قصص عربية

حكاية بائعة الكبريت

🔥 قصة قصيرة من تأليف هانز كريستيان أندرسن (1845م)

تُعدّ من أبرز القصص التي تناولت معاناة الأطفال في المجتمعات الفقيرة، بأسلوب خيالي مؤلم، يدمج الواقع بالقلب الحالم.

في ليلة رأس السنة، تسير فتاة صغيرة فقيرة في شوارع المدينة الباردة، حافية القدمين، تحمل أعواد الكبريت لتبيعها. لا أحد يشتري منها، ولا أحد يلاحظها. ومع كل عود تشعله، ترى حلمًا دافئًا يضيء لها لحظة من الأمل، قبل أن ينطفئ ويعود بها إلى واقعها القاسي.

🧊 تفاصيل الأحداث

في ليلةٍ باردةٍ من ليالي الشتاء، كانت الثلوج تتساقط بهدوء فوق المدينة، تُغطي الأرصفة والمنازل، وتُضيء السماء بألعاب نارية احتفالاً برأس السنة. وبين هذا البهاء، كانت هناك طفلة صغيرة تسير وحدها في الشوارع، ترتجف من البرد، وتحمل في يدها علبة صغيرة مليئة بأعواد الكبريت.

كانت الطفلة جميلة، ذات شعر أشقر طويل، لكنها كانت حافية القدمين، فقد فقدت حذاءها في الطريق، ولم تجد من يلتفت إليها أو يشتري منها شيئاً. كانت تخشى العودة إلى بيتها، لأن والدها القاسي قد أمرها أن تبيع الكبريت، ولن يرضى بعودتها فارغة اليدين.

جلست الطفلة في زاوية بين منزلين، تحاول الاحتماء من الرياح، وبدأت تُشعل أعواد الكبريت واحداً تلو الآخر، علّها تجد بعض الدفء.

أشعلت العود الأول، فرأت مدفأة كبيرة تتوهج أمامها، شعرت بالدفء، ومدّت يديها نحو اللهب، لكن العود انطفأ، واختفى الحلم.

إقرأ أيضا:ما تبقى لكم

أشعلت العود الثاني، فرأت مائدة طعام فاخرة، مليئة بالدجاج المشوي، والفواكه، والحلوى. كادت أن تتذوقها، لكن العود انطفأ، وعادت إلى الجوع.

أشعلت الثالث، فرأت شجرة عيد الميلاد تتلألأ بالأضواء، والألعاب النارية تملأ السماء. كانت لحظة ساحرة، لكنها لم تدم، فانطفأ العود، وعادت الظلمة.

ثم تذكّرت جدتها الحنونة، التي كانت تحبها وتحتضنها، والتي رحلت إلى السماء منذ زمن. شعرت بالحنين، وأشعلت عوداً آخر، فرأت جدتها تبتسم لها، تقترب منها، تمدّ يديها لتأخذها.

صرخت الطفلة: “خذيني إليك يا جدتي، لا أريد أن أبقى هنا، لا برد، لا جوع، لا خوف.”

أشعلت كل أعواد الكبريت دفعة واحدة، كي لا تختفي جدتها، وفي آخر ومضة من الضوء، احتضنتها الجدة، وارتفعت بها إلى السماء، حيث لا ألم، ولا فقر، ولا دموع.

وفي صباح اليوم التالي، وجدها المارة جالسة في الزاوية، ميتة، لكن على وجهها ابتسامة هادئة، كأنها كانت تحلم بشيء جميل.

✍️ تأثير القصة في الأدب

  • الرسالة الإنسانية القصة تُسلّط الضوء على قسوة الفقر، وإهمال الأطفال، وتُظهر كيف يمكن للحلم أن يكون ملاذاً أخيراً.
  • الانتشار العالمي تُرجمت إلى عشرات اللغات، وأُنتجت منها أفلام كرتونية ومسرحيات ومقطوعات موسيقية.
  • الأسلوب الأدبي استخدم أندرسن الرمزية ببراعة: أعواد الكبريت تمثل الأمل، والضوء، والحياة، بينما الظلام هو الفقر والموت.
  • التأثير الثقافي ألهمت القصة كتّاباً في أوروبا وآسيا، وأصبحت رمزاً للطفولة المهمّشة.

🕯️ النهاية

في صباح اليوم التالي، وجد المارة الطفلة ميتة في الزاوية، وعلى وجهها ابتسامة هادئة. لم يعرفوا أنها كانت تحلم، وأنها رحلت إلى عالم أفضل مع جدتها. النهاية حزينة، لكنها تحمل طيفاً من السعادة الروحية، حيث الموت كان خلاصاً من الألم.

إقرأ أيضا:تلخيص قصة الزيتون لا يموت

“لقد ماتت الطفلة، لكن روحها أضاءت السماء بأحلامها الصغيرة.”

السابق
قصة ليلى وقيس
التالي
تلخيص قصة نجل الفقير