🟢 تعريف بالإمام مسلم
جدول المحتويات
✍️المقدمة
الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري، أحد أعلام الأمة في علم الحديث، وصاحب ثاني أصح كتاب بعد صحيح البخاري. عُرف بدقته في الرواية، وورعه في النقل، وحرصه على التوثيق، حتى أصبح اسمه مقرونًا بصحة الحديث وعلو الإسناد. في هذا المقال، نسلّط الضوء على سيرته، ونشأته، ورحلته في طلب العلم، ومكانته بين العلماء، ونستعرض أبرز مؤلفاته، وعلى رأسها “صحيح مسلم” الذي تلقّته الأمة بالقبول عبر القرون.
📌 اسمه ونسبه
هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، وُلد سنة 206 هـ في نيسابور، بخراسان، ونشأ في بيت علم، وكان والده من شيوخ التعليم الشرعي في عصره.
📚 نشأته وأسرته
تعلّم القرآن واللغة في الكُتّاب، وتأثر بوالده في حب العلم. تزوّج من ابنة عبد الواحد الصفّار، وكان يُكنّى بأبي الحسين، رغم أن ذريته كانت من الإناث. عمل في تجارة الحرير، مما مكّنه من التفرغ للعلم والرحلة.
🌟 صفاته وشمائله
- كان كريم النفس، حسن الخلق، كثير العبادة، متجنبًا للشبهات
- وقف مع الإمام البخاري في وجه خصومه، وكان يُلقّب بـ”محسن نيسابور”
- جميل الهيئة، أبيض الرأس واللحية، حسن الثياب، صاحب وقار
✈️ رحلته في طلب العلم
بدأ سماع الحديث في سن 12، ورحل إلى مكة، الكوفة، بغداد، مصر، الشام، والحرمين. سمع من أكثر من 220 شيخًا، منهم البخاري، أحمد بن حنبل، ويحيى بن يحيى النيسابوري.
إقرأ أيضا:كم سنة نام أهل الكهف👨🏫 شيوخه وتلاميذه
- من شيوخه: البخاري، أحمد بن حنبل، إسحاق بن راهويه، أبو خيثمة، وغيرهم
- من تلاميذه: الترمذي، ابن خزيمة، الرازي، أبو عوانة، وغيرهم
📖 مؤلفاته
من أبرز كتبه:
- صحيح مسلم
- كتاب الأفراد
- كتاب العلل
- كتاب مشايخ مالك
- كتاب المنفردات والوُحدان
- كتاب الطبقات
- كتاب أوهام المحدّثين
- وغيرها من الكتب التي تناولت الرجال، الأسانيد، والعلل
✅ صحيح مسلم
- بدأ تأليفه في عمر 29، واستغرق 15 عامًا
- اختار 3033 حديثًا من بين 300,000 حديث سمعها
- رتّب الأحاديث على أبواب دقيقة، وجمع طرق الحديث في موضع واحد
- اعتُبر أصح الكتب بعد البخاري، وأسهلها تناولًا لطلاب العلم
- شرحه النووي، واعتنى به علماء كثر عبر المستخرجات، المستدركات، المختصرات، والفهارس
📌 سمات صحيحه
- تحرّي شديد في اختيار الرواة
- شرط قوي في قبول الحديث
- عرض صحيحه على علماء عصره
- مراجعة دقيقة ومتكررة
- جودة في الترتيب والتنسيق
- من أوائل كتب الصحيح في الإسلام
⚰️ وفاته
توفي الإمام مسلم يوم الأحد، 25 رجب سنة 261 هـ، عن عمر ناهز 55 عامًا. قضى حياته في خدمة الحديث، وترك تراثًا علميًا خالدًا، لا يزال يُدرّس ويُشرح ويُستفاد منه إلى يومنا هذا.
إقرأ أيضا:قصة ام حبيبة و ابي سفيان🔚 خاتمة
الإمام مسلم بن الحجاج هو أحد أعمدة علم الحديث، وكتابه “الصحيح” شاهد على دقته، ورصانته، وورعه. لم يكن مجرد ناقل، بل ناقد ومحقق، جمع بين العلم والخلق، وبين الرواية والدراية. رحم الله الإمام مسلم، وجعل علمه نورًا في دروب طلاب الحديث، وميزانًا للصدق في النقل، ومنارةً في تاريخ الأمة.