ماهي الأميبا: كائن دقيق يهدد الصحة العامة بثلاثة أمراض رئيسية تصيب الجهاز الهضمي والعين والدماغ
جدول المحتويات
ماهي الأميبا كائن طفيلي وحيد الخلية يسبب 3 أمراض خطيرة تشمل الزحار الأميبي، التهاب القرنية، والتهاب الدماغ. تعرف على أعراضها، طرق التشخيص، والعلاج الفعّال.
تعريف الأميبا
تنتمي الأميبا (Amoeba) إلى مملكة الطلائعيات (Protozoa)، وهي كائن حي وحيد الخلية، حقيقي النواة (Eukaryotic)، يتميز بقدرته على الحركة والتغذية عبر امتدادات تُعرف بـ الأقدام الكاذبة (Pseudopodia). تعيش الأميبا في البيئات الرطبة مثل البرك والمياه العذبة، وتتغذى على الطحالب، البكتيريا، الخلايا النباتية، الأوليات المجهرية، والحيوانات عديدة الخلايا. تُحيط الأميبا جزيئات الطعام بالأقدام الكاذبة لتشكيل فجوة غذائية تُهضم داخلها، بينما تُطرح المياه الزائدة والفضلات عبر الفجوات المنقبضة (Contractile Vacuoles).
بعض أنواع الأميبا تُصنّف ضمن الطفيليات، وتعيش على النباتات المتحللة أو في المياه الراكدة، وتُعرف بحركتها الأميبية التي تُعد من أقدم أشكال الحركة الحيوانية.
الأمراض التي تسببها الأميبا
تُسبب الأميبا ثلاث حالات مرضية رئيسية، تختلف في شدتها ومكان الإصابة:
الزحار الأميبي (Amoebiasis)
ينتج عن طفيلي Entamoeba histolytica، ويصيب القولون مسببًا:
- التهابًا في القولون.
- إسهالًا شديدًا مصحوبًا بالدم.
- خراجات كبدية في الحالات المتقدمة.
تنتشر العدوى في المناطق ذات البنية التحتية الصحية الضعيفة، وتُعد من أكثر الأمراض الطفيلية شيوعًا في الدول النامية.
إقرأ أيضا:كيفية تكاثر البكتيرياالتهاب القرنية الشوكميبي (Acanthamoeba keratitis)
عدوى نادرة تصيب قرنية العين، وتنتقل من خلال:
- العدسات اللاصقة الملوثة.
- سوء النظافة الشخصية.
- السباحة أثناء ارتداء العدسات.
قد تؤدي إلى فقدان البصر إذا لم تُعالج مبكرًا، وتُعد من الحالات الطارئة في طب العيون.
التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي (PAM)
تسببه Naegleria fowleri، وتُعرف باسم “الأميبا الآكلة للدماغ”. تدخل عبر الأنف عند السباحة في مياه دافئة ملوثة، وتصل إلى الدماغ، وغالبًا ما تكون العدوى قاتلة خلال أيام قليلة.
أعراض الإصابة بالأميبا
تختلف الأعراض حسب نوع العدوى:
- الزحار الأميبي:
- إسهال دموي.
- حمى.
- مغص في البطن.
- فقدان شهية.
- غثيان.
- النيجلرية الدجاجية:
- صداع شديد.
- قيء.
- هلوسة.
- فقدان الوعي.
- التهاب القرنية:
- احمرار العين.
- ألم حاد.
- تشوش الرؤية.
- حساسية للضوء.
طرق تشخيص الإصابة بالأميبا
يعتمد التشخيص على مجموعة من الفحوصات السريرية والمخبرية:
إقرأ أيضا:ماهي حشرة الفراش- تحليل البراز للكشف عن الطفيليات.
- فحص الدم لتحديد وجود أجسام مضادة.
- فحوصات وظائف الكبد (ALT، AST).
- التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية.
- خزعة الكبد في حالات الخراجات.
- تنظير القولون لتحديد وجود الطفيليات في الأمعاء الغليظة.
في حالات العدوى الدماغية، يُستخدم تحليل السائل الدماغي الشوكي والتصوير بالرنين المغناطيسي لتأكيد التشخيص.
مدة الإصابة بالأميبا
- الأميبا غير المؤذية قد تبقى في الأمعاء لسنوات دون أعراض.
- الزحار الأميبي قد يستمر من أيام إلى أسابيع.
- العدوى الدماغية غالبًا ما تكون سريعة التطور وقاتلة خلال أيام قليلة.
علاج الأميبا
علاج الزحار الأميبي
يُعالج باستخدام مجموعتين من الأدوية:
- أدوية نيتروميدازول:
- ميترونيدازول (Metronidazole).
- تينيدازول (Tinidazole). تُستخدم لقتل الطفيليات في الدم وخراجات الكبد.
- أدوية لومينال:
- يودوكينول (Iodoquinol).
- بارومومايسين (Paromomycin).
- ديلوكسانيد (Diloxanide). تُستخدم لإزالة الأكياس من الأمعاء، سواء بوجود أعراض أو بدون.
علاج النيجلرية الدجاجية
يتطلب مزيجًا من الأدوية:
إقرأ أيضا:الرخويات- أمفوتيريسين ب (Amphotericin B): يُحقن في الوريد أو حول النخاع الشوكي.
- ميلتيفوسين (Miltefosine): دواء تجريبي أظهر نتائج واعدة في المختبرات.
- أدوية داعمة: مضادات فطريات ومضادات حيوية أخرى حسب الحالة.
الوقاية من داء الأميبا
للحد من انتشار العدوى، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:
- غسل اليدين جيدًا بعد استخدام المرحاض.
- تجنب تناول الطعام المكشوف أو غير المطهو جيدًا.
- شرب المياه من مصادر موثوقة أو مغلية.
- تعقيم العدسات اللاصقة وتجنب استخدامها أثناء السباحة.
- الامتناع عن الاتصال الجنسي مع المصابين حتى الشفاء التام.
الأميبا تحت المجهر العلمي
تُستخدم الأميبا في الأبحاث البيولوجية لفهم آليات الحركة الخلوية والبلعمة (Phagocytosis). كما تُعد مؤشرًا بيئيًا لجودة المياه، وتُستخدم في مراقبة التلوث الميكروبي في مصادر المياه العذبة.
