🏷️ سالم مولى أبي حذيفة – من الرق إلى الريادة في الإسلام
جدول المحتويات
🟢 نسبه ومولده
سالم رضي الله عنه من أهل فارس، من بلدة اصطخر، وكان عبدًا لامرأة من الأنصار تُدعى بثينة بنت يعار (وقيل: ثبيتة)، زوجة الصحابي الجليل أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة. أعتقته بثينة دون أن تشترط عليه شيئًا، فكان سائبة، أي حرًا غير مقيّد بشرط ولاء. تبنّاه أبو حذيفة، فصار يُعرف بـ”سالم بن أبي حذيفة”، حتى نزل قوله تعالى: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ﴾ (الأحزاب: 5) فأُعيدت الأنساب إلى أصولها، وبقي سالم من موالي المسلمين وإخوانهم في الدين.
إقرأ أيضا:قصة ذي القرنين💍 زواجه ومكانته عند أبي حذيفة
كان أبو حذيفة يحب سالمًا حبًا شديدًا، حتى زوّجه من فاطمة بنت الوليد بن عتبة، ابنة أخيه، وهذا يدل على مكانة سالم في قلبه، وعلى أن الإسلام لا يفرّق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى.
🕋 إسلامه وهجرته
أسلم سالم في مكة مبكرًا، وكان من السابقين، وهاجر إلى المدينة قبل هجرة النبي ﷺ، وكان من أوائل من أقام الصلاة في مسجد قباء، حتى أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانوا يصلّون خلفه، لما عُرف عنه من حفظٍ للقرآن وإتقانٍ للفقه.
⚔️ جهاده وغزواته
شهد سالم جميع الغزوات مع النبي ﷺ، ولم يتخلّف عن واحدة منها، ومنها:
- بدر
- أحد
- بني النضير
- بني قريظة
- الأحزاب
- الحديبية (وبيعة الرضوان)
- فتح مكة
- حنين والطائف
- مؤتة
وقد قال الله تعالى فيه وفي من بايعوا تحت الشجرة: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ…﴾ (الفتح: 18)
إقرأ أيضا:تلخيص قصة أصحاب الكهف⚖️ موقفه من الأسرى
في إحدى المعارك، أراد خالد بن الوليد أن يقتل الأسرى بعد أن أمّنهم، فاعترضه سالم، وقال له إن ذلك لا يجوز في دين الله. ولما بلغ ذلك النبي ﷺ، أيد موقف سالم، وذم فعل خالد، وقال وهو يستقبل القبلة: “اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد”
إقرأ أيضا:قصة هلاك قوم عادوهذا الموقف يُظهر فقه سالم، وجرأته في قول الحق، وإنصافه للضعفاء، حتى في وجه القادة.
📌 الخاتمة
سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه كان مثالًا حيًا على أن الإسلام يرفع من يشاء، لا بالمال ولا بالنسب، بل بالإيمان والعلم والجهاد. من عبدٍ فارسي إلى إمامٍ للمهاجرين، ومن تابعٍ إلى معترضٍ على القادة في الحق، ومن حافظٍ للقرآن إلى شهيدٍ في سبيل الله. فسلامٌ عليه، وعلى كل من جعل القرآن إمامه، والحق طريقه، والجهاد سبيله.