🪙 العنوان: جحا والقاضي… حين يُردّ الكف بالحيلة
في سوقٍ يعجّ بالتجار والفضوليين، يتجوّل جحا كعادته، يسأل عن السلع دون أن يشتري، فيثير ضيق البعض وفضول الجميع. لكن أحدهم يقرر أن يُضحك السوق على حساب جحا، فيُبرم خطةً ماكرة، ويظن أن جحا لن يردّ له الصفعة. غير أن جحا، بطرافته وذكائه، يُحوّل الموقف إلى درسٍ لا يُنسى.
📖 القصة
في أحد الأيام، خرج جحا إلى السوق يتجوّل بين الحوانيت، يسأل عن الأسعار، يتأمل البضائع، ويثير ضيق بعض التجار الذين اعتادوا عليه دون أن يشتري شيئًا. كان هناك رجلٌ في السوق يضمر لجحا شيئًا من الحقد، فأراد أن يُضحك الناس عليه، ويُعلّمه درسًا لا يُنسى. فتراهن مع التجار على أنه سيضرب جحا كفًا على وجهه، ولن يستطيع جحا أن يردّ له الصفعة أو يأخذ حقه.
انتظر الرجل اللحظة المناسبة، حتى انحنى جحا ليتفحص سلعة على الأرض، فانقض عليه من الخلف، وصفعه صفعة قوية أطارت عمامته، وأربكت وقفته. التفت جحا مذهولًا، فوجد الرجل يعتذر، ويقول إنه ظنه شخصًا آخر سرق منه بضاعة قديمة، وأنه يشبهه في اللباس والهيئة. حاول جحا أن يردّ الصفعة، لكن التجار تدخلوا، وأقسموا أن الرجل صادق، فطلب جحا أن يُعرض الأمر على قاضٍ من السوق.
إقرأ أيضا:قصة الف ليلة وليلةاختار جحا أحد كبار التجار ليحكم بينهما، لكنه لم يكن يعلم أن هذا التاجر يكرهه، وكان قد اتفق سرًا مع الرجل على خداعه. بدأ التاجر التحقيق، وسأل الرجل عن سبب ضربه لجحا، فأعاد نفس القصة. ثم سأله إن كان قد طلب السماح، فأجاب بالإيجاب. التفت التاجر إلى جحا وسأله: هل تقبل الاعتذار؟ فأجاب جحا بالنفي، وقال إنه يريد ردّ اعتباره.
فقال التاجر: “إذن، على الرجل أن يدفع عشرين دينارًا لجحا كتعويض.” ارتبك الرجل، وقال إنه لا يملك المال الآن. فغمز له التاجر خفية، وقال له: “اذهب وأحضر المال، وجحا سينتظرك هنا.” وافق الرجل وانصرف، وبقي جحا ينتظر، وساعات تمرّ دون أن يعود.
بدأ الشك يتسلل إلى قلب جحا، وتذكّر غمزة التاجر، فذهب إليه غاضبًا، وصفعه صفعة قوية أطارت عمامته، وقال له: “خذ هذه الصفعة، واذهب إلى غريمي، واطلب منه العشرين دينارًا، فهي لك، حلالٌ عليك.” ثم انصرف، وترك السوق في دهشة وضحك لا يُنسى.
إقرأ أيضا:قصة جحا والحمار🏁 النهاية المتوقعة
جحا، رغم بساطته، لا يُخدع بسهولة. قد يبدو ساذجًا، لكنه يملك من الذكاء ما يكفي ليُفاجئ الجميع. في النهاية، يُلقّن الرجل والتاجر درسًا في الحيلة والكرامة، ويُثبت أن من يظن نفسه أذكى من جحا، عليه أن يُعيد التفكير مرتين.