميع مهماتها وحان وقت عودتها إلى الأرض، لم يكن هناك ايّ طريقةٍ لعودتها بسلام، فهي بالتأكيد ستتحطم عند وصولها، ولذلك فقد طُلب منه ألّا يتركها تصطدم بأي مبانٍ أو أنّ تتسبّب بأيّ دمار كبير. انزعج رامي كثيراً وكأنّه مقبلٌ على فقدان كائن عزيز، فقد كان يَعُدّ هذه المركبة كبيته، وظلّ يأمل أنّها ستدخل متحف الفضاء الكونيّ كأوّل مركبةٍ فضائيّةٍ قضت عقدين من الزمان كمحطّةٍ للتجارب الفضائيّة الرائدة بدلاً من أن تتحطم، وقد أُبلغ أنّ هذه مهمّته الأخيرة التي سيتقاعد بعدها، والتي ستتوّج بطولاتِه الفضائيّة، وتمنحه فرصة الحصول على وسام البطولة الفضائيّة التي تُمنح للرواد المميزين. “وفي أسوأ الظروف سأوجهها نحو أرض قاحلةٍ؛ صحراء ربما، ثم أقفز منها بسلام” حادث نفسه.
إقرأ أيضا:قصة روميو وجولييتكان أكثر ما أزعجه حصوله في الشهر الأخير على معلومات مهمّةٍ جداً، فالنجم الذي رُصد لأوّل مرة منذ مئةٍ وخمسين عاماً وكان خامداً وقتها قد عاد للمعان مجدداً، كما رصد منظاره الفضائيُّ حركةً غريبةً حول ثقبٍ أسود تبدو كأنّها لكائنات تستطيع الدخول والخروج منه، وكأنّه بوابةٌ لشيءٍ ما، وفي مختبره الفضائي لاحظ وجود بكتيريا حية في عيناتٍ صخريّة مأخوذة من كوكب المريخ، ممّا يعزز الاعتقاد بوجود حياةٍ أخرى على ذاك الكوكب. تنهّد بحسرةٍ وهو يُفكّر أنّ معلوماتٍ كهذه لن تصل للأرض
لكنّه قرر أخيراً أن يهبط من المركبة قبل اصطدامها المريع بالأرض، وتخلّى عن يأسه ورغبته الخفيّة بالانتحار، وعزم على محاولة أخذ جميع المعلومات التي تحملها المركبة قبل رحيله منها، فبذل محاولاتٍ يائسةً لتسجيل المعلومات القيّمة على قرص مدمج بعد أن فشل سابقاً لمرات عدة، وبدأ يتمتم ببعض الكلمات أثناء محاولاته: “هيا، يا رب.. ساعدني.. يجب أن أنجح في تسجيل هذه المعلومات.. هيا.. سجلي.. سجلي.. هيا”، لم يصدق نفسه عندما رأى لمعان زرّ التسجيل يعمل مجدداً بعد أن يئس من إصلاحه، وعاد لتفاؤله وثقته بنفسه وإيمانه.. وشعر أنّ الله معه في مهمته الكونيّة. أخيراً سالت من عينيه دمعتان حارّتان قبل أن يضغط على زرّ الهبوط، وينطلق مقذوفاً من مركبته. نظر بحسرةٍ ومرارة وهو يبتعد عن مركبته القديمة التي خدمت لسنوات طوال، وبدا وكأنه يترحّم عليها، ولكنّه عاد لتفاؤله عندما تذكر أنّه يملك قرصاً مدمجاً يحتوي على معلوماتٍ قيّمةً جداً قد تغير مجرى الحياة وفهم البشر لها، فالحياة يجب أن تستمر. وقرر أخيراً: “لن أتقاعد، سأعود للعمل مجدداً. وسألقي المحاضرات حول تجاربي الفضائية”.
إقرأ أيضا:قصة مؤثرة جداًالدم الأزرق
عكف بلال في مختبره منذ سنتين محاولاً إيجاد معادلةٍ لكريات دم جديدة، جديدةٍ حتى في لونها، فبدل أن تحتوي كريات الدم على الهيموغلوبين فقد صنع مادةً شبيهةٍ بها سماها الأوموغلوبين، والذي يعطيها لوناً أزرق باهتاً، ولكنّ هذه الكريات تستطيع حمل الأكسجين بطريقةٍ طبيعيّة، كان سعيداً جداً، إنّ هذا الدم يمكن أن ينقذ حياة الكثير من الأشخاص، وقد بدأت بنوك الدم منذ الآن بالتواصل معه كي يبدأ ببيعها للدم الجديد، كانت المشكلة الوحيدة التي ظهرت عند استخدام الدم الجديد أنّ الأشخاص يتحوّل لونهم بشكلٍ بسيط إلى لونٍ أرجواني، بدأ بعض الأشخاص بمهاجمة هذا الاختراع الجديد، وقد استطاع هذا الاختراع علاج طفلٍ كان مريضاً بسرطان الدم، وكان نوع دمه نادراً جداً، وقد شُفي تماماً، ولكنّ لون بشرته تغير، وبدأ بعض الجهلة بمهاجمة هذا الطفل البريء واتهامه أنّه ممسوسٌ من روحٍ شريرة، كما وصفه بعضهم بالشيطان، وهاجم بعض الأشخاص مَعمَل بلال ودمّروه تماماً، ليغلق باب بحثٍ كان يمكن أن ينقذ العديد من الأرواح.
دقائق الصفاء
تجتاح العالم كلّ عامٍ فترةٌ زمنيّةٌ قصرةٌ لا تتعدى بضع دقائق، تمتاز بهدوئها الغريب. فخلالها ينسى جميع البشر خلافاتهم ومشاكلهم وصراعاتهم وحقدهم وكرههم، وتتوقف الحروب والخصامات خلال هذه الدقائق، كما تتوقف حوادث السيارات والطائرات، ولا تحدث أيّ كوارث، أو زلازل، أو براكين. إذ تعيش الكرة الأرضية خلال هذه الفترة القصيرة في سلام وأمان.
أثبتت بعض الأدلة العلمية أنّ تلك الدقائق هي ضرورةٌ يفرضها نظام المجموعة الشمسيّة الذي يخلو من الحياة ما عدا الأرض ليُعيد توازنه المفقود طوال العام بين الطبيعة والإنسان. ويبدو أنّ دقائق الأمن والسلام التي تغزو الأرض مرةً كلَّ عامٍ تمرُّ دون أن يلاحظها أيّ أحد أو يدركَ نتائجها السريعة، وممّا يزيد غموضها أنّها تحدث بصورةٍ غير منتظمة؛ فربّما تحدث هذه السنة ليلاً الساعةَ التاسعة والنصف خلال الشتاء، وقد تعود السنة القادمة في الصيف عند الفجر أو الظهر ليحلّ عندئذ أمنٌ نعيشه ولا نشعر به ولو لبضع دقائق.
قرر فريقٌ من الباحثين المختصين في علوم الفيزياء الفضائية والفلك دراسة هذه الحالة لمعرفة آلية حدوثها، والتغييرات التي تجري على المجرة خلالها، فهم يراقبون كلّ حركةٍ صغيرةٍ لأيّ كوكبٍ أو قمرٍ أو أيّ جرمٍ سماويٍّ آخر من مذنبات وكويكبات، وحتى الغبار الكوني والشهب والنيازك، ولكن ليس هناك ما يدلّ على أيّ تغيّرٍ يحدث، ربما سيظل هذا الأمر لغزاً للبشرية جمعاء.
آلة الزمن
آلة صغيرة، يشبه شكلها جهازَ المذياع، إلّا أنّها أكبر منه قليلاً، وتحتوي على قبضتين دوارتين كما في جهاز الراديو، تتحرّك الأولى بثلاثة مواضع؛ يميناً وشمالاً لتقديم الزمن وتأخيره، أمّا الموضع الثالث في الوسط فهو وضع الإيقاف. في حين إنّ القبضة الثانية تدور لغاية 360 درجة للتحكم بمقدار السرعة، كما تحتوي على آلةٍ مُعقّدةٍ جداً داخل غلافها، يبدو ذلك من خلال وزنها الثقيل الزائد عن الحدّ. وداخها تحتوي على مجموعةٍ من البطاريات الإلكترولنيّة القابلة للشحن من الحجم الكبير، كان هذا الجهاز ملقىً مع المخلفات والخردة التي تلقيها القواعد العسكرية. وقد عثر عليها شابٌّ مثقف مع فتى بسيطٍ كان يبيعها مع أشياء أخرى مختلفة في سوق الأغراض المستعملة دون أن يعرف ماهية الجهاز ولا طريقة عمله، ولكنّه أثار فضولَ ذلك الشاب، فاشتراه لغرابته وثقل وزنه بثمنٍ بسيط.
أخذ الشاب يبحث عن طريقة عمل الجهاز ماهيته، ووجد في بعض المواقع الإلكترونية نبذةً مقتضبةً عنه مفادها أنّه جهازٌ للتحكم في الزمن، ويمكن من خلاله العودة بالزمن، كانت هذه فرصته العظمى، إنّ القدرة على العودة في الزمن وتغيير أحداثٍ معيّنةٍ قد تجعل الحاضر والمستقبل رائعين بالنسبة له، بدأ الشاب يحاول العودة إلى ذكرياتٍ معيّنةٍ له لتغييرها، إنّ أكثر ما أثر في حياته فقدُه لوالدته في سنّ مبكر، فقد تعرّضت لحادثٍ أليم أدّى لفقدانها حياتها، فقرر العودة إلى تلك اللحظة وتغيير الماضي، شغّل الجهاز وثبت قبضة التحكم بالزمن إلى ذلك التاريخ، ليجد نفسه قد عاد عشر سنوات، كانت أمّه قد اشترت بعض الحاجيات وتسير متوجهة إلى المنزل، “ذلك هو المكان الذي تعرّضت أمي للدهس فيه” حدث نفسه وأسرع ليرتطم بها، فوقعت حاجياتها على الأرض ولم تقطع الشارع في الوقت الذي أتت فيه الشاحنة المسرعة، والتي كان من المفترض أن تدهسها.
في تلك اللحظة عاد الشاب في الزمن إلى الوقت الحالي، وأسرع إلى منزله يبحث عن والدته، ولكنها لم تكن موجودة، بدأ يسأل الجيران عنها، فأخبروه أنّها قد توفيت في حريقٍ قبل عشر سنوات!، دُهش الشاب جداً، وقرر العودة في الزمن مرةً أخرى لإنقاذها، ولكنّه في كلّ مرةٍ أنقذها فيها من حادثٍ ما، حدث شيءٌ آخر، لقد استطاع تغيير طريقة موتها، ولكنّه لم يستطع أبداً إعادتها إلى الحياة، لأنّه لا يمكن لأيّ شخصٍ أن يُغيّر القدر. “ذلك الجهاز ليس له مكانٌ إلّا القمامة” فكر الشاب بجدية وهو يحمله ويرميه في مكانٍ بعيد لا يستطيع أي شخص إيجاده فيه، فهذا الجهاز لا يعيد سوى الذكريات السيئة، ويعطي الناس أملاً كاذباً لا يمكن أن يتحقق يوماً