قصص عربية

الضفادع و السباق

🐸 الضفدع الأصم… الذي سمع نداء الإصرار

في مملكةٍ لا يسكنها سوى الحيوانات، حيث البقاء للأقوى، كانت الأسود تحكم الغابة بقوةٍ واستبداد، وتفرض على الضعفاء حمايةً مشروطة بالطاعة المطلقة. في هذا العالم القاسي، عاش ضفدعٌ صغير في مستنقعٍ هادئ، مع إخوته، بعد أن فقد والديه برصاص الصيادين، ذلك الصوت الذي لم ينسه منذ طفولته، بل ترك أثرًا لا يُمحى في سمعه وقلبه.

🏁 سباق الحرية

قررت الأسود إقامة سباق بين الضفادع، جائزة الفائز: الحرية والحماية. لم يكن الهدف نبيلًا، بل مجرد تسليةٍ للمتسلطين. لكن الضفدع رأى في السباق فرصةً لتغيير مصيره، ومصير من يشبهه.

بدأ السباق، وتدافعت الضفادع، تصادمت، وتصارعت، لكن ضفدعنا شق طريقه بثبات، حتى سقط في حفرةٍ عميقة مع ضفدعٍ آخر. رفضت الأسود مساعدتهما، وحرّمت على أي حيوان مدّ يد العون، فمات الضفدع الآخر من اليأس والخوف، بينما ظل ضفدعنا يقفز ويحاول، رغم كل شيء.

🧠 الإصرار الذي لا يسمع التثبيط

كانت الضفادع الأخرى تشير إليه من أعلى الحفرة، وتصرخ: “لا فائدة… لا يمكنك الخروج!” لكنه لم يسمعهم، لأنه كان أصمًا منذ الصغر، بسبب دوي الرصاص الذي أفقده السمع. فظن أن إشاراتهم هي هتافات تشجيع، وظل يقفز، ويقفز، حتى خرج من الحفرة، وسط ذهول الجميع.

إقرأ أيضا:كم عدد قصص ألف ليلة وليلة

👑 الحرية التي تُنتزع

نال الضفدع حريته، لا لأن الأسود منحتها له، بل لأنه انتزعها بإصراره. لم يكن الأقوى جسدًا، لكنه كان الأصلب إرادةً، والأعمق إيمانًا بأن لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة.

إقرأ أيضا:ما قصة كذبة نيسان

الخاتمة: درسٌ من ضفدع

هذه القصة تُعلّمنا أن:

  • الإصرار لا يحتاج إلى تصفيق، بل إلى إيمان داخلي.
  • الصمم عن التثبيط قد يكون نعمة.
  • الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع.
  • الضعف الجسدي لا يعني الهزيمة، بل قد يكون بداية القوة.
السابق
تلخيص قصة سهرت منه الليالي
التالي
أبو قاسم الطنبوري