📜 من هم قوم تُبّع؟ وما سبب هلاكهم كما ورد في القرآن الكريم؟
جدول المحتويات
ذكر الله سبحانه وتعالى قوم تُبّع في أكثر من موضع في القرآن الكريم، مقرنًا ذكرهم بأقوام كذّبت الرسل، فاستحقوا العذاب. وقد ورد ذكرهم في سور: الدخان، ق، وسبأ، مما يدل على أهمية قصتهم وعِبرتها. فمن هم قوم تُبّع؟ وما الذي ميّز ملكهم؟ وما سبب هلاكهم؟ هذا ما نستعرضه في هذا المقال.
🧭 من هم قوم تُبّع؟
- قوم تُبّع هم عرب من قبيلة قحطان، سكنوا اليمن منذ القدم.
- يُنسبون إلى ملكهم “تُبّع”، الذي حكم بلاد اليمن، بما فيها حمير، سبأ، وحضرموت.
- “تُبّع” ليس اسمًا شخصيًا، بل لقب يُطلق على ملوك اليمن، كما يُطلق “فرعون” على ملوك مصر، و”كسرى” على ملوك فارس.
👑 من هو الملك تُبّع؟
- ورد في الحديث النبوي: “لا تسبّوا تُبّعًا، فإنه كان قد أسلم” [رواه أحمد].
- يُروى أنه دعا الأوس والخزرج إلى الإيمان بالنبي محمد ﷺ قبل بعثته، حين تنبأ بظهوره.
- وصل إلى مكة في إحدى غزواته، ونوى هدم الكعبة، لكن مرضًا ألمّ به، فقيل له إن نيته سبب مرضه، فعدل عنها، وعاد إليه صحته، فكسا الكعبة ببُردة يمانية.
- سُمّي “تُبّع” لأنه كان تتبعه الملوك، أو لأنه كان يسير في مواضع تطلع فيها الشمس، أي “ظل الشمس”.
📖 ذكرهم في القرآن الكريم
- سورة الدخان: ﴿أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ (الدخان: 37)
- سورة ق: ﴿وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيد﴾ (ق: 14)
- سورة سبأ: ذكرت تفاصيل النعمة التي كانوا فيها، ثم إعراضهم، ثم العذاب الذي حلّ بهم.
⚡ سبب هلاكهم
- كانوا يعيشون في أرض خصبة، بين جنتين عن يمين وشمال، كما قال تعالى: ﴿كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾ (سبأ: 15)
- لكنهم أعرضوا عن شكر النعمة، فسلّط الله عليهم سيل العرم، الذي دمّر أرضهم، وبدّل جنتيهم بجنتين ذواتي أُكُلٍ خمط وأثل وسدر قليل.
- ثم مزّقهم الله كل ممزّق، وجعلهم أحاديث، أي عبرة لمن بعدهم.
- قال تعالى: ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ﴾ (سبأ: 19)
🧠 هل هلك الملك تُبّع معهم؟
- بحسب بعض الروايات، لم يهلك الملك تُبّع مع قومه، لأنه كان مؤمنًا صالحًا.
- رُوي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “ألا ترى أن الله ذم قومه ولم يذمه”
- وهذا يدل على أن الملك كان قد حذّر قومه، لكنهم لم يستجيبوا، فاستحقوا العذاب، بينما نجا هو بإيمانه.
📌 عبر ودروس
- النعمة لا تدوم إلا بالشكر، والإعراض عنها سبب للهلاك.
- التكبر عن الحق، وتكذيب الرسل، يؤدي إلى العقوبة الإلهية.
- الملك الصالح لا يُحاسب على ذنب قومه إذا أنذرهم ولم يستجيبوا.
- قصص الأمم السابقة في القرآن ليست للتسلية، بل للعظة والعبرة.
🏁 الخاتمة
قصة قوم تُبّع تذكير لكل أمة أن لا تغتر بنعم الله، وأن تستجيب لدعوة الحق قبل فوات الأوان. لقد جعلهم الله عبرة، ومزّقهم كل ممزّق، لأنهم أعرضوا عن الفطرة، وكذّبوا الرسل، ولم ينتفعوا بالتحذير. نسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين، وأن يرزقنا البصيرة في قصص القرآن، لنعتبر بها في حياتنا وسلوكنا.
إقرأ أيضا:قصة ادم وحواء