🏛️ مملكة سبأ: حضارة عربية ضاربة في عمق التاريخ
جدول المحتويات
مملكة سبأ من أعظم الممالك العربية القديمة في اليمن، اشتهرت بثروتها ونظامها الفيدرالي، وذكرت في الكتب السماوية. تعرف على نظام حكمها، اقتصادها، وفنونها.
📌 مملكة سبأ: من اليمن إلى ذاكرة الحضارات
بسطت مملكة سبأ نفوذها في جنوب الجزيرة العربية، وتحديدًا في اليمن القديم، منذ حوالي 1200 قبل الميلاد وحتى عام 275م. كانت مملكة سبأ واحدة من أبرز الممالك العربية القديمة ذات الطابع الفيدرالي، حيث ضمت تحت لوائها ممالك أخرى مثل معين، قتبان، وحضرموت. وقد بلغت ذروة قوتها في القرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد، وامتدت مستعمراتها حتى مناطق قريبة من العراق وفلسطين.
تميزت سبأ بقوة سياسية واقتصادية جعلتها محط أنظار القوى المجاورة، كما أن ثراءها انعكس في الأدبيات الكلاسيكية اليونانية والبيزنطية والعبرية، وورد ذكرها في الكتب السماوية، لا سيما في القرآن الكريم في قصة ملكة سبأ والنبي سليمان عليه السلام.
🏛️ نظام الحكم في مملكة سبأ
مرّت مملكة سبأ بتحولات سياسية متعددة، بدأت بالحكم العشائري الذي سيطر عليه الكهنة، ثم تحوّل إلى ملكي بعد تأسيس المملكة على يد كربئيل وتر، الذي ادعى تلقي أمر إلهي بشن الغزوات. هذا التحول مكّن المملكة من السيطرة على تجارة البخور واللبان، وبسط نفوذها حتى سواحل إثيوبيا. لاحقًا، تطور النظام إلى فيدرالي، حيث احتفظت الممالك التابعة لها بقدر من الاستقلال الإداري ضمن كيان موحد.
إقرأ أيضا:معلومات الدولة المملوكية والعثمانية🏗️ الفن والعمارة: هندسة سبئية متقدمة
امتازت المدن السبئية بتخطيط مستطيل محاط بأسوار وأبراج، وكانت تُفتح وتُغلق أبوابها مع شروق وغروب الشمس. استخدم السبئيون الرخام في بناء الأعمدة، وصقلوا الصخور بدقة، وزيّنوا جدران منازلهم بزخارف ذات رموز دينية. كما استخدموا مواد زيتية لعزل الرطوبة، وهي تقنية متقدمة في ذلك العصر.
مدينة “هَجَر” كانت من أكبر مدنهم، وتُعد نموذجًا للعمارة اليمنية القديمة، حيث جمعت بين الوظيفة الدفاعية والجمالية.
💰 الاقتصاد: الزراعة والتجارة في قلب الحضارة
اعتمد اقتصاد مملكة سبأ على الزراعة أولًا، ثم التجارة. وقد سجّل السبئيون قوانين الزراعة والتجارة على صخور ضخمة، وعلّقوها في الأسواق والمعابد حسب نوعها. وللتغلب على شح المياه، بنوا السدود والمستعمرات الزراعية على طول الطرق التجارية.
سد مأرب هو أبرز إنجازاتهم الهندسية، إذ كان يروي أكثر من 98,000 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية، ويُعد من أقدم السدود في التاريخ. كما كانت سبأ مركزًا لتجارة البخور والتوابل، ما جعلها حلقة وصل بين الهند، أفريقيا، والبحر الأبيض المتوسط.
✅ خلاصة الموضوع
مملكة سبأ كانت حضارة مزدهرة جمعت بين القوة السياسية، الثراء الاقتصادي، والعمارة المتقدمة، ولا تزال آثارها شاهدة على عظمة العرب في التاريخ القديم.
إقرأ أيضا:مملكة سبأ والملكة بلقيس [1]
