قصص دينية

عذاب قوم لوط

🏷️لوط عليه السلام: دعوة في سدوم وعذاب قومٍ طغوا

لوط عليه السلام هو أحد أنبياء الله الذين أُرسلوا لهداية قومٍ ضلّوا عن الفطرة، وارتكبوا من الفواحش ما لم يُسبقهم إليه أحد من العالمين. وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في مواضع متعددة، ليكون عبرة لمن يعتبر، وتذكيرًا بعاقبة من يُعرض عن دعوة الحق ويتمادى في الطغيان.

🗂️ نبذة

ولد لوط عليه السلام في أرض بابل عام 1861 قبل الميلاد، وهو ابن هارون، وابن أخ إبراهيم عليه السلام، وقد سمّي لوطًا لشدة تعلقه بعمّه. أرسله الله إلى قوم سدوم في منطقة البحر الميت بالأردن، وكانوا يأتون الفاحشة ويعتدون على الغرباء، فدعاهم إلى عبادة الله وترك المنكرات، لكنهم كذبوه وهمّوا بطرده، فاستحقوا العذاب العظيم. وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في أكثر من 27 موضعًا، منها قوله تعالى:

﴿وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ ۗ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ﴾ [الأنبياء: 74]

📜 قصة قوم لوط

بعث الله تعالى نبيه لوط عليه السلام إلى أهل سدوم، وهي قرية تقع في منطقة البحر الميت حاليًا، وكان قومه قد ابتدعوا فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، إذ كانوا يأتون الرجال شهوةً من دون النساء، ويعتدون على الغرباء، ويمنعون المسافرين من دخول أرضهم، بل كانوا يسلبونهم وينكحونهم عنوة، وقد استمروا على هذا الفعل حتى بعث الله لهم لوطًا عليه السلام، فدعاهم إلى عبادة الله وحده وترك الفاحشة والمنكر، فقال لهم:

إقرأ أيضا:قصة ادم وحواء

﴿أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ﴾ [الأعراف: 80–81] لكنهم رفضوا دعوته وتمادوا في ضلالهم، بل هددوه بالطرد من القرية إن لم يكفّ عن دعوته، وقالوا له: ﴿لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ﴾ [الشعراء: 167] فصبر عليهم وأصرّ على دعوته، لكنهم أصرّوا على المعصية، حتى جاء أمر الله بالعذاب.

📜 قصة عن عذاب قوم لوط

أرسل الله الملائكة إلى إبراهيم عليه السلام ليخبروه بعذاب قوم لوط، فاستغرب إبراهيم لأن لوطًا كان بينهم، فأجابته الملائكة أنهم أعلم بمن فيها، ثم توجهت الملائكة إلى بيت لوط على هيئة رجال، فلما علم أهل القرية بوجود ضيوف وسيمين في بيت لوط، جاؤوا يطلبون الفاحشة، فحاول لوط أن يصرفهم، وعرض عليهم الزواج من بنات القرية، لكنهم رفضوا، فقال لهم:

﴿هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ﴾ [الحجر: 71] فأنزل الله الوحي على لوط، وأمره بالخروج من القرية مع أهله في الليل، وألا يلتفت أحد منهم، إلا زوجته التي كانت من الغابرين، وفي الصباح جاء أمر الله، فأُرسلت عليهم الصيحة، وهي صوت شديد مهلك، ثم جاء جبريل عليه السلام فرفع مدنهم السبع بجناحه حتى بلغ بها عنان السماء، وسمعت الملائكة أصوات ديوكهم ونباح كلابهم، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها، وأمطر عليهم حجارة من سجيل، كما قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ﴾ [هود: 82]

إقرأ أيضا:الإمام الحسن المجتبى عليه السلام

🏁 الخاتمة

قصة لوط عليه السلام تبيّن كيف أن الفطرة إذا انحرفت، والحق إذا كُذّب، فإن العاقبة تكون وخيمة. لقد دعا لوط قومه بالحكمة والموعظة، لكنهم أصرّوا على الفاحشة، فاستحقوا العذاب الذي لم يُبقِ لهم أثرًا. وهي قصة تذكّرنا بأن الله لا يُهلك القرى إلا بعد أن يُقيم عليهم الحجة، وأن من أعرض عن دعوة الحق، فإن مصيره الهلاك، مهما بلغ من قوة أو عدد. وفيها عبرة للمؤمنين، بأن الثبات على الحق، والصبر على الأذى، هو طريق النجاة، كما نجا لوط وأهله، وهلك من كذّبوا.

السابق
ترتيب الدول اقتصادياً
التالي
ما هي إدارة الأعمال