البول
يتكوّن البول (بالإنجليزية: Urine) من ما يُقارب 95% من الماء، ومواد يرغب الجسم في التخلص منها، إذ ينتج عن فلترة الدم بعد وصوله إلى الوحدات الأنبوبية الكلوية (بالإنجليزية: Nephrons) التي تُمثّل الوحدات الوظيفية في الكلى، وبعد تكوّن البول فإنّه ينتقل من الكلى إلى الحالبَين (بالإنجليزية: Ureters)، ومنها إلى المثانة (بالإنجليزية: Bladder) حيث يتخزّن هناك إلى حين خروجه من الجسم عبر الإحليل (بالإنجليزية: Urethra) تحت سيطرة الإنسان وتحكّمه، ويمكن القول إنّ الكمية الطبيعية للبول المُخرج يومياً هي ما يُقارب 0.5-2 لتر، وتجدر الإشارة إلى أنّ اللون الطبيعيّ للبول يتراوح بين الأصفر الباهت والذهبيّ الغامق.
أسباب تغيّر لون البول
يمكن القول إنّ تغيّر لون البول عن اللون الطبيعيّ قد يُعزى لأسبابٍ كثيرة، ويمكن تمييز السبب بالاعتماد على اللون في أغلب الأحيان، وفيما يلي بيان ذلك:
- اللون الزهري أو الأحمر: على الرغم من اعتقاد البعض أنّ تغيّر لون البول إلى الأحمر أو الزهري قد يبدو مخيفاً، إلا أنّه غالباً ما يُعزى لحدوث أمور بسيطة، ومنها ما يلي:
- وجود الدم في البول، والذي قد يظهر نتيجة الإصابة بعدوى المسالك البولية (بالإنجليزية: Urinary Tract Infections)، أو نتيجة تضخم البروستاتا (بالإنجليزية: Enlarged Prostate)، أو تكوّن الحصى في الكلى أو المثانة، أو وجود الأكياس الكلوية (بالإنجليزية: Kidney Cysts)، أو الركض لمسافات طويلة جداً، أو بسبب وجود أورام قد تكون حميدة أو خبيثة.
- تناول بعض أنواع الأطعمة مثل الراوند (بالإنجليزية: Rhubarb)، والشمندر الأحمر (بالإنجليزية: Beet)، والتوت الأسود.
- تناول بعض أنواع الأدوية مثل الريفامبين (بالإنجليزية: Rifampin) والذي يُعتبر مضاداً حيوياً غالباً ما يتم استخدامه في علاج السلّ (بالإنجليزية: Tuberculosis)، وبعض المليّنات (بالإنجليزية: Laxative) مثل السنا (بالإنجليزية: Senna)، ودواء فينازوبيريدين (Phenazopyridine).
- اللون البرتقاليّ: قد يظهر لون البول برتقالياً نتيجة للظروف الآتية:
- تناول بعض أنواع الأدوية مثل السلفاسالازين (بالإنجليزية: Sulfasalazine) الذي يُمثّل مضاداً للالتهاب، وبعض أنواع أدوية العلاج الكيميائيّ (بالإنجليزية: Chemotherapy)، وبعض أنواع المليّنات، وكذلك فينازوبيريدين.
- المعاناة من بعض المشاكل والاضطرابات الصحية مثل الجفاف (بالإنجليزية: Dehydration)؛ إذ إنّ قلة شرب الماء يتسبب بتركيز لون البول ليصبح مائلاً إلى اللون البرتقاليّ، ومن جهة أخرى يمكن أن يُعطي اللون البرتقالي للبول انطباعاً عن وجود مشاكل في الكبد (بالإنجليزية: Liver) أو القناة الصفراء (بالإنجليزية: Bile Duct)، وخاصةً إذا كان يُرافق هذا اللون تغيّر لون البراز ليصبح فاتحاً.
- اللون الأزرق أو الأخضر: يمكن أن يظهر لون البول أخضر أو أزرق نتيجةً لما يلي:
- الصبغات (بالإنجليزية: Dyes) والتي قد تُستخدم في بعض الأحيان في إجراء فحوصات الكلى والمثانة، ومن جهة أخرى هناك بعض الصبغات التي تُضاف إلى الأطعمة قد تتسبب بظهور البول باللون الأخضر.
- تناول بعض الأدوية مثل الأَميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline)، والبروبوفول (بالإنجليزية: Propofol)، والإندوميتاسين (بالإنجليزية: Indomethacin).
- المعاناة من بعض المشاكل الصحية مثل فرط كالسيوم الدم الحميد العائليّ (بالإنجليزية: Familial benign hypercalcemia)، والذي يُعتبر اضطراباً وراثيّاً نادر الحدوث، وقد يظهر لون البول أخضر في حال كانت البكتيريا المسببة لعدوى المسالك البولية هي بكتيريا زائفة (بالإنجليزية: Pseudomonas).
- اللون البنيّ أو الأسود: ويظهر البول بهذا اللون بسبب ما يلي:
- تناول كميات كبيرة من الفول (بالإنجليزية: Fava Beans) أو الصبار.
- تناول بعض الأدوية مثل ميثوكاربامول (بالإنجليزية: Methocarbamol) الذي يُعتبر مُرخياً للعضلات، وبعض المضادات الحيوية مثل النيتروفورانتوين (بالإنجليزية: Nitrofurantoin) والميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole)، وبعض أنواع المليّنات، وبعض مضادات الملاريا (بالإنجليزية: Antimalarial) مثل البريماكين (بالإنجليزية: Primaquine) والكلوروكين (بالإنجليزية: Chloroquine).
- الإصابة ببعض اضطرابات الكلى والكبد، وبعض أنواع عدوى المسالك البولية.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل يفوق الحدّ الطبيعيّ.
- اللون الضبابيّ: قد تتسبب عدوى المسالك البولية في بعض الأحيان وكذلك وجود الحصى في الكلى بتغير لون البول ليصبح ضبابياً.
إقرأ أيضا:أنواع بكتيريا البول
مراجعة الطبيب
تجب راجعة الطبيب في الحالات التي يتغيّر فيها لون البول ولا يستطيع الشخص أن يُعزي حدوث هذا التغيّر لتناول أحد أنواع الأطعمة أو الأدوية، أو نتيجة المعاناة من الجفاف، وكذلك تجب مراجعة الطبيب في حال ظهور لون البول بنياً ورافق ذلك شحوب لون البراز أو اصفرار الجلد، وأخيراً تجب مراجعة الطبيب في حال ظهور الدم في البول. وإنّ مراجعة الطبيب أمر ضروريّ للكشف المبكر عن المسبب للحالة، وتجدر الإشارة إلى أنّ معرفة الطبيب للسبب تُساهم في وصف العلاج المناسب في الوقت الصحيح، وغالباً ما يقوم الطبيب بتشخيص الحالة والاستدلال على المسبب بسؤال المريض عن أول ظهور لهذا اللون، وفيما إن رافقه ظهور رائحة غريبة، وفيما إن كان المصاب يعاني من ألم أثناء التبوّل، وغيرها من الأسئلة المهمة، وبعدها يقوم الطبيب بفحص عينة من البول، وقد يطلب فحص عينة من الدم في بعض الأحيان، وقد يطلب التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound).
العوامل التي تزيد احتمالية تغير لون البول
هناك بعض العوامل التي تزيد احتمالية تغّير لون البول عند الشخص، ويمكن إجمالها فيما يأتي:
- التاريخ العائليّ: إنّ معاناة أحد أفراد العائلة من مشاكل الكلى واضطراباتها، بما فيها تكوّن الحصى، قد يزيد احتمالية إصابة الشخص بهذه الاضطرابات، وعليه يمكن أن يُعزى تغيّر لون البول إلى الإصابة بمثل هذه الحالات.
- العمر: ترتفع احتمالية الإصابة بأورام الكلى والمثانة بتقدم الإنسان في العمر، وبذلك يمكن أن ترتفع احتمالية تغيّر لون البول إلى الأحمر بسبب ظهور الدم فيه بتقدم الإنسان في العمر، ومن جهة أخرى ترتفع احتمالية تضخم البروستاتا عند تجاوز الإنسان الخمسين من العمر.