قصص دينية

ما هي قصة ذي القرنين

📜 ذو القرنين: الملك العادل وباني السد العظيم

من أعظم القصص التي وردت في القرآن الكريم، قصة ذو القرنين، التي جاءت في سورة الكهف من الآية 83 إلى 98. قصة رجل آتاه الله من كل شيء سببًا، فسار في الأرض شرقًا وغربًا، ينشر العدل، ويقيم الحق، ويواجه الفساد، حتى بلغ أقوامًا لا يُفهم كلامهم، فبنى لهم سدًا يحميهم من يأجوج ومأجوج. إنها قصة القيادة الصالحة، والعقل الحكيم، والسلطة التي لم تفسد صاحبها.

🧭 نبذة عن ذو القرنين

ذو القرنين هو رجل صالح، ملك عادل، آتاه الله القوة والتمكين في الأرض، وسار بجيوشه ينشر دعوة التوحيد ويقيم العدل. سُمي “ذو القرنين” إما لضربتين أصابتا رأسه، أو لأنه بلغ قرني الشمس، أي مشرقها ومغربها. وقد اختلف العلماء في تحديد هويته، فقيل إنه الإسكندر الأكبر، أو كورش الكبير، أو غيرهم، لكن القرآن لم يحدد اسمه، بل ركّز على عدله وإنجازاته، وهذا هو الأهم.

📖 القصة الكاملة كما وردت في القرآن الكريم

سأل الناس النبي ﷺ عن ذو القرنين، فأنزل الله قوله: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا﴾ (الكهف: 83)

بدأ ذو القرنين رحلته غربًا، حتى بلغ مغرب الشمس، فوجدها تغرب في عين حمئة، وهناك وجد قومًا، فألهمه الله أن له الخيار في معاملتهم، فقال: ﴿أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ﴾ (الكهف: 87–88)

إقرأ أيضا:أين موقع قوم لوط

ثم توجه إلى المشرق، فوجد قومًا لا يستترون من الشمس، فحكم فيهم بالعدل كما فعل مع أهل الغرب.

ثم بلغ بين السدين، فوجد قومًا لا يكاد يُفهم كلامهم، فطلبوا منه أن يبني سدًا يحميهم من يأجوج ومأجوج، مقابل مال، فقال: ﴿مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ﴾ (الكهف: 95)

فجمع الحديد، وساوى بين الجبلين، ثم أوقد النار عليه، وسكب النحاس المذاب، فصار سدًا عظيمًا، وقال: ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾ (الكهف: 97)

ثم قال: ﴿هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ﴾ (الكهف: 98)

📌 نقاط مهمة

  • ذو القرنين لم يكن مجرد ملك، بل كان داعية إلى الله، ينشر التوحيد ويقيم العدل.
  • لم يأخذ مالًا مقابل بناء السد، بل اعتبر التمكين من الله خيرًا له.
  • استخدم الحديد والنحاس في بناء السد، وهي تقنية هندسية متقدمة.
  • يأجوج ومأجوج قوم مفسدون، والسد كان حاجزًا بينهم وبين الناس.
  • القرآن ركّز على عدله وحكمته، لا على اسمه أو نسبه.

📚 معلومات إضافية

الجانب التفاصيل
موقع القصة في القرآن سورة الكهف، الآيات 83–98
أبرز إنجازاته بناء سد يأجوج ومأجوج، الحكم بالعدل شرقًا وغربًا
صفاته القوة، الحكمة، الزهد، التواضع، الرحمة
هوية ذو القرنين غير محددة، وقيل إنه الإسكندر أو كورش أو غيرهما
هدفه نشر التوحيد، رفع الظلم، حماية الضعفاء

🏁 الخاتمة

قصة ذو القرنين ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي نموذج للحاكم الصالح الذي يسير في الأرض بالعدل، ويستخدم قوته لنصرة الحق، لا للبطش والتسلط. إنها دعوة لكل من أوتي سلطة أن يتقي الله في رعيته، وأن يجعل من حكمه وسيلة للخير، لا للغرور. وقد خلدها القرآن لتكون عبرة للأمم، ومثالًا يُحتذى في القيادة والرحمة.

إقرأ أيضا:كيف مات قابيل
السابق
حادثة الإفك كاملة
التالي
عذاب قوم ثمود