أسباب قلة دم الدورة
يمكن بيان أسباب قلة دم الدورة (بالإنجليزية: Light period) على النحو الآتي:
العمر
تختلف الدورة الشهرية في طول مدتها، وتكرار حدوثها، وكمية الدم المفقودة عند بدء الحيض مُقارنةً بالمراحل اللاحقة من عمر الفتاة، حيثُ إنّ الدورة الشهرية لا تكون منتظمة عادةً لبضع سنوات بعد حدوث الدورة الشهرية الأولى، ثم تُصبح أكثر انتظاماً مع التقدم في العمر، كما تختلف كمية الدم المفقودة أثناء الدورة الشهرية باختلاف العمر؛ وعادةً ما يكون دم الطّمث أخف لدى المُراهقات منهُ في البالغات، ويُشار إلى أنّ كمية الدم التي تفقدها الفتيات المُراهقات خلال الطّمث قد تصِل إلى 80 ملليلتر أثناء الدورة الشهرية الواحدة، وقد تُصبح الدورة الشهرية قصيرة وكمية الدم المفقودة خلالها غزيرة عندما تصِل المرأة نهاية الثلاثينات والأربعينات من العُمر، وقد تغيب الدورة الشهرية في بعض الأشهر، وعادةً ما تصبح الدورة الشهرية غير منتظمة وكمية الدم المفقودة خلالها قليلة خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث أو سن اليأس (بالإنجليزية: Perimenopause).
انقطاع الإباضة
تُعرف الدورة عديمة الإباضة (بالإنجليزية: Anovulatory cycle)، على أنّها الدورة الشهرية التي تتميز بغياب الإباضة (بالإنجليزية: Ovulation)؛ ممّا يحول دون قدرة المرأة على الحمل، إذ يؤدي انقطاع الإباضة إلى غياب أيام الخصوبة التي من المُرجح أن يحدث فيها الإخصاب والحمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ الدورة الشهرية القصيرة قد تدل على انقطاع الإباضة، وإنّ حدوث ذلك طبيعيّ ما لم يكن متكررًا.
إقرأ أيضا:نصائح بعد الولادة القيصرية
الضغط النفسي
تؤثر الإجهادات وضغوط الحياة النفسية بشكلٍ سلبي في المرأة، وذلك من خلال تأثيرها في توازن هرمونات الجسم، وهذا بدوره يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، ويجب على المرأة التي تُعاني من اضطراب الدورة الشهرية بسبب الضغوطات النّفسية أن تُجري بعض التعديلات على نظام الحياة؛ ويتضمّن ذلك معرفة الأسباب التي من شأنها أن تؤدي إلى زيادة الضغوط النفسية ومحاولة تجنّبها واتخاذ السُبل التي تُمكّن من السيطرة عليها.
متلازمة تكيس المبايض
تُعاني النّساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome) من زيادة إفراز الأندروجينات (بالإنجليزية: Androgens) التي تُمثل الهرمونات الذكرية، بما يؤثر بشكلٍ سلبي في الدورة الشهرية؛ مُسببًا المُعاناة من قلة الطمث (بالإنجليزية: Oligomenorrhea).
استخدام حبوب منع الحمل
تحتوي عبوة حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Birth control pills) التقليدية إمّا على 21 وإمّا 28 قرص دواء، وفي كلتا العبوتين يوجد 21 قرص دواء فعّال، أي تحتوي في تركيبتها على الهرمونات، أمّا بالنسبة للعبوة التي تحتوي على 28 قرصًا فإنّ السبعة المتبقية تكون بدون مكوّنات فعّالة، ويحدث الطّمث خلال الأسبوع الذي تتناول فيه المرأة هذه الحبوب غير الفعالة، أو عندها انتهائها من أخذ جميع حبوب الحمل في الكورس الذي يحتوي على 21 قرصًا، وفي وقتنا الحالي تتوفر أشكال أخرى لحبوب منع الحمل، مثل: كتلك التي تحتوي على 24 قرص فعّال و4 أقراص بدون مكوّنات فعّالة، وحبوب منع الحمل ذات الدورة المطولة (بالإنجليزية: Extended-cycle pills) والتي يتم استخدامها لوقف الحيض تماماً لفترةٍ زمنيةٍ طويلة تصِل إلى سنة.
إقرأ أيضا:أعراض ضعف بطانة الرحمتجدر الإشارة إلى احتمالية مُعاناة المرأة من بعض الآثار الجانبية خلال الأشهر الأولى من استخدام حبوب منع الحمل؛ والتي من أبرزها عدم انتظام الدورة الشهرية أو نزول بقع الدم خلال فترات الدورة الشهرية فيما يُعرف بالتنقيط أو التبقيع (بالإنجليزية: Spotting)؛ ويحدث ذلك بصورةٍ أكبر عند استخدام حبوب منع الحمل طويلة الأمد أو التي تحتوي على البروجيستيرون (بالإنجليزية: Progestin) فقط مقارنةً بالحبوب المركبة التي تحتوي على كلٍّ من الاستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) والبروجيستيرون، كما تزداد احتمالية عدم انتظام الدورة أو قلة دمها في حال استخدام حبوب منع الحمل أحادية الطور (بالإنجليزية: Monophasic) التي تحتوي نفس جرعة الهرمونات في كلّ حبة مقارنةً بالحبوب ثلاثية الطور (بالإنجليزية: Triphasic) التي تحتوي جرعات مختلفة من الهرمونات، مع الأخذ بالاعتبار بأنّ ذلك سيختفي بعد فترة من استخدام هذه الحبوب لدى العديد من النّساء، ومن الجدير ذكره أنّ التنقيط يحدث أيضأً عند نسيان تناول حبوب منع الحمل أو التأخر في تناولها عن الموعد المعتاد حتّى وإن كان ذلك لساعاتٍ محدودة؛ خاصةً عند استخدام الحبوب التي تحتوي على البروجيستين فقط.
ممارسة التمارين الشاقة
تعد ممارسة التمارين الرياضية من الأمور الجيدة للصحة، ولكن ثبت أنّ الإجهاد الجسدي المُصاحب لممارسة التمارين الشاقة يُمكن أن يؤثر في توازن محور تحت المهاد-والغدة النخامية-والمبيض (بالإنجليزية: Hypothalamic-Pituitary-Ovarian Axis) لدى البعض، إذ تلعب منطقة تحت المهاد الموجودة في الدماغ دورًا في تنظيم الدورة الشهرية، ويكون ذلك من خلال إفراز هرمونات لتنظيم كلٍّ من الغدة النخامية والمبايض، والتي بدورها تحفز الإباضة، وعليه فإنّ فقدان الوزن بصورةٍ كبيرة أو ممارسة التمارين الشاقة قد يؤدي إلى إجهادٍ جسدي من شأنه إحداث اضطراب في هذه العمليات وتوازنها، وقد يترتب على ذلك توقف الإباضة، وبالتالي قلة الدورة الشهرية.
إقرأ أيضا:أعراض جفاف الحليب من الثدي
الرضاعة الطبيعية
يؤدي إفراز هرمون البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin) المسؤول عن إدرار الحليب إلى منع عملية الإباضة وهذا بدوره يؤدي إلى غياب الدورة الشهرية أو قلة دم الدورة الشهرية، وعليه يُمكن القول إنّ الرضاعة الطبيعية (بالإنجليزية: Breastfeeding) تؤثر في الدورة الشهرية، فقد تنقطع الدورة الشهرية عند أغلب السيدات بعد الولادة إذا تمّ الاعتماد على الرضاعة الطبيعية لتزويد الطّفل بحاجته من الحليب والغذاء، وقد يستمر ذلك لمدةٍ قد تصِل إلى سنة إذا كانت الأم تُرضع طفلها طبيعياً بشكلٍ مستمر نهارًا وليلًا، وعند عودتها فقد تكون غير منتظمة خاصّة في حال استمرار إرضاع الطفل طبيعيًا حتّى وإن كان ذلك بشكلٍ جزئي، وهناك العديد من العوامل التي تؤثر في وقت عودة الدورة الشهرية أثناء الرضاعة الطبيعية؛ مثل عدد المرات التي يرضع فيها الطفل الحليب الصناعي.
اضطرابات الأكل
تتمثل اضطرابات الأكل (بالإنجليزية: Eating Disorders) في المُعاناة من عادات غذائية غير طبيعية، والخوف والقلق الشديدين تجاه الوزن أو شكل الجسم، وقد يترتب على الإصابة باضطرابات الأكل فقدان لوزن الجسم، وهذا بدوره يؤدي إلى تغير في توازن الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية، الأمر الذي يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو قلة دم الدورة الشهرية، ومن أشهر الأمثلة على اضطرابات الأكل: فقدان الشهية العصبي (بالإنجليزية: Anorexia Nervosa)، والنهام العصبي (بالإنجليزية: Bulimia Nervosa)، واضطراب نهم الطعام (بالإنجليزية: Binge Eating Disorder).
أمراض الغدة الدرقية
تلعب الغدة الدرقية دورًا في تنظيم الدورة الشهرية، إذ تؤدي الزيادة المفرطة أو النقصان الكبير في مستويات هرموناتها إلى التأثير في الدورة الشهرية فتجعلها غير منتظمة، أو قد تُقلل من كمية الدم المفقودة أثناء الدورة أو تزيد من غزارة الطمث، وقد يتسبّب ذلك بانقطاعها لعدّة أشهر أو لمدةٍ أطول من ذلك.
استخدام أنواع مُعينة من الأدوية
هناك العديد من الأدوية التي قد تؤثر في الدورة الشهرية كأحد الآثار الجانبية لاستخدامها بما يستلزم مراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء الأنسب للحالة، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
- مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants).
- المضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics).
- بعض الأدوية التي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم.
أسباب أخرى
هناك العديد من الحالات والأسباب التي قد تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو قلة دم الدورة، ويمكن اللجوء إلى طبيب النسائية لتحديد هذه الحالات ومعرفة العلاج -إن لزم- لها، ونذكر من أبرزها ما يأتي:
- الحمل غير المتوقع.
- الإجهاض المبكر.
- مشاكل في الرحم والمبايض.
- أورام الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary Tumors)، مثل الورم البرولاكتيني (بالإنجليزية: Prolactinomas)، وفيه يزداد إفراز هرمون البرولاكتين، ويترتب على ذلك إفراز الحليب من الثدي حتّى وإن كانت المرأة غير مُرضع أو حامل، وبالتالي عدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها.
- تضيّق عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical Stenosis) أو الإصابة بمتلازمة أشرمان (بالإنجليزية: Asherman’s syndrome (*)، وهي من الحالات النادرة التي تؤدي إلى انحباس دم الحيض في الرحم، وبالتالي قلة دم الدورة.
معلومات حول قلة دم الدورة
يُعبّر مصطلح قلة دم الدورة عن انخفاض كمية الدم المفقودة أثناء الطّمث بشكلٍ ملحوظ، أو انخفاض عدد أيام الطّمث إلى أقلّ من الطبيعي، مع الأخذ بالاعتبار أنّ مدّة الطمث الطبيعية تستمر في العادة عدد من الأيام يتراوح بين 4-7 أيام، وفي معظم الحالات لا تتسبّب حالة قلة دم الدورة في الشعور بالقلق، ولكن يجب على المرأة مراجعة الطبيب في حال استمرار هذه الحالة في كلّ دورة شهرية، أو عند غياب الدورة الشهرية لفترةٍ من الزمن، أو إذا صاحب قلة دم الدورة أعراض أخرى؛ مثل ألم الحوض.
وقد يخلط البعض بين قلة دم الدورة والتنقيط المهبلي وفي الحقيقة يتمثل التنقيط المهبلي أو التبقيع بنزول بقع دم في غير موعد الدورة الشهرية، ويكون ذلك شائعاً في الأشهر الأولى من الحمل، وقد يحدث كأحد الآثار الجانبية لاستخدام حبوب منع الحمل، أو بسبب عملية الإباضة، أو الإصابة بعدوى معينة، أو نتيجةً لعوامل فسيولوجية أخرى، وتجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال تكرار حدوث التنقيط المهبلي بشكلٍ مستمر؛ وذلك لاتخاذ الإجراءات المُلائمة أو الخضوع للفحوصات المُناسبة لمعرفة السبب وعلاجه.
الهوامش:
(*) متلازمة أشرمان: أحد الاضطرابات النسائية النادرة التي تتمثل بتكوّن نسيج ندبي يُسبّب التهابات شديدة في بطانة الرحم، ويترتب على ذلك حدوث تغيراتٍ في الدورة الشهرية، وقد تنشأ هذه الندبات والالتصاقات في الرحم بسبب عواملٍ عدّة؛ من بينها: كشط بطانة الرحم أثناء الجراحة، أو تنظيف الأنسجة من جدار الرحم، أو نتيجة إصابة بطانة الرحم بالعدوى؛ كالإصابة بالسل.