📖 خُفيّ حُنين – حكاية الإخفاق والانتقام الذكي
جدول المحتويات
🧵 الفصل الأول: الحرفي المغبون
في مدينة الحيرة، كان يعيش رجل يُدعى حُنين، اشتهر بصناعة الأحذية، وكان دكانه مقصدًا للناس من كل مكان. لم يكن حُنين مجرد صانع، بل فنان في الجلد والخياطة، يضع في كل زوج من الأحذية شيئًا من روحه.
في أحد الأيام، دخل عليه أعرابي يركب بعيرًا، وبدأ يتفحّص الأحذية، يُجادل في السعر، يُساوم، يُطيل الحديث، ثم خرج دون أن يشتري شيئًا، وكأن شيئًا لم يكن.
غضب حُنين، ليس فقط لأن الأعرابي لم يشترِ، بل لأنه عطّله عن زبائنه، وأضاع عليه يومًا من الرزق.
🪤 الفصل الثاني: الحيلة
قرر حُنين أن ينتقم، لا بالشتائم، ولا بالضرب، بل بالحيلة. سلك طريقًا جانبيًا، سبق فيه الأعرابي، ووضع أحد خفيه على الطريق، ثم الثاني على بعد أمتار، واختبأ يراقب.
مرّ الأعرابي، فرأى الخف الأول وقال: “ما أشبهه بخُف حُنين، لو وجدت الثاني لأخذته.” ومضى.
ثم رأى الثاني، فقال: “هذا هو الآخر، سأعود للأول.” وترك دابته مكانه.
وهنا، خرج حُنين من مخبئه، أخذ الدابة، وهرب بها.
🐪 الفصل الثالث: العودة بخُفيّ حُنين
عاد الأعرابي إلى مكان الخف الأول، فوجده، لكنه لم يجد دابته. بحث، نادى، ثم يئس. عاد إلى أهله، فسألوه: “ماذا جلبت لنا من السفر؟”
إقرأ أيضا:قصة عن الامقال: “جلبت لكم خُفيّ حُنين.”
ومنذ ذلك اليوم، صار هذا المثل يُقال لكل من يعود من سعيه خائبًا، أو من صفقةٍ خاسرًا، أو من رحلةٍ بلا جدوى.
🧠 التحليل الرمزي
الرمز | الدلالة |
---|---|
حُنين | الحرفي الذي يُدافع عن كرامته بالحيلة |
الأعرابي | الزبون المتهاون، الذي لا يُقدّر وقت الآخرين |
الخفان | رمز للفرصة الضائعة، أو للصفقة الفارغة |
الدابة | المكسب الحقيقي الذي ضاع بسبب الطمع أو الغفلة |
المثل لا يُجسّد فقط الإخفاق، بل يُحذّر من سوء التصرف، ومن التهاون في تقدير الآخرين، ومن الغفلة التي تُفقد الإنسان ما هو أثمن من الخُفّين.
✨ الرسالة العميقة
- لا تستهين بوقت الآخرين، فقد يكون أغلى من المال.
- لا تكن طمّاعًا في المساومة، فتخسر ما هو أثمن.
- لا تترك ما تملك من أجل ما لا تملك.
- لا تيأس بسرعة، فاليأس يُفقدك القدرة على المحاولة.
لو بحث الأعرابي قليلًا، لوجد دابته، وربما استعادها، لكنه استسلم، فعاد بخُفيّ حُنين.
إقرأ أيضا:حكاية بائعة الكبريت