🐪 قصة النبي صالح عليه السلام – دعوة الحق وعاقبة التكذيب
جدول المحتويات
قصة النبي صالح عليه السلام مع قوم ثمود من أعظم القصص التي تُظهر كيف أن الله يرسل أنبياءه بالبينات، ويمنحهم المعجزات، لكن القلوب إذا استكبرت، لا تنفعها الآيات. قوم ثمود كانوا أصحاب حضارة عظيمة، نحتوا البيوت في الجبال، لكنهم عبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم صالحًا عليه السلام، يدعوهم إلى التوحيد، ويُحذرهم من عذاب يوم القيامة.
✍️ القصة
في بلاد اليمن، نشأت حضارة قوم ثمود، الذين اشتهروا بقوتهم وقدرتهم على نحت القصور والبيوت في الجبال. لكنهم لم يعبدوا الله، بل عبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم نبيًا منهم، هو صالح عليه السلام، يدعوهم إلى عبادة الله وحده، ويُحذرهم من عاقبة الشرك والفساد.
قال لهم صالح: “يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره” لكنهم كذبوه، وطلبوا منه آية تدل على صدقه، فاستجاب الله، وأخرج لهم ناقة عظيمة من الصخر، وكانت معجزة ظاهرة، لا يُنكرها أحد.
كانت الناقة آية من آيات الله، تخرج لهم الحليب الكافي لكل أفراد القبيلة، من الكبير إلى الصغير، وشرع الله لهم أن يشربوا من الماء يومًا، وتترك الناقة يومًا، كما قال تعالى: ﴿هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم﴾ (الأعراف: 73)
إقرأ أيضا:الإمام علي السجاد عليه السلاملكن قلوبهم كانت قاسية، فاستكبروا، وكفروا بالنعمة، وقرّروا قتل الناقة، متحدّين أمر الله، وساخرين من وعيده، وقالوا لصالح: “ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين”
فعقروا الناقة، وتمادوا في عنادهم، فأرسل الله عليهم الرجفة، فماتوا جميعًا في لحظة واحدة، وأصبحوا في ديارهم جاثمين، لا حراك لهم.
قال تعالى: ﴿فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين﴾ (الأعراف: 78) ثم تولّى صالح عنهم، وقال: “لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين”
📚 العبر والدروس
- المعجزات لا تنفع من كذّب قلبه
- الاستكبار عن الحق سبب الهلاك
- دعوة الأنبياء قائمة على الرحمة والنصيحة
- من يعتدي على آيات الله، يُعاقب بعذاب شديد
- الله لا يظلم أحدًا، بل يُرسل الرسل، ويُمهل، ثم يُحاسب
🔚 الخاتمة
قصة النبي صالح عليه السلام مع قوم ثمود تُعلّمنا أن الحضارة لا تُغني عن الإيمان، وأن القوة لا تحمي من العذاب، وأن الله يُرسل آياته، لكن من أعرض عنها، فقد اختار الهلاك. لقد دعاهم صالح بالحكمة، وأظهر لهم المعجزة، لكنهم عقروا الناقة، فاستحقوا الرجفة. فلنكن من الذين يؤمنون بالحق، ويحبون الناصحين، ويُكرمون آيات الله، ولا يعتدون عليها.
إقرأ أيضا:قصة سعد بن ابي وقاص