🌟 قصة يوسف عليه السلام: من البئر إلى الملك
جدول المحتويات
- 1 🌟 قصة يوسف عليه السلام: من البئر إلى الملك
- 2 📖 سورة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم
- 2.1 ✨ القصص القرآني في سورة يوسف
- 2.2 🧠 الحكمة من سورة يوسف
- 2.3 🧒 رؤيا يوسف عليه السلام
- 2.4 😠 كيد الإخوة
- 2.5 🐪 التقاط يوسف من البئر
- 2.6 🏛️ دخول بيت العزيز
- 2.7 🧱 السجن ظلماً
- 2.8 👑 رؤيا الملك وخروج يوسف
- 2.9 🌾 تولي يوسف خزائن الأرض
- 2.10 🧺 حيلة يوسف مع إخوته
- 2.11 🧕 كشف يوسف عن نفسه
- 2.12 🏰 اجتماع الأسرة وسجود الكواكب
- 2.13 📝 خاتمة
قصة يوسف عليه السلام هي نموذج قرآني فريد يجمع بين البلاء والتمكين، وبين الحسد والمغفرة، وبين الفتنة والعفة، وبين السجن والسلطة. قال تعالى في افتتاح السورة:
“نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ” (يوسف: 3) وقد وصفها الله بأنها “أحسن القصص” لما فيها من عبر عظيمة، وتسلسل درامي مؤثر، وتنوع في المشاهد والمواقف.
📖 سورة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم
تُعَدّ سورة يوسف من أعظم سور القرآن الكريم، وهي السورة الثالثة من حيث النزول بعد سورة الإسراء، وقد نزلت في مكة المكرمة، وتحتل المرتبة الثالثة والخمسين في ترتيب النزول، وعدد آياتها 111 آية.
نزلت هذه السورة في وقت عصيب كان يمرّ به النبي محمد ﷺ، بعد وفاة عمّه أبي طالب وزوجته خديجة رضي الله عنها، في عام يُعرف بـ”عام الحزن”، فكانت سورة يوسف بمثابة تسلية وتثبيت لقلبه الشريف، وتذكير له بأن طريق الأنبياء محفوف بالابتلاء، وأن العاقبة للمتقين.
✨ القصص القرآني في سورة يوسف
تتميّز سورة يوسف بأنها السورة الوحيدة التي تسرد قصة نبي من بدايتها إلى نهايتها بشكل متسلسل ومتكامل، دون انقطاع أو تكرار. وقد وصفها الله بأنها “أحسن القصص”، فقال تعالى:
إقرأ أيضا:بماذا دمر الله اهل عاد“نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ” (يوسف: 3)
والقصص في القرآن الكريم ليس مجرد سرد تاريخي، بل هو أسلوب دعويّ رباني، يبيّن كيف واجه الأنبياء أقوامهم، وكيف صبروا على الأذى، وكيف كانت نهايتهم النصر والتمكين. ومن خلال هذه القصص، يتعلّم المسلم كيف يقتدي بالأنبياء، ويهتدي بهديهم، ويستقيم حاله، ويقوى إيمانه.
🧠 الحكمة من سورة يوسف
سورة يوسف تحمل في طياتها دروسًا عظيمة في:
- الصبر على البلاء
- العفة في مواجهة الفتنة
- الثقة بالله في الشدائد
- التسامح مع من أساء
- التوكل على الله في كل الأحوال
- أن التمكين لا يأتي إلا بعد الابتلاء
وقد كانت هذه السورة مصدرًا إلهيًا لتثبيت قلب النبي ﷺ، وتذكيره بأن ما يمرّ به من أذى ورفض من قومه، قد مرّ به الأنبياء قبله، وأن الله لا يخذل عباده الصالحين، وأن النصر قادم لا محالة.
🧒 رؤيا يوسف عليه السلام
بدأت القصة برؤيا رآها يوسف عليه السلام وهو صغير، فقال لأبيه يعقوب عليه السلام:
“يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ” (يوسف: 4)
ففهم يعقوب عليه السلام أن لابنه شأنًا عظيمًا، ونصحه بعدم إخبار إخوته بها:
إقرأ أيضا:معنى لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين“لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا” (يوسف: 5)
😠 كيد الإخوة
كان يوسف عليه السلام محبوبًا عند أبيه، مما أثار غيرة إخوته، فقالوا:
“لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ” (يوسف: 8)
فتآمروا عليه، وقرروا التخلص منه، فاقترح أحدهم:
“اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا” (يوسف: 9)
لكن أحدهم قال:
“لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ” (يوسف: 10)
فأخذوه بعد أن استأذنوا أباهم، وألقوه في البئر، وجاءوا بقميصه ملطخًا بالدم كذبًا، وقالوا:
“وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ” (يوسف: 18)
🐪 التقاط يوسف من البئر
مرّت قافلة بالبئر، فأرسلوا واردهم، فوجد يوسف، فقال:
“يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ” (يوسف: 19)
فأخذوه وباعوه في مصر بثمن بخس:
“وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ” (يوسف: 20)
🏛️ دخول بيت العزيز
اشترى العزيز يوسف، وقال لزوجته:
“أَكْرِمِي مَثْوَاهُ” (يوسف: 21)
فنشأ يوسف في بيت العزيز، وكان جميلًا حسن الخلق، حتى راودته امرأة العزيز عن نفسه، فقال:
إقرأ أيضا:أين موقع قوم لوط“مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ” (يوسف: 23)
لكنها أصرّت، فهرب منها، وراودته حتى مزّقت قميصه، وظهرت براءته عندما شهد شاهد من أهلها:
“إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ…” (يوسف: 26)
🧱 السجن ظلماً
انتشرت القصة بين نساء المدينة، فدعته امرأة العزيز أمامهن، فلما رأينه قلن:
“مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ” (يوسف: 31)
ثم هددته بالسجن، فاختار السجن على المعصية:
“رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ” (يوسف: 33)
فدخل السجن، وكان فيه رجلان، ففسّر لهما رؤياهما، وقال لأحدهما:
“اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ” (يوسف: 42)
لكن نسيه، فلبث في السجن بضع سنين.
👑 رؤيا الملك وخروج يوسف
رأى الملك رؤيا عجيبة، فقال:
“إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ…” (يوسف: 43)
ففسّرها يوسف بدقة، وأشار إلى خطة اقتصادية عظيمة، فأُعجب الملك، وطلبه، لكن يوسف رفض الخروج حتى تظهر براءته، فقال:
“فَاسْأَلْهُنَّ مَا بَالُهُنَّ…” (يوسف: 50)
فأقرت النسوة ببراءته، وقالت امرأة العزيز:
“الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ” (يوسف: 51)
فخرج يوسف، وقال الملك:
“إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ” (يوسف: 54)
🌾 تولي يوسف خزائن الأرض
قال يوسف:
“اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ” (يوسف: 55)
فولّاه الملك، وبدأت سنوات الرخاء، ثم سنوات القحط، فجاء إخوته يطلبون الطعام، ولم يعرفوه، فأعطاهم، وطلب منهم أن يأتوا بأخيهم بنيامين.
🧺 حيلة يوسف مع إخوته
لما جاءوا ببنيامين، وضع يوسف السقاية في رحله، ثم اتهمهم بالسرقة، وقالوا:
“إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ” (يوسف: 77)
فاحتفظ يوسف ببنيامين، ثم عادوا إلى أبيهم، وقالوا:
“وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا” (يوسف: 81)
فحزن يعقوب، وقال:
“فَصَبْرٌ جَمِيلٌ” (يوسف: 83)
🧕 كشف يوسف عن نفسه
عاد الإخوة مرة أخرى، فقال لهم يوسف:
“هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ…” (يوسف: 89)
فقالوا:
“أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ” قال: “أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي” (يوسف: 90)
ثم أعطاهم قميصه ليضعوه على وجه أبيهم، فارتد بصيرًا، وقال:
“أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (يوسف: 96)
🏰 اجتماع الأسرة وسجود الكواكب
بعد أن كشف يوسف عليه السلام عن هويته لإخوته، وأرسل إليهم بقميصه ليضعوه على وجه أبيه يعقوب عليه السلام، فارتد بصيرًا، قال تعالى:
“فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (يوسف: 96)
ثم قال يعقوب عليه السلام لأبنائه:
“اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ” (يوسف: 93)
فانتقل يعقوب عليه السلام وأهله من فلسطين إلى مصر، حيث استقبلهم يوسف عليه السلام استقبالًا مهيبًا، وقدّم لهم كل الإكرام، ورفع أبويه على العرش، وجعلهم في مكانة متميزة، قال تعالى:
“فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” (يوسف: 99) “وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ…” (يوسف: 100)
وهنا تحققت الرؤيا التي رآها يوسف عليه السلام في طفولته، حين رأى أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له. فسجودهم له كان سجود تحية وتكريم، لا سجود عبادة، وهو جائز في شرائع من قبلنا.
ثم قال يوسف عليه السلام:
“وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِن…َ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ” (يوسف: 100)
وفي هذا المشهد، نرى كيف أن يوسف عليه السلام لم يُظهر الشماتة، ولم يُعاتب إخوته، بل نسب الفتنة إلى نزغ الشيطان، وأثنى على لطف الله به، فكان نموذجًا في العفو، والكرم، والتواضع.
📝 خاتمة
لقد نزلت سورة يوسف على قلبٍ أنهكته الأحزان، فكانت بلسمًا ربانيًا، وسكينةً نازلةً من السماء، تثبّت قلب خير الخلق، وتُشعره بأن الله معه، يسمعه، ويراه، ويواسيه. فكما خرج يوسف من البئر إلى الملك، سيخرج محمد ﷺ من الحصار إلى التمكين، ومن الضعف إلى النصر، ومن مكة إلى العالمين.
سورة يوسف ليست مجرد قصة، بل هي رسالة حب من الله إلى نبيه، تقول له: يا محمد، إن كنت في ضيق، فاذكر يوسف، وإن كنت في حزن، فاذكر صبره، وإن كنت في مواجهة، فاذكر ثباته، وإن كنت في انتظار النصر، فاذكر كيف جعله الله على خزائن الأرض.
فصلى الله وسلم على محمد، الذي نزل عليه القرآن، فأنار به الدنيا، وهزّ به القلوب، وعلّمنا كيف نكون عبادًا لله، صابرين، شاكرين، متوكلين، كما كان هو في كل لحظة من حياته المباركة.