📘 معاذ بن جبل رضي الله عنه – فقيه الأمة ومربي القلوب
جدول المحتويات
🟢 المقدمة
معاذ بن جبل رضي الله عنه من أعلام الصحابة، ومن أوائل من آمن من شباب الأنصار، وهو الذي قال فيه النبي ﷺ: “أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل” (رواه أحمد والترمذي) كان شابًا نقيًا، قوي الإيمان، شديد البغض للأصنام، محبًا للعلم، فقيهًا في الدين، ومربيًا للقلوب، وقد ترك أثرًا عظيمًا في تاريخ الإسلام، في الدعوة، والتعليم، والفقه، والقيادة.
✍️ نسبه وإسلامه
هو معاذ بن جبل بن عمرو بن عائذ، من بني خزرج، يُكنى بأبي عبد الرحمن نسبة لولده. أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وبايع النبي ﷺ في بيعة العقبة الثانية، وكان من النفر الذين حملوا الإسلام إلى المدينة، فكان من السابقين الأولين، ومن الذين نصروا الدين في بدايته.
آخى النبي ﷺ بينه وبين عبد الله بن مسعود، وقيل بينه وبين جعفر بن أبي طالب، وكان شديد الكره للأصنام، يحتقرها، ويُظهر ضعفها أمام أهلها، ليُبيّن لهم أنها لا تستحق العبادة.
🕋 موقفه من الأصنام
من أشهر مواقفه قبل الإسلام، أنه كان من فتيان بني سلمة الذين أسلموا، وكان عمرو بن الجموح من كبار القوم، يعبد صنمًا يُدعى “مناة”، فكان معاذ ومن معه يدخلون على صنمه، ويأخذونه ويلقونه في حفر فيها قاذورات، فيغدو عمرو فيجده، فيغسله ويطيّبه، ثم يعودون فيفعلون به مثل ذلك.
إقرأ أيضا:قصة عن بر الوالدينحتى جاء يوم، علّق عمرو سيفًا على صنمه، وقال له: “إن كان فيك خير فامتنع، فهذا السيف معك”، فلما أصبح، وجده في بئر، مقرونًا بكلب ميت، فعلم أنه لا ينفع ولا يضر، فأسلم، وحسن إسلامه، وكان لمعاذ دور في هداية قومه، وتطهير المدينة من عبادة الأصنام.
📚 علمه ومكانته
كان معاذ بن جبل من أكثر الصحابة علمًا، وقد بعثه النبي ﷺ إلى اليمن معلمًا وقاضيًا، وقال له: “بمَ تقضي يا معاذ؟” قال: “بكتاب الله”، قال: “فإن لم تجد؟” قال: “بسنة رسول الله”، قال: “فإن لم تجد؟” قال: “أجتهد رأيي”، فقال النبي ﷺ: “الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله”
وقد شهد معاذ بدرًا، وأحدًا، والخندق، وكان من أهل القرآن، ومن الذين جمعوا القرآن في حياة النبي ﷺ، وكان له دور في تعليم الناس، ونشر الفقه، وتربية الأمة على الإيمان والعمل.
🧑⚖️ وفاته
توفي معاذ بن جبل رضي الله عنه في طاعون عمواس، في بلاد الشام، وكان عمره نحو ثلاث وثلاثين سنة، وكان من الذين ثبتوا في الطاعون، وصبروا، واحتسبوا، وقال عند وفاته: “اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر”
إقرأ أيضا:ما هو إسم قاتل ربع العالم🔚 الخاتمة
معاذ بن جبل رضي الله عنه ليس مجرد صحابي، بل هو فقيه الأمة، ومربي القلوب، وعالم في الحلال والحرام، وشابٌّ آمن مبكرًا، ونصر الدين، وعلّم الناس، وترك أثرًا لا يُنسى. لقد جمع بين العلم والعمل، وبين الفقه والجهاد، وبين الإيمان والتربية، فكان مثالًا للصحابي الكامل، الذي يُحتذى به في كل زمان.