طب عام

اضطرابات مرحلة البلوغ

نظرة عامة حول اضطرابات مرحلة البلوغ

تعرّف مرحلة البلوغ بأنَّها المرحلة التي تظهر فيها سلسلة من التغيرات الطبيعية والصحية الهامة على الطفل نتيجة تغير مستويات أنواع معينة من الهرمونات في الجسم، والتي تدل على انتقاله من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، ويتضمن ذلك مجموعة من التغيرات العاطفية والنفسية والاجتماعية، وتغيرات في الأعضاء الجنسية للطفل، وحدوث التطور والنمو الجسدي داخل وخارج الجسم، وتغيرات في الدماغ، ويجب التنبيه إلى أنَّه في بعض الحالات لا تحدث هذه التغيرات والعمليات بالشكل السليم وكما ينبغي أن تكون فعلاً، ويطلق على هذه الحالة اسم اضطرابات مرحلة البلوغ (بالإنجليزية: puberty disorder).

ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه التغيرات الهرمونية غالباً ما تحدث في فترة سنوات الدراسة المتوسطة، غير أنَّ ذلك يختلف باختلاف الأفراد، فقد يبدأ البلوغ عند الطفل مبكراً أو متأخراً، فتبدأ علامات مرحلة البلوغ بالظهور على الإناث عادة في وقت مبكر مقارنة بالذكور، وترتبط هذه التغيرات النفسية والجسدية بتغيرات في مستويات هرمونات معينة موجودة في الجسم، إذ يتم التحكم في مرحلة البلوغ والجهاز التناسلي من خلال منطقة صغيرة في الدماغ يطلق عليها اسم تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus) التي تُفرز منها هرمونات عدة مثل الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Gonadotropin Releasing Hormone)، واختصاراً GnRH الذي يحفز إفراز الهرمون المنشط للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle stimulating hormone) واختصاراً (FSH)، والهرمون المنشط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinizing hormone) من الغدة النخامية الأمامية، ويتوجه هذان الهرمونان إلى الغدد التناسلية – المبيض لدى الأنثى والخصيتين لدى الذكر- لتحفيز تكوين وإفراز الهرمونات الجنسية، وهي: الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، والبروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone)، والتستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، كما أنَّها تدعم عملية تكوين الجاميتات (بالإنجليزية: Gametogenesis)، ومن الجدير بالذكر أنَّه يساهم هرمونا الإستروجين والتستوستيرون في تطوُّر الخصائص الجنسية الثانوية في مرحلة البلوغ، والتي تميز الذكور عن الإناث، كظهور شعر الوجه وتطوُّر الكتلة العضلية لدى الذكور، ونمو الأثداء واستدارة الورك عند الإناث.

إقرأ أيضا:ما أسباب صعوبة البلع

وعليه يمكن تصنيف اضطرابات مرحلة البلوغ إلى نوعين أساسيين، فالبلوغ المتأخر غالباً ما يكون اضطراباً طبيعياً، ويطلق عليه حينئذٍ تأخر البلوغ البنيوي، ولكنَّه قد يحدث أيضاً نتيجة الإصابة بقصور الغدد التناسلية والذي يُسفر عنه مشكلة نقص موجهة الغدد التناسلية، أو فرط موجهة الغدد التناسلية، أما البلوغ المبكر فمن المحتمل أن يكون ثانوياً لتحفيز تحت المهاد، ويطلق عليه في هذه الحالة اسم البلوغ المبكر المركزي أو المعتمد على هرمون موجه الغدد التناسلي، أو أن يكون البلوغ المبكر ثانوياً لحدوث تغير في تنظيم إنتاج الهرمونات الجنسية في الغدد، كالغدة الكظرية أو غيرها من الأنسجة، ويطلق عليه في هذه الحالة البلوغ المبكر المحيطي، أو غير المعتمد على هرمون موجه الغدد التناسلية.

البلوغ المبكر

يحدث البلوغ المبكر عندما تبدأ مجموعة من التغيرات بالظهور على جسم الطفل في سنٍّ مبكرة جدّاً، والتي تدل على بلوغه.

الآثار المترتبة على البلوغ المبكر

تظهر في حالة البلوغ المبكر مجموعة من الأعراض والعلامات على الطفل قبل عمر 9 سنوات عند الذكور، وقبل 8 سنوات عند الإناث، ومن أبرز هذه العلامات: النمو المتسارع، وبروز رائحة الجسم كرائحة جسم الشخص البالغ، وظهور الشعر في منطقة العانة والإبط، ونمو الأثداء ونزول أول دورة حيض للأنثى، وتضخم القضيب والخصيتين، ونمو شعر الوجه وزيادة عمق الصوت عند الذكور، وعلى الرغم من أنَّ النمو المبكر والسريع للطفل قد يجعله أطول مقارنة بأقرانه في الفترة الأولى، إلا أنَّه عند انتهاء مرحلة البلوغ يتوقف النمو وزيادة الطول عند الطفل في حالة عدم خضوعه للعلاج المناسب، ويعزى ذلك إلى توقف نضج الهيكل العظمي ونمو العظام في سنٍّ مبكرة، وهو ما يمنع وصوله إلى أقصى طول يمكن تحقيقه في الحالة الطبيعية.

إقرأ أيضا:نصائح لمرضى الذئبة الحمراء

ومن جانب آخر فإنَّ عدداً من المشاكل الاجتماعية والعاطفية تواجه الطفل عند دخوله مرحلة البلوغ في وقت مبكر، فعلى سبيل المثال يسبب البلوغ المبكر عند الفتيات الشعور بالحرج أو الاضطراب حول الدورة الشهرية، أو نمو الأثداء لديهن قبل الفتيات الأخريات في مثل أعمارهن، أو قد يصبح التعامل مع الفتاة مختلفاً لأنَّها تبدو أكبر عمراً، ومن الجدير بالذكر أنَّ البلوغ المبكر يرافقه أيضاً ظهور تغيرات سلوكية وعاطفية على الطفل، فقد تعاني الفتيات من سرعة الانفعال والمزاجية، أما الأولاد فتظهر لديهم الرغبة الجنسية التي لا تناسب أعمارهم، والعدوانية، لذا عند ملاحظة ظهور أية أعراض أو علامات للبلوغ المبكر على الطفل، تجب زيارة الطبيب وتقييم الحالة الصحية.

أسباب البلوغ المبكر

تصنف أسباب حدوث البلوغ المبكر إلى نوعين: أسباب محيطية وأسباب مركزية، ففي حالة البلوغ المبكر المركزي تبدأ عملية البلوغ في وقت مبكر من عمر الطفل، بينما يكون نمط خطوات عملية البلوغ وتوقيتها طبيعياً، فمعظم الأطفال الذين يبدأ لديهم البلوغ المبكر المركزي لا يعانون من وجود مشكلة صحية معينة، أو أي سبب محدَّد يفسر حدوث البلوغ المبكر، وعلى الرغم من ذلك توجد بعض الحالات النادرة من البلوغ المبكر المركزي التي يُعزى سبب حدوثها إلى الإصابة بمشكلة معينة، كظهور أورام أو عيوب في الدماغ، أو التعرض لإصابات في الحبل الشوكي والدماغ، أما تغيرات البلوغ المبكر المحيطي فهي تنجم عن إفراز هرمون الإستروجين أو التستوستيرون في الجسم نتيجة نمو الأورام في الغدة الكظرية، أو الإصابة بتضخم الغدة الكظرية الخلقي، أو ظهور مشاكل متعلقة بالغدة النخامية، أو التعرض لهرمون التستوستيرون أو الإستروجين من مصادر خارجية كاستخدام الكريمات والمراهم التي تحتوي على هذه الهرمونات، أو الإصابة بمتلازمة ماكيون أولبرايت، أو ظهور الأورام والكيسات في المبايض عند الإناث، أو ظهور الأورام في الخلايا المسؤولة عن إنتاج التستوستيرون في الخصيتين عند الذكور.

إقرأ أيضا:أسباب التعب والإرهاق

يترافق مع الإصابة بفرط تنسج الكظرية الخلقي حدوث نقص في أحد الإنزيمات اللازمة لإنتاج هرمونات معينة، لذا فإنَّ نقص الإنزيم يجعل من الصعب إنتاج واحد أو أكثر من هرمونات الغدة الكظرية، مما يؤدي إلى فرط إنتاج نوع آخر من المركبات الطبيعية للهرمون لتعويض النقص الحاصل، أما متلازمة ماكيون أولبرايت فهي من الاضطرابات التي تؤثر في أجزاء مختلفة في الجسم، كالجلد، والعظام، والعديد من الأنسجة المنتجة للهرمونات، وتجدر الإشارة إلى وجود عدد من العوامل التي قد تبدو مرتبطة بحدوث البلوغ المبكر، ومنها ما يأتي:

  • العوامل الجينية: يحدث البلوغ المبكر أحياناً بسبب حدوث طفرة جينية معينة تساهم في إفراز الهرمونات الجنسية في الجسم، فغالباً يكون لدى الطفل الذي لديه هذه الطفرة الجينية أحد الوالدين أو الأقارب يحمل الخلل الجيني نفسه.
  • الجنس: إنَّ الفتيات عرضة للإصابة بالبلوغ المبكر المركزي أكثر بمقدار عشرة أضعاف مقارنة بالذكور.
  • السمنة: إذ إنَّه على الرغم من عدم معرفة مدى ارتباط السمنة بالبلوغ المبكر، إلا إنَّ عدداً من الدراسات أظهرت وجود رابط بين الفتيات صغار السنِّ المصابات بالسمنة وزيادة خطر حدوث البلوغ المبكر، بينما يبدو أن لا علاقة تربط بين السمنة والبلوغ المبكر عند الأولاد.
  • العرق: فقد وُجد أنَّ الفتيات من أصول إفريقية أمريكية يبدأ البلوغ لديهن مبكراً بمعدل سنة تسبق الفتيات الأخريات من العرق الأبيض، وقد اتفق بعض الخبراء على أنَّ البلوغ يكون مبكراً بين الأفارقة الأمريكيين في حال بدأ قبل عمر 6 سنوات.
  • التبني الدولي: إنَّ الأطفال الذين يتم تبنِّيهم من الخارج أكثر عرضة لمشكلة البلوغ المبكر مقارنة بغيرهم، والسبب وراء ذلك غير معروف.

البلوغ المتأخر

يحدث البلوغ المتأخر في حال لم تظهر علامات النضوج الجنسي، أو الخصائص الجنسية الثانوية على جسد الطفل في عمر 14 سنة عند الذكور، أو 12 سنة عند الإناث، كتغيرات الصوت، ونمو الخصيتين أو الثدي، وظهور شعر العانة.

الآثار المترتبة على البلوغ المتأخر

يعدّ تأخر البلوغ من المشاكل الأكثر شيوعاً بين الذكور، ويمكن التعرّف على المشكلة عند الذكر في حال تجاوزت الفترة الزمنية الفاصلة بين لحظة بدء البلوغ لديه وحتى اكتمال نمو الأعضاء التناسلية الخمس سنوات، أو عند ملاحظة عدم تضخم الخصيتين عند إتمام عمر 14عاماً، أما في حالة الفتيات، فإنَّ تأخر البلوغ يُعرّف بعدم نزول الحيض حتى بلوغ عمر 16عاماً، أو عدم تطور الثدي حتى بلوغ عمر 13 عاماً، أو تجاوز الفترة الزمنية الممتدة من لحظة بدء نمو الثدي عند الفتاة إلى وقت نزول أول حيض الخمس سنوات.

وغالباً ما يظهر المراهق الذي يعاني من تأخر البلوغ قصيراً مقارنة بأقرانه، الأمر الذي قد يجعله عرضة للمضايقة والتنمر من الأشخاص المحيطين، ليس ذلك فحسب فإنَّ احتمالية الشعور بالتوتر النفسي والحرج نتيجة تأخر البلوغ يكون أكبر بين الأولاد على وجه الخصوص، لذا في بعض حالات تأخر البلوغ يتطلب الأمر تقديم العون والمساعدة للطفل للتغلب على المشاكل الاجتماعية التي يواجهها والسيطرة عليها،وبما أنَّ أعراض تأخر البلوغ قد تتشابه مع أعراض بعض المشاكل أو الحالات الصحية الأخرى، فتجب استشارة الطبيب لتشخيص وضع الطفل.

أسباب البلوغ المتأخر

غالباً ما يكون تأخر البلوغ شائعاً بين أفراد العائلة الواحدة، فيكون لدى الطفل الذي يعاني من تأخر البلوغ أحد الأقارب قد عانى من تأخر البلوغ أيضاً، ويطلق على هذه المشكلة في هذه الحالة تأخر البلوغ البنيوي، وفي حال حدوث تأخر البلوغ البنيوي ينمو الطفل المراهق بشكل طبيعي، وغالباً لا يحتاج إلى العلاج، غير أنَّ هذا النمو يكون متأخراً إذا ما تمت مقارنة الطفل بمن هم في مثل سنِّه، ومن جانب آخر قد يحدث تأخر البلوغ أيضاً نتيجة وجود مشكلة صحية معينة، وفي الآتي بعض من هذه المشكلات:

  • الإصابة بالأمراض المزمنة: إنَّ بعض الأطفال الذين يعانون من الأمراض المزمنة كأمراض الكلى، أو مرض السكري، أو التليف الكيسي، أو حتى مرض الربو، يعانون أيضاً من تأخر البلوغ، ويعزى ذلك إلى أنَّ هذه الأمراض تعيق عملية نمو وتطور جسم الطفل، لذا فإنَّ استخدام العلاج المناسب والسيطرة على هذه الأمراض قد يساهم في تقليل احتمالية حدوث تأخر البلوغ عند الطفل.
  • المعاناة من سوء التغذية: إذ قد يؤدي عدم حصول الطفل على كافة العناصر الغذائية الضرورية للجسم، أو عدم تناوله كميات كافية من الطعام، إلى تأخر البلوغ لديه مقارنة بغيره من الأطفال ممن يتناولون الغذاء الصحي والمتوازن.
  • وجود مشاكل في الغدة الدرقية: قد يحدث تأخر البلوغ أيضاً نتيجة تعرض الغدة الدرقية لمشكلة معينة تؤثر في وظائفها وإنتاجها للهرمونات الضرورية لنمو وتطوُّر الجسم.
  • وجود مشكلة في الغدد التناسلية: قد يحدث تأخر البلوغ نتيجة الإصابة بقصور الغدد التناسلية الأولي المتعلق بوجود مشكلة في الخصيتين أو المبيضين، مما يعيق إنتاجها لهرمون الإستروجين أو التستوستيرون، وغالباً ما يحدث قصور الغدد التناسلية الأولي نتيجة تعرض الغدد لإصابة معينة بسبب الإشعاع، أو أمراض المناعة الذاتية، أو العلاج الكيميائي، أو الجراحة، أو العدوى، أو نتيجة الإصابة بالأمراض الجينية، مثل متلازمة تيرنر، أو متلازمة كلاينفلتر.
  • وجود مشكلة في الغدة النخامية أو في تحت المهاد: فقد يسفر عن تعرض هذه الغدد لمشكلة معينة تأخر البلوغ عند الطفل، وهو ما يطلق عليه أيضاً تأخر البلوغ المحيطي أو الثانوي، كما في حالة قلة إنتاج الهرمون المنشط للجسم الأصفر أو الهرمون المنشط للحوصلة من الغدة النخامية، أو كما يحدث في حالة الإصابة بمتلازمة كالمان التي يرافقها نقص في إفراز الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، أو عدم إنتاجه كلياً من غدة تحت المهاد، وتتميز متلازمة كالمان بتأخر البلوغ عند المصاب أو عدم حدوثه، مع اضطراب حاسة الشم لديه.

تطور النهد المبكر

في هذه الحالة تظهر للفتاة كمية صغيرة من نسيج الثدي قبل إتمام عمر الثلاث سنوات، ولا يترافق هذا مع حدوث سرعة في النمو، أو زيادة في حجم الثدي، وقد يعزى سبب تطور النهد المبكر إلى وجود أكياس صغيرة جداً على المبايض يفرز أحدها كمية قليلة جداً من هرمون الإستروجين لتختفي بعد ذلك، ولكن قد يستمر تأثير الإستروجين على الثدي لفترة طويلة، وتجب الإشارة إلى أنَّ هذه المشكلة لا تتطوَّر مع الوقت، وليس لها أية مضاعفات أخرى، لذا لا حاجة لاستخدام الأدوية والعلاج، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الحالة تختلف عن البلوغ المبكر الحقيقي.

بدء الإحاضة المبكر

تحدث هذه المشكلة في حال بدأت الدورة الشهرية عند الفتاة دون وجود أية علامات للبلوغ، ويبدو أنَّ معظم الإناث اللواتي يعانين من مشكلة بدء الإحاضة المبكر تكون لديهن بعض الحيضات المنفصلة التي تتوقف بشكل تلقائي، إلا أنَّه قد يستمر عدم الانتظام عند البعض خلال مرحلة البلوغ أيضاً، وتجب الإشارة إلى أنَّ كل من طول الفتاة والخصوبة لديها يكون طبيعياً في مرحلة البلوغ، ولكن لا يظهر تطوُّر ونضج الهيكل العظمي طبيعياً عند المصابات بهذا الاضطراب.

عنفوان التكظر المبكر

توجد غدة كظرية واحدة فوق كل كلية مسؤولة عن إنتاج الهرمونات في الجسم، بما في ذلك هرمون الأندروجين الذي يساهم في حدوث بعض التغيرات في الجسم، كبروز رائحة للجسم، وظهور شعر العانة، وزياد دهنية البشرة والشعر، وعند ظهور هذه العلامات في وقت مبكر جداً يمكن القول بأنَّ الطفل يعاني من عنفوان التكظر المبكر، والذي عادة لا يكون مشكلة صحية خطيرة، وأهم ما يميز أعراض الإصابة بعنفوان التكظر المبكر ظهور شعر الإبط وشعر العانة عند الفتيات قبل عمر 8 سنوات، وعند الذكور قبل عمر 9 سنوات، إلى جانب عدم تطور الثدي عند الفتيات، أو عدم تضخم الأعضاء التناسلية عند الأولاد، بالإضافة إلى وجود رائحة للإبط عند الطفل كالأشخاص البالغين.

تشخيص اضطرابات البلوغ

الفحص الجسدي

يبدأ الطبيب عادة لتشخيص اضطرابات البلوغ بأخذ التاريخ الطبي التفصيلي للمصاب، مع إجراء الفحص الجسدي الشامل، والذي قد يتضمن إجراء فحوصات الثدي والحوض.

الاختبارات التشخيصية

قد يوصي الطبيب بإجراء واحد أو أكثر من الاختبارات التي قد تساعد نتائجها على تشخيص حالة المصاب بدقة، وفي الآتي توضيح لبعض من هذه الاختبارات:

  • الأمواج فوق الصوتية: تستخدم هذه الطريقة لفحص الغدد الكظرية، والتأكد من صحة المبايض.
  • التصوير بأشعة إكس لليد أو الرسغ: تستخدم هذه الطريقة لمعرفة عمر العظام.
  • اختبارات الدم: يوصي الطبيب في بعض الحالات بإجراء اختبارات الدم لتحديد مستوى الهرمونات المسؤولة عن بدء البلوغ في جسم الطفل، مثل هرمون البرولاكتين، وهرمونات الغدة الكظرية، وموجهة الغدد التناسلية المشيمائية، والهرمون المنشط للحوصلة، والهرمون المنشط للجسم الأصفر، وقد يوصي الطبيب أيضاً بنوع آخر من اختبارات الدم لفحص ملف الكظرية، وهذا الفحص يقيس مستوى الهرمونات التي تؤثر على تطور الجهاز التناسلي عند الطفل، مثل هرمون التستوستيرون، والكورتيزول، والإستراديول.
  • اختبار تنبيه هرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية: يمكن من خلال هذا الاختبار تحديد شكل البلوغ المبكر عند الطفل، إن كان يعتمد على هرمون موجهة الغدد التناسلية أم لا، وهو الهرمون الذي تفرزه الغدة النخامية بتحفيز من هرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية الذي تفرزه تحت المهاد في الدماغ، حيث يحفز هرمون موجهة الغدد التناسلية إنتاج الهرمونات الجنسية من الغدد التناسلية في الجسم.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: تكون اضطرابات البلوغ في بعض الحالات ناتجة عن تعرض الرأس للإصابة، أو نمو الأورام السرطانية أو غير السرطانية على الغدد في الدماغ أو بالقرب منه، أو نتيجة الخضوع للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي لعلاج السرطان، لذا يوصي الطبيب أحياناً بإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم حالة الدماغ.
  • الفحص الجيني: إنَّ زيادة عدد الكروموسومات أو نقصها نتيجة حدوث الطفرات الجينية قد يسفر عنه مشاكل واضطرابات في البلوغ، لذا يوصي الطبيب في بعض الحالات بإجراء نوع من اختبارات الدم يعرّف باسم التنميط النووي، إذ يساعد هذا الاختبار على معرفة عدد وترتيب الكروموسومات، وبالتالي فهو قد يساهم في تشخيص الاضطرابات العصبية الصماوية، واضطرابات الغدة النخامية التي تؤثر في البلوغ عند الطفل.
  • اختبار كثافة العظام: ربما يوصي الطبيب بإجراء اختبار كثافة العظم عند الطفل في حالات معينة، ويعرّف هذا الاختبار باسم مقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث (بالإنجليزية: dual-energy x-ray) واختصاراً DEXA، فهذا الاختبار يحدد ما إن كان تأخر البلوغ قد أسفر عن فقدان العظم، وهو أمر محتمل الحدوث في بعض حالات تأخر البلوغ عند الطفل، وترافقه هشاشة العظام وزيادة قابليتها للكسر.

علاج اضطرابات البلوغ

يعتمد نوع العلاج الذي يتم اختياره في حالات اضطرابات البلوغ على وضع الفرد من حيث الأعراض التي يعانيها، والمشكلة الصحية أو المرض الذي يسبب هذا الاضطراب، ومن الخيارات العلاجية المطروحة في هذا المجال ما يأتي:

  • الفحوصات المنتظمة والمراقبة: ويوصى بذلك في الحالات التي قد يتحسن فيها الاضطراب من تلقاء نفسه.
  • الاستشارة: فهي تساعد الأطفال والعائلات في معرفة كيفية التعامل مع التحديات الاجتماعية والعاطفية التي ترافق اضطرابات البلوغ.
  • العلاج الهرموني: ومن طرق العلاج الهرموني ما يأتي:
    • المعالجة الكابتة الهرمونية، إذ يمكن إيقاف البلوغ المبكر أو إبطاؤه باستخدام أدوية تمنع إفراز هرمونات معينة من الغدة النخامية، ويمكن إعطاء الطفل هذه الأدوية بطرق مختلفة، فقد تعطى الحقن للطفل كل بضعة شهور، أو ربما تستخدم طريقة الطعم الجراحي لكبح الهرمونات في الجسم مدة عام كامل، ويمكن إجراء هذه الطريقة في عيادة الطبيب، إذ يستخدم أنبوباً صغيراً ومرناً يحتوي على الدواء، ويدخله تحت الجلد مباشرة باستخدام مخدر موضعي، وقبل البدء بالعلاج يناقش الطبيب الخيارات المتاحة، ويساعد على اتخاذ القرار حول الخيار العلاجي الأفضل للطفل،
    • طعم الهيستريلين (بالإنجليزية: Histrelin)، وهو من الطرق العلاجية الفعالة لعلاج البلوغ المبكر المركزي، ويستمر مفعول هذا العلاج لمدة طويلة قد تصل إلى عام، لذا فإنَّ طعم الهيستريلين يحدُّ من بعض المشاكل التي قد يتعرض لها المصاب نتيجة الاستخدام المتكرر للحقن، كالألم والانزعاج، ومن الجدير بالذكر أنَّه عند استخدام هذا العلاج تكون هناك حاجة لإجراء جراحة صغيرة، وذلك لإتمام وضع الطعم الدوائي، فالطعم عبارة عن أنابيب دقيقة يزيد طول الواحد منها عن 2.5 سنتيمترات بقليل، توضع تحت الجلد من خلال شق صغير في الجزء الداخلي من الجزء العلوي للذراع، وتبدأ هذه الأنابيب بتوفير الدواء تدريجياً في الجسم، وبعد انتهاء العام يُزال الطعم، أو يتم استبداله بآخر إن دعت الحاجة لذلك.
    • العلاج الهرموني البديل، إذ يمكن علاج تأخر البلوغ الناجم عن نقص الهرمونات بإعطاء الطفل الهرمونات الجنسية البديلة، والتي قد تكون على شكل رقع توضع على الجلد، أو علاج هرموني يؤخذ بواسطة الفم، أو حتى عن طريق أخذ الحقن بانتظام، ولمعرفة المدة التقريبية التي يحتاجها الطفل للعلاج والنتائج المتوقعة للعلاج، ومعرفة الهرمونات المعنية، تجب مناقشة هذه الأمور مع فريق الرعاية الطبية المسؤول عن الطفل.
  • العلاج الجراحي والإشعاعي: قد يكون ضرورياً في حال وجود أورام في الدماغ تحفِّز حدوث البلوغ المبكر المركزي عند الطفل، إذ إنَّ إزالة الورم لا تضمن إزالة جميع الأعراض التي يعانيها المصاب دائماً، ومن جانب آخر يختلف علاج البلوغ المبكر المحيطي تماماً عن النوع السابق، إذ يعتمد علاجه بشكل أساسي على سبب حدوث المشكلة، فمن الممكن أن تساعد الأدوية أحياناً في العلاج، إلا أنَّه في حالات معينة قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة الكيس أو الورم المتكون في الخصيتين أو المبايض.

مشكلات صحية مرتبطة بمرحلة البلوغ

يوجد عدد من المشكلات الصحية والأمراض التي قد تظهر لأول مرة خلال مرحلة البلوغ، ومن المشاكل المحتملة التي قد ترافق البلوغ ما يأتي:

  • تثدي الرجل: قد يسفر عن التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال مرحلة البلوغ ظهور مشكلة تثدي الرجل أو تضخم الأثداء عند الذكور، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الحالة تكون مؤقتة، فعادة تستمر لمدة 6-18 شهراً، ويحدث تثدي الرجل عند بلوغ عمر 13 سنة تقريباً، وهو يؤثر في ما يقارب نصف الأولاد الذكور الطبيعيين.
  • الأمراض المنتقلة جنسياً: إذ ترتفع فرصة الإصابة بفيروس عوز المناعة البشري وغيرها من أنواع العدوى المنتقلة جنسياً في الحالات التي يمارس فيها المراهق النشاط الجنسي خلال مرحلة البلوغ.
  • نزيف الرحم وظيفي الخلل: قد يكون توقف الإباضة أحد أكثر الأسباب شيوعاً لحدوث نزيف الدورة الشهرية غير الطبيعي بين الفتيات المراهقات، إذ إنَّ بعض الفتيات التي بدأت الدورة الشهرية لديهن مؤخراً يُعانين من طول فترة الحيض، أو غزارة دم الحيض، أو عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • تغيرات النظر: يعدّ قصر النظر أحد أكثر مشاكل النظر محتملة الحدوث في فترة البلوغ، ويعزى ذلك إلى نمو القطر المحوري في العين خلال هذه الفترة.
  • حب الشباب: يُسفر عن التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة البلوغ ظهور حب الشباب عند العديد من الفتيات والأولاد المراهقين، ويعرّف حب الشباب بأنَّه الالتهاب الذي يؤثر في الغدد الدهنية وبصيلات الشعر في الجلد، والتي غالباً ما تنتشر على الوجه، ولكنها قد تظهر أيضاً على الرقبة، أو الصدر، أو الظهر، أو الأجزاء الأخرى في الجسم.
  • فقر الدم: يزداد تركيز الهيموغلوبين والحديد في الدم خلال فترة البلوغ الطبيعية في حالة الذكور، ولكنه من ناحية أخرى لا يزداد عند الإناث خلال هذه الفترة، بل تكون الفتيات في سنِّ المراهقة أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم، وقد يعزى ذلك إلى أسباب عدة، فعلى سبيل المثال تميل الفتيات في سنِّ المراهقة إلى تناول كميات أقل من الأطعمة التي تحتوي على الحديد مقارنة بالذكور، بالإضافة إلى فقدان الدم خلال الدورة الشهرية.
  • انحراف العمود الفقري جانبياً: قد تصبح هذه المشكلة أكثر سوءاً في مرحلة البلوغ، أو أنَّها تظهر لأول مرة على الطفل خلال هذه المرحلة، ويعزى ذلك إلى زيادة سرعة النمو في مرحلة البلوغ.
  • الإصابات العضلية الهيكلية: قد يكون المراهقون على وجه التحديد أكثر عرضة للإصابات العضلية الهيكلية في مرحلة فورة النمو وأثناء نمو الكتلة العضلية في الجسم، فبما أنَّ نمو العظام يسبق عادة مرحلة تمعدن العظام الكامل، يكون المراهقون عرضة للإصابة بالكسور، وإلى جانب ذلك يزداد خطر حدوث الالتواء أو الإجهاد عند الطفل؛ نظراً لمحدودية الحركة في بعض مفاصل الجسم نتيجة نمو الأطراف، والذي يحدث عادة قبل نمو منطقة الجذع خلال مرحلة البلوغ.
السابق
ما هي أعراض ضعف المناعة
التالي
طريقة حذف الواتس آب نهائياً