حكايات من التراث

🧺 نص نصيص والغولة ذات العشاء المسموم

في قرية صغيرة تحيط بها أشجار الزيتون وتغفو على كتف جبل، كانت هناك امرأة طيّبة، لكنها حزينة، إذ لم يُرزقها الله بطفل يملأ بيتها ضحكًا. وفي يوم من الأيام، سمعت عن تفاحٍ يُقال إنه يُعين النساء على الحمل، فاشترت تفاحة من السوق، وأكلت نصفها، واحتفظت بالنصف الآخر.

وبعد أشهر، أنجبت طفلًا صغيرًا بحجم نصف تفاحة، فسمّته نص نصيص.

🧳 بداية الرحلة

كبر نص نصيص قليلًا، لكنه ظل صغير الحجم، خفيف الحركة، ذكيًّا بالفطرة. وفي أحد الأيام، قرر أن يخرج في رحلة مع صديقه بحثًا عن الرزق والمعرفة. حمل حقيبته الصغيرة، وودّع والدته، وانطلقا معًا في طريقٍ طويلٍ عبر الغابات والوديان.

🌒 العقدة: الغولة في الطريق

حين حلّ الظلام، وجدا كوخًا قديمًا في طرف الغابة، فقررا أن يبيتا فيه. لم يعلما أن الكوخ تسكنه غولة شريرة، تتظاهر بالكرم، لكنها تطهو الطعام لتسمّن ضيوفها، ثم تلتهمهم ليلًا.

قدّمت لهما الغولة عشاءً دسمًا، وابتسمت ابتسامةً خبيثة، لكن نص نصيص، بعينيه اللامعتين، لاحظ شيئًا مريبًا في نظراتها.

🧠 الحبكة: الحيلة الذكية

قرر نص نصيص أن ينام في سلة معلّقة في سقف الغرفة، بينما نام صديقه على السرير. وقبل النوم، خبّأ نص نصيص بعض حبات الفول في جيبه.

وفي كل مرة اقتربت فيها الغولة من صديقه لتأكله، أخرج نص نصيص حبة فول، وأحدث صوتًا خفيفًا، فتظن الغولة أن أحدًا يراقبها، فتتراجع.

تكرر الأمر طوال الليل، حتى أشرقت الشمس، وفشلت الغولة في تنفيذ خطتها.

🏃‍♂️ الذروة والخاتمة

مع أول خيوط الفجر، أيقظ نص نصيص صديقه، وهربا من الكوخ بسرعة، عائدين إلى القرية. استقبلهما الناس بالدهشة والإعجاب، وسرعان ما أصبح نص نصيص رمزًا للذكاء والشجاعة، رغم حجمه الصغير.

🔍 التحليل الرمزي