العصور القديمة

من بنى حدائق بابل المعلقة

🏛️ من بنى حدائق بابل المعلقة؟

🌿 ما هي حدائق بابل المعلقة ومن الذي بناها؟

تُعدّ حدائق بابل المعلقة واحدة من أكثر الرموز الأسطورية إثارة في التاريخ القديم، وهي من عجائب الدنيا السبع التي حيّرت العلماء والمؤرخين على مدى قرون. يُنسب بناؤها إلى الملك البابلي العظيم نبوخذ نصر الثاني في القرن السادس قبل الميلاد، في قلب بلاد الرافدين، وتحديدًا في مدينة بابل التي كانت آنذاك مركزًا حضاريًا مزدهرًا.

ورغم شهرتها الواسعة في الأدب البابلي والإغريقي، فإن الجدل لا يزال قائمًا حول حقيقة وجودها، حيث يرى بعض الباحثين أنها مجرد أسطورة أدبية أو خيال شعري، بينما يؤمن آخرون بأنها كانت واقعًا معماريًا مذهلًا، اندثر بفعل الزمن والكوارث الطبيعية.

🗺️ أين بُنيت حدائق بابل المعلقة؟

الموقع الجغرافي للحدائق هو أحد أكثر النقاط إثارة للجدل. ينقسم المؤرخون إلى فئتين:

الرأي الموقع المقترح الأدلة
التقليدي مدينة بابل نصوص كلاسيكية وآثار نبوخذ نصر
البديل مدينة نينوى سجلات آشورية وموقع أقرب للنهر

وتشير بعض الروايات إلى أن زلزالًا ضرب المنطقة في القرن الثاني قبل الميلاد، مما أدى إلى تدمير الحديقة بالكامل، واندثارها من الوجود.

إقرأ أيضا:أسباب سقوط الحضارة السومرية

🎠 لماذا بُنيت حدائق بابل المعلقة؟

لم يكن الهدف من بناء الحدائق زراعيًا أو اقتصاديًا، بل كان ترفيهيًا وجماليًا بحتًا. فقد كانت تعبيرًا عن الرفاهية الملكية، وربما بُنيت كهدية حب من نبوخذ نصر لزوجته “أميتيس” التي اشتاقت إلى طبيعة موطنها الفارسي الجبلي.

وقد انتشرت في العصور الهلنستية فكرة أن النبلاء يجب أن يمتلكوا حدائق خاصة، تجمع بين الزهور والنباتات والتصاميم المعمارية والمعالم المائية، مما جعل الحدائق المعلقة نموذجًا مثاليًا لهذا الترف الحضاري.

🏗️ كيف كانت تبدو حدائق بابل المعلقة؟

بحسب النصوص القديمة، كانت الحدائق تتكون من منصات حجرية متدرجة على شكل هرم، ترتفع إلى حوالي 20 مترًا، وتُزرع عليها الأشجار والنباتات المتنوعة. كانت المياه تُضخ من الأسفل عبر نظام معقد من السلاسل والمضخات، لتروي النباتات وتغذي النافورات.

العنصر الوصف
الشكل هرم متدرج
الارتفاع 20 مترًا
الري مضخات سلسلة مائية
النباتات أشجار وزهور متنوعة

🧱 آثار حدائق بابل المعلقة: بين الاكتشاف والشك

في عام 1899م، قاد عالم الآثار الألماني روبرت كولدوي حملة تنقيب في مدينة بابل، واستمرت 14 عامًا. اكتشف خلالها:

إقرأ أيضا:ما هي الحضارة الميتانية
  • الجدران الداخلية والخارجية للمدينة
  • أساس برج بابل
  • طريق الموكب الملكي
  • قصور نبوخذ نصر
  • قبو حجري يحتوي على 14 غرفة ذات سقوف مقوسة

وقد اعتقد كولدوي أن هذا القبو هو موقع الحدائق المعلقة، خاصة بعد اكتشاف ثقوب أرضية غريبة يُعتقد أنها كانت تستخدم لرفع المياه. كما أشار إلى أن الحجر لم يُستخدم في بابل إلا في موقعين: الجدار الشمالي للقلعة الشمالية، والحدائق المعلقة.

لكن بعض علماء الآثار الحديثين يشككون في هذه الفرضية، نظرًا لبُعد الموقع عن النهر، وصعوبة نقل المياه إليه، بالإضافة إلى أن الألواح الطينية المكتشفة مؤخرًا تشير إلى أن الموقع كان إداريًا وتخزينيًا، وليس ترفيهيًا.

إقرأ أيضا:تعرف على حضارات الوطن العربي

🔍 تحليل تاريخي: بين الأسطورة والواقع

حدائق بابل المعلقة ليست مجرد بناء مفقود، بل هي رمز حضاري يعكس طموح الإنسان القديم في تحدي الطبيعة، وخلق الجمال وسط الصحراء. سواء كانت حقيقة أم خيالًا، فقد ألهمت الأجيال، وظهرت في الأدب، والفن، والعمارة، كصورة مثالية للحديقة الملكية.

إن الجدل حول وجودها يعكس تحديات علم الآثار في التوفيق بين النصوص القديمة والواقع المادي، ويطرح سؤالًا أعمق: هل كل ما نقرأه عن الماضي يجب أن يكون ملموسًا؟ أم أن بعض الرموز تبقى حية في الذاكرة الجماعية، حتى لو لم تُثبتها الحجارة؟

السابق
ماذا تعرف عن هرم سنفرو المائل
التالي
سبب بناء سور الصين العظيم