قصة وحكمة
شاب وحكيم
سار الفتى عشرات الأيام قبل أن يصل إلى القصر المبني على قمة الجبل الذي يسكن به الحكيم الذي هو ذاهب إليه .. وحين وصل وجد جموعا من الناس في القصر ، انتظر الشاب حتى يصل دوره ليكلم الحكيم فيما جاء لأجله .. أستمع الحكيم إلى الشاب بكل انتباه وبعد استماع الحكيم للشاب ، قال له : إن الوقت لا يستع الآن سأطلب منك طلبا تنفذه وتعود لي بعد ساعتين ، أعطى الرجل الحكيم للشاب ملعقة فيها بضع نقاطٍ من زيت ، وطلب منه ان يحملها طوال جولته بالقصر ، امسك الشاب الملعقه ، فأضاف الحكيم ، إياك ان توقع الزيت منها ، أريدك ان تعود بالمعلقة كما سلمتك اياها .
انطلق الشاب حاملا الملقعة جائلا بارجاء القصر ، حتى انقضت الساعتين فعاد للحكيم من جديد ، انهال الحكيم عليه بالأسألة ، -هل رأيت غرفة الطعام ؟ هل اعجبتك الزخارف فيها ، والشمعدانات الذهبية ؟ -هل رأيت السجاد الفارسيّ في الممرات ؟ وهل رأيت الثريات المعلقة في الأسقف ؟ ارتبك الشاب ، وخجل واعتقد أنه يهين الحكيم إذ انه لم يرى أي شيء مما سأله عنه ، اعترف بذلك للحكيم، وقال له :
لم أرى شيئاً فلقد كان كل همي أن لا أخذلك واوقع نقاط الزيت من الملعقة ، كل تركيزي كان على نقاط الزيت والرجوع قبل أن ينتهي الوقت !! قال الحكيم : عد لجولة اخرى وتعرف على معالم القصر وما فيه . .. ذهب الفتى جولة أخرى وهو ما يزال حاملا ملعقة الزيت ، وجعل ينظر في انحاء القصر وما فيه ، وذهل من جماله وروعة تصميمه .
إقرأ أيضا:كم عدد قصص ألف ليلة وليلةوعندما عاد إلى الحكيم استرسل يروي له ما رأى .
سأله الحكيم : أين قطرات الزيت التي كانت في الملعقة ؟!! نظر الفتى إلى الملعقة فوجد انها انسكبت فقال الحكيم : هذه هي التي استطيع أن اسديك إياها . الحياة يا بني فيها الكثير من الاحداث والكثير من المسؤوليات ، عليك أن تواكب أحداثها وتعيشها دون ان تنسى نفسك وتفقد تركيزك ، عليك يا بنيّ أن تكون كامل الوعي كامل الإدراك والرؤية وتستمتع بحياتك في كل لحظة .
إقرأ أيضا:تلخيص قصة قنديل ام هاشم