صناعات

مراحل صناعة الورق

📜 تاريخ صناعة الورق: من ألياف التوت إلى مصانع التدوير

من لفائف البردي إلى دفاتر الطباعة، ومن ألياف القنب إلى لب الخشب، كانت صناعة الورق دائمًا مرآةً لتطور الإنسان وحاجته إلى التوثيق والتعبير. الورق ليس مجرد منتج صناعي، بل هو اختراع غيّر مجرى التاريخ، ونقل المعرفة، وخلّد الأفكار. فكيف بدأ؟ وكيف تطور؟ وما دوره اليوم في الحفاظ على البيئة؟

🏛️ البداية: الصين تكتب أول سطر

يُعتبر الصيني تساي لون أول من اخترع الورق الحقيقي عام 105 ميلادي، حيث استخدم ألياف نباتية متآكلة لصناعة صفائح رقيقة ومبطنة. قبل ذلك، كانت الكتابة تتم على ورق البردي أو أوراق الأرز، لكنها لا تُعد أوراقًا حقيقية بالمعايير الحديثة.

المواد المستخدمة في الورقة الأولى:

  • قماش أشجار التوت
  • القنب
  • عشب الصين

وقد انتقل فن صناعة الورق من الصين إلى العالم الإسلامي، ثم إلى أوروبا، حيث أُنشئ أول مصنع للورق في إسبانيا. لكن الورق لم يكن مقبولًا في البداية، إذ أصدر الإمبراطور فريدريك الثاني قرارًا بعدم الاعتراف بالوثائق المكتوبة عليه!

🧪 مراحل صناعة الورق الحديثة

1. معالجة المواد الخام:

  • تحويل رقائق الخشب إلى لب
  • غسيل، تبييض، تكرير، ضرب، تحجيم، وتلوين الألياف
  • استخدام الأكسجين بدلًا من الكلور لحماية البيئة
  • تحسين اللب باستخدام المصفاة المخروطية

2. التصنيع باستخدام آلة فوردينير:

  • إدخال اللب إلى الآلة
  • تقليل الرطوبة باستخدام آلة الشفط
  • التجفيف عبر براميل فولاذية بدرجة حرارة 93°C
  • النتيجة: ورقة تحتوي على 4–5% فقط من الرطوبة

📌 90% من الورق اليوم يُصنع من لب أشجار الصنوبر والتنوب.

إقرأ أيضا:بحث عن الصناعة

♻️ فوائد إعادة تدوير الورق

الفائدة التأثير
الحفاظ على الموارد إنقاذ 17 شجرة لكل طن
توفير المياه 26,498 جالون لكل طن
تقليل استهلاك النفط 1,438 جالون لكل طن
تقليل مساحة النفايات 2.5 متر مكعب لكل طن
توفير الطاقة 4000 كيلو واط تكفي منزلًا لـ6 أشهر
تقليل الانبعاثات 1 طن متري من مكافئ الكربون لكل طن ورق

لكن إعادة التدوير لها حدود: يمكن إعادة تدوير الورق حتى 7 مرات فقط، بعدها تصبح الألياف قصيرة وهشة وغير قابلة للاستخدام.

✨ خاتمة ملهمة: الورق… حين تُكتب الحضارة على ألياف الطبيعة

الورق ليس مجرد وسيلة للكتابة، بل هو سجلٌ حيٌّ لتطور الإنسان، من ألياف التوت إلى آلات الفوردينير، ومن لفائف الصين إلى مصانع التدوير. إنه المادة التي حملت الأفكار، ودوّنت التاريخ، وفتحت أبواب التعليم، والبيئة، والاستدامة.

إقرأ أيضا:فوائد صابون الكبريت

فاصنعه، أعد تدويره، واحتفظ به… لأن كل ورقة تحمل قصة، وكل قصة تستحق أن تُروى.

السابق
طرق تحلية المياه
التالي
كيفية صنع مكتبة