قصص دينية

قصة أصحاب الأخدود

📘 قصة أصحاب الأخدود – الثبات على الإيمان في وجه الطغيان

قصة أصحاب الأخدود من أعظم القصص التي خلدها القرآن الكريم، وجعلها مثالًا خالدًا في الصبر والثبات على الإيمان، مهما اشتد البلاء. إنها قصة قوم آمنوا بالله في زمن ملك جبار، فاختاروا الموت حرقًا على أن يرجعوا عن دينهم، فخلّدهم الله في سورة البروج، وبيّن عاقبة الظالمين، ومقام الصابرين. في هذا المقال، نستعرض القصة كاملة، من بداية الغلام والراهب، إلى مشهد الإيمان الجماعي، ثم الأخاديد والنار، ونستخلص منها دروسًا تربوية وإيمانية خالدة.

✍️ تلخيص القصة وسرد الأحداث بالكامل

🏞 من هم أصحاب الأخدود؟

  • هم رعية الملك الحميري “ذو نواس”، الذي اعتنق اليهودية، بينما اعتنق بعض أهل اليمن النصرانية
  • أراد إجبارهم على ترك دينهم، فخيّرهم بين الرجوع أو القتل
  • حفر الأخاديد، وأضرم فيها النيران، وألقى فيها المؤمنين، فماتوا حرقًا وهم ثابتون على الإيمان
  • قال تعالى: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ(البروج: 4–7)

👦 الغلام والراهب

  • كان للملك ساحر، فلما كبر طلب غلامًا ليعلمه السحر
  • في طريقه إلى الساحر، التقى راهبًا، فأُعجب بكلامه، وبدأ يميل إلى التوحيد
  • رأى دابة تقطع الطريق، فدعا الله أن يقتلها إن كان الراهب على الحق، فاستجاب الله
  • أدرك الغلام أن الراهب أقرب إلى الله، فبدأ يتعلم منه، وظهرت عليه الكرامات

🧑‍🦽 الغلام وجليس الملك

  • صار الغلام يشفي المرضى بإذن الله، ويشترط عليهم الإيمان قبل الدعاء
  • شُفي جليس الملك، فآمن، ثم دلّ الملك على الغلام
  • غضب الملك، لأنه يدّعي الربوبية، فعذّب الجليس حتى دلّ على الغلام

👑 الغلام والملك

  • عُذّب الغلام حتى دلّ على الراهب، فشُقّ الراهب بالمنشار
  • ثم شُقّ الجليس، ثم أُخذ الغلام إلى الجبل، فدعا الله فأنقذه
  • أُخذ إلى البحر، فدعا الله فغرق من معه ونجا
  • عاد إلى الملك، وقال له: لن تقتلني إلا بطريقة واحدة: أن تصلبني، وتأخذ سهمًا من كنانتي، وتقول “باسم الله رب الغلام”، ثم ترميني
  • فعل الملك ذلك، فمات الغلام، فصاح الناس: “آمنا برب الغلام”

🔥 أصحاب الأخدود والامتحان العظيم

  • غضب الملك من إيمان الناس، فأمر بشق الأخاديد في طرق المدينة
  • أُضرمت النيران، وأُلقي فيها كل من آمن بالله
  • من بينهم امرأة مرضعة، كادت تتراجع خوفًا على رضيعها، فنطق الرضيع وقال: “اصبري يا أماه فإنك على الحق”
  • فاقتحمت النار، وماتت مع المؤمنين، ثابتة على دينها

📚 الدروس المستفادة من قصة أصحاب الأخدود

  • التربية الصالحة تثمر جيلًا ثابتًا على الإيمان، كما ظهر في شخصية الغلام
  • التوكل على الله سبب للنجاة، كما فعل الغلام في الجبل والبحر
  • الإخلاص لله، وعدم نسب الفضل للنفس، كما قال الغلام: “إنما يشفي الله”
  • وجود البطانة الفاسدة حول الطغاة خطر دائم، كما كان الساحر للملك
  • النصر الحقيقي هو تحقيق هدف الدعوة، لا مجرد البقاء على قيد الحياة
  • الابتلاء سنة إلهية، يميز الله بها الصادق من الكاذب
  • الإيمان لا يُقاس بالعمر، فالمرأة والرضيع قدّما مثالًا في الثبات
  • التضحية في سبيل الله هي طريق الأنبياء والصالحين، وهي التي تخلّد أصحابها

🔚 الخاتمة

قصة أصحاب الأخدود تبيّن أن الإيمان الحق لا يُقهر، وأن من ثبت على دينه، نال الخلود في الذكر، والرضا من الله. لقد خلدهم القرآن، وبيّن أن ما نقمه الطغاة منهم هو إيمانهم بالله العزيز الحميد. فلنكن من الذين يصبرون على الحق، ويثبتون في وجه الفتن، ويجعلون قلوبهم معلّقة بالله وحده، مهما اشتدت المحن.

إقرأ أيضا:قصة أهل الكهف
السابق
بماذا اهلك الله قوم صالح
التالي
تلخيص قصة أصحاب الكهف