كيف يعمل جهاز الرنين المغناطيسي
جدول المحتويات
كيف يعمل جهاز الرنين المغناطيسي؟ سؤال يفتح الباب لفهم واحدة من أكثر تقنيات التصوير الطبي دقةً وتطورًا. يُستخدم جهاز الرنين المغناطيسي (MRI) لتصوير الأنسجة الداخلية للجسم، مثل المفاصل، العضلات، الغضاريف، والأوتار، والتي يصعب رؤيتها باستخدام الأشعة السينية أو التصوير بالموجات فوق الصوتية. يعتمد هذا الجهاز على مزيج من المجال المغناطيسي القوي والترددات الراديوية لتكوين صور عالية الدقة، دون الحاجة إلى تدخل جراحي أو تعريض الجسم للإشعاع المؤين.
مبدأ عمل جهاز الرنين المغناطيسي
يعتمد جهاز الرنين المغناطيسي على تفاعل البروتونات الموجودة في ذرات الهيدروجين داخل جسم الإنسان مع المجال المغناطيسي. بما أن الماء يُشكل نسبة كبيرة من مكونات الجسم، فإن البروتونات الموجودة في جزيئات الماء تُعد مثالية لهذا النوع من التصوير.
عند تشغيل الجهاز، يُصدر مجالًا مغناطيسيًا قويًا جدًا، أقوى آلاف المرات من المغناطيسات المنزلية، مما يجعل البروتونات تدور في اتجاه معين. بعد ذلك، يُرسل الجهاز نبضات من الترددات الراديوية، فتقوم البروتونات بامتصاص هذه الطاقة وتغيّر اتجاه دورانها. عندما تتوقف النبضات، تعود البروتونات إلى وضعها الطبيعي، وتُصدر موجات راديوية تُلتقط بواسطة مستقبلات خاصة داخل الجهاز، ثم تُحوّل هذه الإشارات إلى صور رقمية تُظهر تفاصيل دقيقة للأنسجة.
للمزيد من المعلومات التقنية، يمكنك زيارة صفحة الرنين المغناطيسي على ويكيبيديا.
إقرأ أيضا:ما هو الجيل الخامس للاتصالات 5Gكيف يعمل جهاز الرنين المغناطيسي وتاريخ ظهور الجهاز
بدأت قصة الرنين المغناطيسي عام 1946م، عندما اكتشف العالمان فيليكس بلوخ وإدوارد بورسيل ظاهرة الرنين المغناطيسي بشكل مستقل. حصل كلاهما على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1952م تقديرًا لهذا الاكتشاف. في البداية، استُخدمت هذه التقنية في التحليلات الكيميائية والفيزيائية فقط.
وفي عام 1971م، قام الطبيب والعالم ريمون دماديان بإثبات إمكانية استخدام الرنين المغناطيسي لتشخيص الأورام، مما فتح المجال أمام تطوير أجهزة التصوير الطبي. ومع تطور الحواسيب في عام 1973م، أصبح بالإمكان تحويل الإشارات المغناطيسية إلى صور دقيقة، واستمرت هذه التقنية في التطور حتى أصبحت من أهم أدوات التشخيص في الطب الحديث.
استخدامات جهاز الرنين المغناطيسي
يُستخدم جهاز MRI في العديد من التطبيقات الطبية، منها:
- تصوير الدماغ والحبل الشوكي.
- تشخيص إصابات المفاصل والعضلات.
- الكشف عن الأورام والأنسجة غير الطبيعية.
- تقييم حالة القلب والأوعية الدموية.
- متابعة تطور الأمراض المزمنة.
ما يُميز هذه التقنية هو قدرتها على التصوير دون استخدام إشعاع مؤين، مما يجعلها آمنة نسبيًا مقارنةً بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي.
مخاطر استخدام جهاز الرنين المغناطيسي
رغم أن جهاز الرنين المغناطيسي لا يُصدر إشعاعًا ضارًا، إلا أن هناك بعض الاحتياطات التي يجب مراعاتها:
إقرأ أيضا:طريقة ضبط اعدادات الراوتر- المجال المغناطيسي القوي: قد يجذب الأجسام المعدنية مثل المفاتيح أو الأدوات الجراحية، مما يُشكل خطرًا على المريض والجهاز.
- الضوضاء العالية: يصدر الجهاز أصواتًا مزعجة أثناء التصوير، لذا يُنصح بارتداء واقيات للأذن.
- ارتفاع درجة الحرارة: قد تؤدي الترددات الراديوية إلى زيادة طفيفة في حرارة الجسم، خاصة في الفحوصات الطويلة.
- التحفيز العصبي: في حالات نادرة، قد يشعر المريض بوخزات أو انقباضات عضلية نتيجة تغيرات المجال المغناطيسي.
لهذا السبب، يُطلب من المرضى إزالة أي معدن قبل الدخول إلى غرفة التصوير، ويُمنع دخول الأشخاص الذين لديهم أجهزة معدنية مزروعة مثل منظم ضربات القلب.
إقرأ أيضا:كيف أفتح اللابتوب اذا نسيت الباسوردخاتمة
في الختام، فإن معرفة كيف يعمل جهاز الرنين المغناطيسي تُساعدنا على تقدير هذه التقنية الثورية التي غيّرت عالم التشخيص الطبي. من خلال استخدام المجال المغناطيسي والترددات الراديوية، يُمكن للطبيب رؤية تفاصيل دقيقة داخل الجسم دون الحاجة إلى تدخل جراحي أو تعريض المريض للإشعاع. ومع استمرار التطور في هذا المجال، يُتوقع أن تصبح أجهزة الرنين المغناطيسي أكثر دقة وسرعة، مما يُحسن من جودة الرعاية الصحية حول العالم.
