قصص دينية

قصة سيدنا زكريا كاملة

📜 قصة سيدنا زكريا عليه السلام: دعاء الصادق وبشارة السماء

✨ المقدمة

في صفحات التاريخ النبوي، تتجلى قصص الأنبياء كأنوار تهدي القلوب وتوقظ الأرواح. ومن بين تلك القصص، تبرز قصة سيدنا زكريا عليه السلام، النبي الذي حمل همّ الرسالة وخوفًا على الدين، فرفع يديه بالدعاء، فاستجاب الله له ببشارة لم تكن في الحسبان. إنها قصة الإيمان العميق، واليقين في وعد الله، والرحمة التي تنزلت على قلبٍ صادقٍ في محراب العبادة.

🧭 نبذة عن سيدنا زكريا عليه السلام

زكريا عليه السلام هو نبي من نسل يعقوب بن إسحاق عليهم السلام، وقد عاش في زمن قريب من عهد سيدنا عيسى عليه السلام. بعثه الله إلى بني إسرائيل ليهديهم إلى التوحيد ويخرجهم من ظلمات المعصية. كان زكريا عليه السلام شيخًا كبيرًا، وزوجته عاقر، ولم يُرزق بولد، لكنه كان يخشى أن يرث قومه الفاسدون النبوة من بعده، فدعا الله أن يرزقه ولدًا صالحًا يحمل راية الدين ويواصل مسيرة النبوة.

📖 القصة

عاش سيدنا زكريا عليه السلام في زمن كثرت فيه الفتن وقلّ فيه الصالحون، وكان قد بلغ من العمر عتيًّا، واشتعل رأسه شيبًا، وزوجته لم تلد له ولدًا، ومع ذلك لم ييأس من رحمة الله. كان يخشى أن يرث قومه الفاسدون الرسالة من بعده، فيبدلوا الدين ويغيروا معالم الكتاب، فرفع دعاءه إلى الله قائلًا: ﴿رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبًا ولم أكن بدعائك رب شقيًا﴾، وطلب من الله أن يرزقه وليًا يرثه ويرث من آل يعقوب ويكون مرضيًا عند الله. وفي يوم من الأيام دخل على مريم عليها السلام في محرابها، فوجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء، فسألها من أين لك هذا، فأجابت أنه من عند الله، فخشع قلبه وتوجه إلى الله بالدعاء قائلًا: ﴿رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء﴾، فاستجاب الله له، وبشّرته الملائكة بيحيى عليه السلام، نبيًا صالحًا لم يجعل الله له من قبل سميا، فكانت البشارة رحمة من الله، واستجابة لدعاء صادق، وامتدادًا لسلسلة النبوة التي تحفظ الدين وتورث الهداية.

إقرأ أيضا:قصة ادم عليه السلام

📌 نقاط إضافية مهمة

  • اسم ابنه يحيى عليه السلام: أول من سُمّي بهذا الاسم، وكان نبيًا منذ صغره.
  • مكانة زكريا في القرآن: ذُكرت قصته في سور متعددة منها آل عمران ومريم والأنبياء.
  • صلة القصة بمريم وعيسى عليهما السلام: زكريا كان كافلًا لمريم، وقصته تمهيد لولادة عيسى عليه السلام.
  • الدعاء كوسيلة للرزق: القصة تؤكد أن الدعاء الصادق يفتح أبواب الرحمة، حتى في المستحيل.
  • الخشوع سبب الاستجابة: لحظة الخشوع في محراب العبادة كانت مفتاح البشارة الإلهية.

🏁 الخاتمة

قصة سيدنا زكريا عليه السلام ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي درس في الإيمان، والصبر، واليقين في وعد الله. إنها دعوة لكل مؤمن أن لا ييأس من رحمة الله، وأن يجعل الدعاء وسيلته، والخشوع طريقه، والثقة بالله زاده. فكما استجاب الله لزكريا، فإن رحمته واسعة، وبشائره لا تنقطع عن القلوب الصادقة.

إقرأ أيضا:قصة فرعون
السابق
ما هو عذاب قوم لوط
التالي
قصة قوم ثمود