قصص دينية

إرسال هود إلى قوم عاد

🏷️ هود عليه السلام – دعوة التوحيد في أرض القوة والجبروت

في زمنٍ طغى فيه الجهل، واستكبر فيه البشر بقوتهم، بعث الله نبيه هود عليه السلام إلى قوم عاد، الذين سكنوا الأحقاف، وكانوا من أشدّ الناس بأسًا، وأعظمهم في البنيان. لكنهم عبدوا الأصنام، وظنوا أن قوتهم تحميهم من كل شيء، فكانت دعوة هود إليهم دعوة للتوحيد، وللتوبة، وللرجوع إلى الله.

📖 دعوة هود إلى قومه

كان هود عليه السلام من قبيلة الخلود، متوسط النسب، لكنه عظيم الرسالة. أرسله الله إلى قوم عاد، فقال لهم: ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ (الأعراف: 65) دعاهم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأحجار التي لا تنفع ولا تضر، وذكّرهم بأن الله هو الذي خلقهم، ورزقهم، ويحييهم ويميتهم.

🧠 حجج هود ومثاله بقوم نوح

استمر هود في دعوته، وضرب لهم مثلًا بقوم نوح الذين كذبوا نبيهم، فكان مصيرهم الغرق. قال لهم: ﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ۝ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ۝ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ﴾ (الشعراء: 128–130) وبيّن لهم أن القوة لا تُغني عن الإيمان، وأن من استكبر عن عبادة الله، فمصيره الهلاك مهما بلغ من عزٍّ وسلطان.

إقرأ أيضا:قصة ابو ايوب الانصاري

🌧️ بشرى هود لمن آمن

رغّبهم هود في التوبة، وقال لهم إن الله سيزيدهم قوةً إلى قوتهم، ويرسل عليهم المطر، ويبارك لهم في أرزاقهم، إن هم آمنوا واستغفروا. قال تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ (هود: 52)

لكنهم كذبوه، وقالوا: ﴿إِن نَّقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ﴾ (هود: 54) فردّ عليهم هود بثقة المؤمن: ﴿إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ﴾ (هود: 54)

📌 الخاتمة

كانت دعوة هود عليه السلام إلى قوم عاد دعوةً للتوحيد، والرجوع إلى الله، وترك عبادة الأصنام. لكنه واجه قومًا مغرورين بقوتهم، فاستكبروا وكذبوا، فكان مصيرهم الريح العقيم التي أهلكتهم عن آخرهم. فسبحان من قال: ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ﴾ (العنكبوت: 40) وهكذا تبقى دعوة الأنبياء نورًا في وجه الظلام، ورحمةً لمن آمن، ونذيرًا لمن كذب واستكبر.

إقرأ أيضا:قصة ام حبيبة و ابي سفيان
السابق
مائدة عيسى السماوية
التالي
قصة هابيل و قابيل