📘 من الذي نادى الناس إلى حج بيت الله – دعوة إبراهيم عليه السلام الخالدة
جدول المحتويات
الحج إلى بيت الله الحرام ليس مجرد عبادة موسمية، بل هو نداء إيماني خالد، بدأ منذ أن أتمّ نبي الله إبراهيم عليه السلام بناء الكعبة المشرفة، فوقف ينادي الناس بأمر من الله، ودعاهم إلى زيارة البيت العتيق، فلبّى النداء من سمعه، ومن كان في أصلاب الرجال وأرحام النساء، حتى صار هذا النداء يتردد في قلوب المؤمنين إلى يوم القيامة. في هذا المقال، نستعرض من الذي نادى الناس إلى الحج، ونكشف الحكمة من فرضيته، ونُسلّط الضوء على آثار إبراهيم عليه السلام في مكة المكرمة.
✍️ أول من نادى الناس إلى الحج
قال الله تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ (الحج: 27) وقد نزلت هذه الآية بعد أن صدّ المشركون عن المسجد الحرام، فجاء الأمر الإلهي بنداء الحج إلى يوم القيامة، تعظيمًا لبيت الله، وتكريمًا لمقام إبراهيم عليه السلام.
كان نبي الله إبراهيم عليه السلام هو أول من نادى الناس إلى الحج، بعد أن أتم بناء الكعبة بمساعدة ابنه إسماعيل عليه السلام. وقف إبراهيم في مقامه، أو على جبل أبي قبيس، أو على الصفا، كما ورد في الروايات، ونادى بأمر الله: “يا أيها الناس، إن ربكم قد اتخذ بيتًا فحجّوه” فاستجاب له من سمعه من الحجر، والشجر، والتراب، وقالوا: “لبيك اللهم لبيك”
إقرأ أيضا:قصص من تاريخ الإسلاموقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أن الله قال لإبراهيم: “أذِّن، وعليّ البلاغ” فسمعه من بين السماء والأرض، ومن في أصلاب الرجال وأرحام النساء، فأصبح نداء الحج دعوة خالدة، يتردد صداها في قلوب المؤمنين، ويُلبّى كل عام بقول الحجاج: “لبيك اللهم لبيك”
📚 الحكمة من فرضية الحج
الحج عبادة عظيمة، فيها تطهير للنفس، وتكفير للذنوب، كما قال النبي ﷺ: “من حج هذا البيت، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه” (رواه البخاري ومسلم) ومن حكمه:
- تعظيم بيت الله الحرام، وعمارة الأرض بالتوحيد
- تجديد الإيمان، وتأكيد العبودية لله، ونفي الشرك
- الإنفاق في سبيل الله، من المال والنفس، وهو من أعظم القربات
- تذكير بأحوال الأنبياء، كإبراهيم، وإسماعيل، وهاجر، ومحمد عليهم السلام
- تحقيق الوحدة الإسلامية، واجتماع المسلمين من كل فج، في عبادة واحدة، وزمان واحد، ومكان واحد
🕋 آثار إبراهيم عليه السلام في مكة
كان لإبراهيم عليه السلام أثر عظيم في مكة المكرمة، منها:
- سكن فيها، ووضع زوجته هاجر وابنه إسماعيل في وادٍ غير ذي زرع
- دعا لأهلها بالرزق، والبركة، والأمن
- أعلن تحريمها، وتعظيمها، كما قال النبي ﷺ: “إن الله حرّم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة”
- بنى الكعبة، ووضع قواعدها، وأقام فيها شعائر الحج
- نادى الناس إلى التوحيد، وجعل مكة منارة للعبادة الخالصة لله
🔚 الخاتمة
الذي نادى الناس إلى حج بيت الله هو نبي الله إبراهيم عليه السلام، بأمر من الله، بعد أن أتم بناء الكعبة، فكان نداءه دعوة خالدة، لبّاها من سمعه، وستظل تُلبّى إلى يوم القيامة. والحج ليس مجرد شعيرة، بل هو تجديد للعهد مع الله، وتطهير للنفس، وتأكيد للوحدة، وتذكير بسيرة الأنبياء، الذين جعلوا من مكة منارة للتوحيد، ومقامًا للعبادة، ومهوىً لأفئدة المؤمنين من كل فجٍّ عميق.
إقرأ أيضا:قصة صاحب الجنتين