قصة هابيل و قابيل

🏷️ قابيل وهابيل – أول جريمة قتل في تاريخ الإنسان

قصة قابيل وهابيل هي أول حادثة قتل عرفتها البشرية، وقد خلدها القرآن الكريم في سورة المائدة، لتكون عبرة في الحسد، والظلم، والندم، والعدل الإلهي. إنها قصة أخوين، أحدهما تقبل الله قربانه، والآخر غلبه الحسد فقتل أخاه، فكان من الخاسرين.

قال تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ… فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (المائدة: 27–30)

👥 خلفية القصة

وضعت حواء توأمين: قابيل وأخته، وهابيل وأخته. وكان من سنة آدم عليه السلام أن يتزوج كل واحد من توأم الآخر، حفاظًا على النوع الإنساني. لكن توأم قابيل كانت أجمل، فرفض أن يتزوج من أخت هابيل، وطالب أن يتزوج توأمه. ولحل النزاع، أمرهم آدم أن يُقدّم كل منهما قربانًا لله، ومن يُقبل قربانه يكون له الحق.

🔥 القربان والرفض

قدّم هابيل أفضل ما لديه من الأنعام، بينما قدّم قابيل زرعًا رديئًا. فنزلت نار من السماء، فأكلت قربان هابيل، وتركت قربان قابيل. فغضب قابيل، وقال لأخيه: “لأقتلنّك” فردّ هابيل: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ (المائدة: 27) وأظهر هابيل تسامحًا، وقال: ﴿لَئِن بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ﴾ (المائدة: 28)

🩸 القتل والندم

غلب الحسد قابيل، فقتل أخاه وهو نائم، ويُقال إن ذلك حدث في جبل قاسيون المطلّ على دمشق. وبعد القتل، وقف قابيل حائرًا لا يعرف كيف يدفن الجثة، فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض، فتعلم منه كيف يواري سوءة أخيه. قال تعالى: ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ﴾ (المائدة: 31) فقال قابيل نادمًا: “يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب”

📌 العبر والدروس

• الحسد أول طريق للظلم والعدوان
• القربان لا يُقبل إلا من المتقين
• التسامح لا يعني الضعف، بل هو من صفات المؤمنين
• الندم لا يُعيد ما فات، لكنه بداية التوبة
• حتى الطير قد يكون معلمًا للإنسان إذا غفل عن الفطرة

🔚 الخاتمة

قصة قابيل وهابيل ليست مجرد حادثة قتل، بل هي درس في النفس البشرية، وفي الغيرة، وفي العدالة الإلهية. لقد علّمنا الله من خلالها أن الظلم لا يُثمر، وأن من طغى على أخيه، فمصيره الخسارة والندم. إنها أول جريمة، لكنها ليست آخر عبرة.