📘 رواية ذاكرة الجسد: أحلام مستغانمي تكتب وجع الجزائر بلغة الحب والحنين

في عالم الأدب العربي، تبرز رواية “ذاكرة الجسد” كواحدة من أبرز الأعمال التي مزجت بين التاريخ والوجدان، وبين الحب والخذلان، بأسلوب شعري ساحر لا يشبه إلا صاحبة القلم، الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي. صدرت الرواية عام 1997، وحازت بفضلها على جائزة نجيب محفوظ، وحققت نجاحًا جماهيريًا واسعًا، حيث تجاوزت مبيعاتها ثلاثة ملايين نسخة، لتصبح من أكثر الروايات العربية تداولًا وتأثيرًا في العصر الحديث.

📖 الرواية:

تدور أحداث الرواية حول خالد بن طوبال، رسام جزائري فقد ذراعه في الحرب، لكنه لم يفقد قدرته على التعبير، فظل يرسم ليبوح بما لا يُقال. يقع خالد في حب حياة، ابنة رفيقه في النضال ضد الاحتلال الفرنسي، لكنها كانت مغرمة بصديق خالد، الذي شاركهم ذات النضال. هذا التداخل العاطفي والسياسي يُشكل نسيج الرواية، حيث تتقاطع الذاكرة مع الجسد، ويصبح الحب مرآة للخذلان، والوطن خلفية للوجع.

ورغم أن بعض النقاد وصفوا الرواية بأنها عادية، إلا أن اسمها الغريب، وسردها المختلف، جعلها تحظى برواج كبير في بيروت، عمان، تونس، البحرين، والمغرب. وقد اعتمدتها عدة جامعات عربية وأوروبية كمادة دراسية، منها الجامعة الأمريكية في بيروت، وجامعة ليون الفرنسية، كما دُرست نصوص منها في امتحانات البكالوريا في لبنان عام 2003.

افتتحت أحلام الرواية بإهداء مؤثر للشاعر مالك حداد، ولأبيها الراحل، الذي كان مصدر إلهامها. وقد تحولت الرواية إلى مسلسل تلفزيوني من 30 حلقة، عُرض في رمضان عام 2010، كما تُرجمت إلى عدة لغات منها الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية، الصينية، والكردية.

نال العمل إعجاب كبار الأدباء، وعلى رأسهم الشاعر نزار قباني، الذي قال عنها إنها “دوخته”، وهو أمر نادر في حياته الأدبية. وصف نصوصها بأنها تشبهه في الحنان والتوتر والتوحش والشهوانية، وأنها خارجة على القانون، وشرف له أن يوقع اسمه تحتها. وأكد أنها اختصرت التاريخ والوجع الجزائري كله في سطور كتاب واحد.

🎯 الإضاءة الختامية:

رواية “ذاكرة الجسد” ليست مجرد قصة حب، بل شهادة أدبية على زمنٍ مضطرب، وعلى وطنٍ جريح، وعلى ذاكرة لا تنسى. هي عمل فني يخلّد الوجع الجزائري بلغة أنثوية جريئة، ويمنح القارئ فرصة للتأمل في الذات والهوية والحب.