مصاص الدماء حقيقة أم خيال

📌 مصاص الدماء – بين الأسطورة والطب والأساطير القديمة

🧛‍♂️ مصاص الدماء: حقيقة أم خيال؟

مصاص الدماء هو شخصية خرافية ظهرت في الأساطير القديمة، وتُصوّر على أنه كائن شيطاني يتغذى على دماء البشر. وقد تحوّلت هذه الشخصية إلى رمز سينمائي عالمي، ألهم مئات الأفلام والروايات، وأصبح جزءًا من الثقافة الشعبية.

لكن هل هناك تفسير علمي لهذه الظاهرة؟ وهل يمكن أن يكون لها جذور في الواقع؟

🧬 التفسير الطبي لحالة مصاصي الدماء

في بعض الحالات، اتُّهم أشخاص بأنهم مصاصو دماء، بعد أن شوهدوا يمصون دماء ضحايا فاقدي الوعي. وقد فسّر العلم الحديث هذه الظاهرة بأنها مرتبطة بمرض يُعرف باسم البورفيريا، وهو اضطراب نادر في الدم يسبب:

• شحوب الجلد
• حساسية مفرطة لأشعة الشمس
• انحسار اللثة
• تشوهات جلدية وبطنية

بسبب هذه الأعراض، يشعر المصاب بإرهاق شديد، وقد يلجأ نظريًا إلى تناول الدماء لتعويض النقص، لكن لا يوجد أي إثبات علمي بأن المصابين بهذا المرض هم مصاصو دماء حقيقيون.

🏺 مصاص الدماء في أساطير بلاد الرافدين

في حضارة بابل، ظهرت شخصية ليليث، وهي شيطانة تمتص دماء البشر، وخصوصًا الرضّع. في الثقافة اليهودية، تُصوّر ليليث على أنها زوجة آدم الأولى، التي رفضت الخضوع له، فطُردت من الجنة، وأصبحت ملكة الشياطين.

لحماية الأطفال منها، كان الأهالي يعلّقون طلاسم على المهد، لطرد الأرواح الشريرة.

كما ظهرت شخصية أماشتو، ابنة الإله “أنو”، وهي كائن مرعب برأس أسد وجسم حمار، تمتص الدماء، لكنها تحمي الحوامل، ثم تخطف الطفل بعد الولادة، وتأكله وتشرب دمه.

🕉️ مصاص الدماء في أساطير الهند

في الأساطير الهندية، ظهرت مخلوقات تُشبه الغول، تُعرف باسم فيتالا، تعيش داخل الجثث، وتُثير الرعب في القرى.

كما ورد ذكر الإلهة كالي، التي تُصوّر بأربعة أذرع، وطوق من الجماجم، وتعيش في المقابر، وتُقدّم لها القرابين من الدماء. بُنيت لها معابد قرب المقابر، بسبب ارتباطها بالدماء والجثث، وهي تُجسّد الجانب المدمر والغامض من الحياة والموت.

✨ الخاتمة والعبرة

مصاص الدماء ليس مجرد كائن خرافي، بل هو مرآة للخوف البشري من الموت، والمرض، والظلام. سواء في الأساطير أو في الطب، تبقى هذه الشخصية رمزًا للغموض والرهبة، وتُجسّد صراع الإنسان مع ما لا يُفسَّر.