اليابان

القلاع الفندقية الفاخرة

🏰 الإقامة داخل القلاع اليابانية: رفاهية النبلاء في قلب التاريخ

بعد عامين من العزلة الوطنية بسبب جائحة كورونا، فتحت اليابان أبوابها مجددًا للسياحة العالمية، لتستقبل الزوار بتجربة جديدة وفريدة من نوعها: الإقامة داخل أسوار القلاع التاريخية. هذه المبادرة، التي تُعرف باسم “Castle Stays”، تمثل نقلة نوعية في صناعة السياحة اليابانية، وتستهدف المسافرين الباحثين عن الفخامة والتميز، وتُعيد إحياء التراث الثقافي من خلال تحويل القلاع إلى فنادق فاخرة.

مستوحاة من نموذج “بارادوريس” الإسباني، حيث تم تحويل القلاع والأديرة إلى فنادق راقية، تسعى اليابان إلى استخدام أصولها التاريخية – من قلاع ومعابد – كمرافق إقامة سياحية، مما يعزز التجديد الإقليمي ويحفز الاقتصاد المحلي.

🏰 الموضوع

قلعة أوزو: تجربة النبلاء مقابل مليون ين

في مدينة أوزو بمحافظة إيهيمي، بدأت قلعة أوزو استقبال الزوار في يوليو 2020، وتقدم تجربة إقامة فاخرة في برج القلعة الخشبي الذي أُعيد بناؤه عام 2004. الضيوف يقيمون في غرفة نوم بالطابق الأرضي، ويستمتعون بعشاء فاخر في برج المراقبة المجاور، وإفطار في فيلا غاريو سانسو المصنفة كممتلك ثقافي وطني.

السعر الأساسي هو 550,000 ين للشخص الواحد، وتُروج القلعة بشعار “عش مثل النبلاء مقابل مليون ين”. التجربة تشمل استقبالًا احتفاليًا يُعيد تمثيل وصول الحاكم كاتو ساداياسو عام 1617، بمشاركة السكان المحليين في طقوس ترحيبية تقليدية.

إقرأ أيضا:حديقة سانكيين
القلاع الفندقية الفاخرة
تم تحصين قلعة أوزو للوصول إلى شكلها الحالي في أوائل فترة عصر إيدو (1603-1868). وتمت إزالة أبراج تينشو الرئيسية في عام 1888، ولكن أُعيد بناؤها بالخشب في عام 2004. ويقيم الضيوف في غرفة نوم في الطابق الأرضي من البرج. (الصورة مقدمة من شركة إدارة القيمة)
تبدأ الإقامة في القلعة من الساعة 5:00 مساءً، وبعد إغلاق القلعة أمام الجمهور. يبدأ الدخول بإعادة تمثيل عام 1617 لوصول الحاكم الأول لمدينة أوزو، كاتو ساداياسو، من مقاطعة يوناغو. (مكتب إدراة القيمة)
يرحب السكان المحليون بالضيوف في حفل الافتتاح، حيث يتصرفون كأعضاء في فرقة تحية السلاح وحاملي اللافتات، ويُصدر صوت بوق المحارة أمام الضيف، ”سيد النهار“. (مكتب إدراة القيمة)

قلعة هيرادو: رفاهية على قمة التل

في مدينة هيرادو شمال غرب كيوشو، تُعد قلعة هيرادو أول موقع ياباني يتيح الإقامة داخل القلعة على مدار العام منذ أبريل 2021. الضيوف يقيمون في برج مراقبة من طابقين، ويستمتعون بعشاء فرنسي فاخر وإفطار ياباني تقليدي، وسط تصميم داخلي مستوحى من مدرسة “رينبا” الفنية.

تشمل الأنشطة الاختيارية عروض رقص “هيرادو كاغورا”، حفل شاي بطابع الساموراي، جلسات تأمل بوذية، وكتابة نصوص سوترا. السعر يبدأ من 670,000 ين لزوجين، وتتوفر خدمة ليموزين من مطار فوكوؤكا.

إقرأ أيضا:جبل كايمون
تقع قلعة هيرادو على قمة تل محاطًا بالبحر من ثلاث جهات. وتم تشييدها في عام 1704 كمقر إقامة للحاكم الإقطاعي المحلي ماتسورا تاكاشي. وفي حقبة عصر ميجي (1868-1912)، أمرت الحكومة بهدم القلاع في جميع أنحاء اليابان، بما في ذلك قلعة هيرادو، ولكن أُعيد بناؤها في عام 1962. (نوروشي)
يُقيم السياح في برج المراقبة المكون من طابقين، والذي أُعيد بناؤه بالخرسانة المُسلحة في عام 1977. (نوروشي)
يحتوي الطابق الأول على غرف طعام ومعيشة يابانية حديثة. والحمام، بجدران زجاجية من ثلاث جهات، ويطل على جسر هيرادو أوهاشي. (نوروشي)
تشمل الأنشطة الثقافية الاختيارية إقامة حفل شاي في أجواء الساموراي وممارسة التأمل على طريقة طائفة الـ (زن) البوذية وكتابة نصوص سوترا الدينية. (نوروشي)

قلعة شيمابارا: تجربة بأسعار معقولة

لمن يبحثون عن تجربة مشابهة بأسعار أقل، تقدم قلعة شيمابارا في محافظة ناغازاكي إقامة في عربة نقل مجهزة مقابل 8,800 ين لليلة لشخصين. يمكن أيضًا التخييم داخل أسوار القلعة، والاستمتاع بجولة “قلعة الشعلة” الليلية، التي تُقام غالبًا في ليالي السبت.

تم بناء القلعة في عام 1618 من قبل البنَّاء الشهير ماتسوكورا بونغونوكامي شيغيماسا، وتم هدمها خلال فترة حكومة ميجي، ولكن أُعيد بناؤها في عام 1964، بناءً على السجلات التاريخية. وهي مثال نادر لقلعه بها موقف سيارات داخل أسوار القلعة . (بإذن من مكتب السياحة في مدنية شيمابارا)

مشاريع مستقبلية: فوكوياما وماروغامي

تُجري هيئة السياحة اليابانية استعدادات لفتح المزيد من القلاع كمرافق إقامة، مثل قلعة فوكوياما في هيروشيما، وقلعة ماروغامي في كاغاوا، وقلعة تسوياما في أوكاياما، وقلعة ناكاتسو وأوسوكي في أويتا. تقدم الحكومة إعانات تصل إلى 10 ملايين ين لدعم هذه المشاريع.

إقرأ أيضا:قرية شيراكاوا غو

في فوكوياما، استُضيف معرض للاحتفال بالذكرى 400 للقلعة، وشملت التجربة إقامة لثلاثة أزواج في برج المراقبة، وسط ديكورات تحمل شعارات العشائر الإقطاعية السابقة.

سيقيم الضيوف في برج مراقبة قلعة فوكوياما، وسينامون في غرفة فسيحة في الطابق الثاني. تم تزيين اللوحات بشعارات عائلية للعشائر الإقطاعية السابقة التي كانت تحكم المنطقة، عائلتي ميزونو و آبى.

عش كأحد النبلاء: تجربة الإقامة داخل القلاع اليابانية

في اليابان، حيث يلتقي التاريخ العريق بالفخامة المعاصرة، ظهرت تجربة سياحية جديدة تحمل اسم “Castle Stays” أو “الإقامة داخل القلاع”، وهي دعوة مفتوحة للعيش كأحد النبلاء داخل أبراج القلاع التاريخية. هذه التجربة، التي بدأت بعد رفع القيود السياحية الناتجة عن جائحة كورونا، تستهدف المسافرين الباحثين عن التميز، وتُعيد إحياء التراث الياباني من خلال تحويل القلاع إلى فنادق فاخرة.

في قلعة أوزو بمحافظة إيهيمي، يمكن للضيوف الإقامة في برج خشبي أعيد بناؤه بدقة تاريخية، والاستمتاع بعشاء فاخر في برج المراقبة، وإفطار تقليدي في فيلا مصنفة كممتلك ثقافي وطني. تبدأ التجربة من الساعة الخامسة مساءً، بعد إغلاق القلعة أمام الجمهور، ويُستقبل الضيوف بطقوس تمثيلية تُعيد أجواء القرن السابع عشر، حيث يُرحب بهم السكان المحليون كأنهم “سادة اليوم”، وسط أبواق المحارة وفرق الساموراي.

أما في قلعة هيرادو، شمال غرب كيوشو، فتُقدم تجربة إقامة في برج مراقبة من طابقين، بتصميم داخلي مستوحى من مدرسة “رينبا” الفنية، مع جداريات لفراشات وأزهار الكرز. تشمل التجربة عشاء فرنسي بمكونات محلية، إفطار ياباني فاخر، وأنشطة ثقافية مثل التأمل، حفلات الشاي، وكتابة نصوص بوذية. السعر يبدأ من 670,000 ين لزوجين، وتتوفر خدمة ليموزين من مطار فوكوؤكا.

ولمن يبحث عن تجربة بأسعار معقولة، تقدم قلعة شيمابارا إقامة في عربة نقل مجهزة مقابل 8,800 ين لليلة، مع إمكانية التخييم داخل أسوار القلعة، وجولات ليلية مشتعلة بالشعلات.

تُعد هذه التجارب جزءًا من توجه أوسع لاستخدام التراث الثقافي في التنمية السياحية، حيث تُشجع هيئة السياحة اليابانية الشركات على تحويل القلاع إلى مرافق إقامة، وتقدم إعانات تصل إلى 10 ملايين ين. وتشمل المشاريع المستقبلية قلاع فوكوياما، ماروغامي، تسوياما، ناكاتسو، وأوسوكي، مما يعزز من انتشار هذه الفكرة في مختلف أنحاء اليابان.

الإقامة داخل القلاع ليست مجرد رفاهية، بل هي مشاركة حقيقية في الحفاظ على التراث، وتجربة غامرة تعيد للزائر شعور النبلاء، وسط جدران شهدت قرونًا من التاريخ. إنها فرصة للعيش داخل قصة، داخل إرث، داخل لحظة لا تُنسى.

سفير سان مارينو في اليابان، مانليو كادلو، وزوجته يرتديان درع الساموراي أثناء إقامتهما في القلعة. (كيودو)

🗺️ إضافات مهمة: السياحة الثقافية والتنمية الإقليمية

تُعد هذه المبادرات جزءًا من توجه أوسع لاستخدام التراث الثقافي في التنمية السياحية، على غرار نموذج “ألبيرغو ديفوزو” الإيطالي، الذي يحول المباني التاريخية إلى غرف فندقية متفرقة داخل المدن القديمة. اليابان، التي كانت تركز سابقًا على الحفاظ المعماري، بدأت الآن في تفعيل هذه الأصول كمرافق سياحية بالتعاون بين القطاعين العام والخاص.

✨ تجربة لا تُنسى

الإقامة داخل القلاع اليابانية ليست مجرد ليلة فاخرة، بل هي رحلة إلى قلب التاريخ، وتجربة ثقافية غنية تعيد إحياء روح الساموراي والنبلاء. إنها فرصة للعيش وسط الجدران التي شهدت قرونًا من الأحداث، والاستمتاع بجماليات العمارة اليابانية، والمشاركة في جهود الحفاظ على التراث. سواء كنت تبحث عن الفخامة أو الأصالة، فإن “Castle Stays” تقدم لك تجربة لا تُنسى في أحضان التاريخ.

السابق
مدينة كوتشي ملتقى الطبيعة والتاريخ
التالي
فيزا زيارة الأقارب لأمريكا