🧠 نوادر جحا: ذكاءٌ في ثوب الطرافة
جدول المحتويات
في تراث الشرق، يلمع اسم جحا كرمزٍ للحكمة المغلفة بالضحك، والمواقف اليومية التي تتحول إلى دروسٍ لا تُنسى. إليك ثلاثًا من أشهر نوادره، تُروى للأطفال والكبار، وتُضحك العقل قبل القلب:
🕵️♂️ القصة الأولى: جحا واللص
في ليلةٍ هادئة، طلبت زوجة جحا أن تزور أهلها ليومين، فوافق جحا على مضض، إذ لم يكن يحب الوحدة. جهّزت الزوجة أغراضها، وغادرت المنزل، وبقي جحا وحيدًا لا يدري كيف يقضي وقته. مع حلول المساء، أطفأ الأنوار وذهب إلى فراشه، محاولًا النوم.
لكن في الظلام، كان لصٌ يراقب المنزل من بعيد، يظن أن الفرصة سانحة للسرقة. انتظر حتى تأكد أن البيت ساكن، ثم تسلل بخفة إلى الداخل. جحا، الذي لم يكن نائمًا، سمع الصوت، فارتبك، لكنه لم يصرخ أو يهرب، بل قرر أن يختبئ داخل صندوق الملابس.
راح اللص يفتش في كل زاوية، يبحث عن شيء ثمين، لكنه لم يجد شيئًا. وأخيرًا، فتح صندوق الملابس، فوجد جحا بداخله! اندهش وسأله: “ما الذي تفعله هنا؟!” فأجابه جحا بكل هدوء وسخرية: “علمت أنك لص، وخجلت منك لأن بيتي لا يحتوي شيئًا يستحق السرقة، فاختبأت هنا حتى لا ترى خواءه!”
إقرأ أيضا:قصة مغامرات مفيدة للطفلضحك اللص، وخرج من المنزل خالي الوفاض، بينما بقي جحا في صندوقه، يضحك على الموقف أكثر مما يخاف منه.
🥛 القصة الثانية: جحا وبائع اللبن الغشاش
في صباحٍ مشمس، قرر جحا أن يشتري اللبن من السوق، لكنه كان يعرف أن الباعة يغشّون اللبن بالماء. فكر في حيلة تكشفهم دون جدال، فأخذ معه وعائين بدلًا من واحد.
وصل إلى بائع اللبن، وطلب منه أن يملأ اللبن في أحد الوعائين. استغرب البائع وسأله: “لماذا تحمل وعائين وأنت تشتري اللبن فقط؟”
فأجابه جحا بابتسامة ماكرة: “لكي تضع اللبن في هذا، والماء الذي تخلطه به في الآخر!”
أصيب البائع بالحرج، وفهم الرسالة دون أن يُقال له شيء مباشر. وهكذا، كشف جحا الغش بالحيلة، لا بالصراخ.
💰 القصة الثالثة: جحا والذهب
باع جحا حماره في السوق، وكسب ذهبًا كثيرًا. فرح بالمال، لكنه خاف أن تكتشفه زوجته وتصرفه كله. فكر طويلًا في مكان آمن ليخبئه، حتى خطرت له فكرة غريبة: أن يدفنه في الصحراء، ويضع علامة عليه.
ذهب إلى الصحراء، ودفن الذهب تحت الرمل، ثم نظر إلى السماء، واختار غيمةً عابرة لتكون علامةً على مكان الذهب. قال لنفسه: “سأتذكر هذه الغيمة، فهي فوق الذهب تمامًا!”
إقرأ أيضا:دومة ود حامدعاد إلى بيته مطمئنًا، وبعد أسبوع، ذهب ليستخرج الذهب. بحث عن الغيمة، فلم يجدها. بحث عن المكان، فلم يتذكره. الغيمة رحلت، والذهب ضاع معها!
إقرأ أيضا:ما هو عرش بلقيسضحك جحا على نفسه، وقال: “من يعتمد على الغيم، يفقد الذهب والوقت!”
✨ الخاتمة: حكمة في طرافة
هذه القصص الثلاث تُظهر عبقرية جحا في تحويل المواقف اليومية إلى دروسٍ ساخرة:
- في الأولى: الفقر لا يُخجل، بل يُضحك.
- في الثانية: الذكاء يكشف الغش دون خصام.
- في الثالثة: لا تعتمد على ما لا يُثبت، فالغيم لا يُعلّم طريقًا.
هل ترغب أن أضيف قصة رابعة من نوادر جحا؟ أو أكتبها بأسلوب شعري أو مسرحي؟ أنت من يوجّه دفة الحكاية يا مهدي.