العصور القديمة

ما هي إنجازات الحضارة السومرية

🏺 إنجازات الحضارة السومرية: عبقرية الإنسان الأول في بلاد الرافدين

🌍 النشأة والازدهار

نشأت الحضارة السومرية وازدهرت في منطقة بلاد الرافدين، بين نهري دجلة والفرات، في الألفية الرابعة قبل الميلاد. وتُعد من أقدم الحضارات التي أسست مدنًا منظمة، وابتكرت نظمًا متقدمة في الزراعة، البناء، التواصل، تتبع المعلومات، تنظيم الوقت، وتطوير اختراعات من حضارات أخرى وتطبيقها على نطاق واسع. ترك السومريون إرثًا حضاريًا هائلًا، لا يزال تأثيره ملموسًا حتى اليوم.

🧱 الإنجازات الكبرى للحضارة السومرية

🌀 إنتاج الفخار بكميات كبيرة

وفقًا لريد جودمان، دكتور في علم الآثار بجامعة بنسلفانيا، كان السومريون أول من اخترع العجلة الدوارة، وهي أداة مكنتهم من صنع كميات كبيرة من الفخار. استخدموا هذه الأواني في التجارة، وفي حفظ الطعام والشراب، مما ساعد على تطور الاقتصاد المحلي وتبادل السلع بين المدن السومرية.

✍️ الكتابة المسمارية

اخترع السومريون أول نظام كتابة عرفته البشرية بحلول عام 2800 قبل الميلاد، وهو نظام الكتابة المسمارية. استخدموا قصبًا حادًا لخدش الرموز في الألواح الطينية الرطبة، وبدأوا برسم صور توضيحية، ثم طوروا النظام ليشمل رموزًا تمثل الكلمات والأصوات.

كان الهدف الأول من الكتابة هو تدوين السجلات الصناعية والتجارية لتتبع البضائع والمنتجات، ثم توسع استخدامها لتشمل الأدب والتاريخ. ومن أبرز الأعمال الأدبية التي دونوها:

إقرأ أيضا:أبرز ملوك الفراعنة
  • ملحمة جلجامش: أول ملحمة بطولية في التاريخ.
  • ترانيم إنخيدوانا إلى الإلهة إنانا: أول نصوص دينية مكتوبة من قبل امرأة.
  • نصوص قانونية وإدارية: ساهمت في تنظيم الحياة المدنية.

وقد استمرت الكتابة المسمارية في الاستخدام من قبل حضارات لاحقة مثل الأكاديين والبابليين، حتى ظهور الأبجدية.

🌾 أنظمة الري والزراعة

صمم السومريون أنظمة قنوات معقدة لري حقولهم، باستخدام سدود مبنية من القصب وجذوع النخيل والطين. كانت هذه السدود مزودة ببوابات يمكن فتحها أو إغلاقها لتنظيم تدفق المياه. كما توصلوا إلى طريقة لجمع وتوجيه فيضان نهري دجلة والفرات لاستخدامه في سقي وتسميد الحقول الزراعية، مما ساعد على استقرار المجتمعات الزراعية ونمو المدن.

🐎 العربة ذات العجلتين

بحسب بعض المؤرخين وعلماء الآثار، طور السومريون أول عربة ذات عجلتين تُجرّ بواسطة الحيوانات، ويقودها السائق، وذلك في عام 3000 قبل الميلاد. لم تُستخدم هذه العربات للتنقل بسبب تضاريس بلادهم الوعرة، بل كانت مخصصة للاحتفالات الرسمية أو للاستخدام العسكري.

🔨 تصنيع الأدوات النحاسية

استخدم السومريون النحاس في صناعة رؤوس الأسهم، الشفرات، الحراب، والأدوات الصغيرة. ثم تطوروا تدريجيًا لصناعة الأباريق، الأوعية، والأزاميل. ساعدتهم هذه الأدوات في بناء مدن مثل أوروك، سومر، العبيد، وأور.

إقرأ أيضا:ماذا تعرف عن هرم سنفرو المائل

ومن أبرز القطع الأثرية:

  • نقش طائر إمدجود: لوحة نحاسية تعود لعام 3100 ق.م، تصور نسرًا برأس أسد مع أيائل على الجانبين، عُثر عليها في مدينة العبيد.

🔢 نظام الترقيم الستيني

اخترع السومريون نظام الترقيم الستيني، الذي يعتمد على الرقم 60 كأساس. استخدموه في السجلات التجارية والضريبية، حيث استخدموا مخروطًا صغيرًا من الطين للدلالة على الرقم 1، وكرة للرقم 10، ومخروطًا كبيرًا للرقم 60.

هذا النظام لا يزال مستخدمًا حتى اليوم في قياس الوقت (60 ثانية في الدقيقة، 60 دقيقة في الساعة) والزوايا (360 درجة).

🌌 علم الفلك والتقويم

برع السومريون في علم الفلك، حيث رصدوا الكواكب والنجوم، ووضعوا تقويمًا قمريًا يعتمد على دورات القمر. استخدموا العدسات المحدبة والمقعرة، ونقشوا خرائط فلكية على الألواح الطينية والحلي. كما قسموا السنة إلى 12 شهرًا، وحددوا مواسم الزراعة بناءً على مواقع النجوم.

🏛️ العمارة والمعابد

شيد السومريون معابد ضخمة تُعرف باسم “الزقورات”، وهي أبنية هرمية متعددة الطبقات، كانت تُستخدم كمراكز دينية وإدارية. من أشهر الزقورات:

  • زقورة أور: واحدة من أعظم المعابد السومرية، بنيت تكريمًا للإله نانا (إله القمر).

استخدموا الطوب الطيني المجفف بالشمس، وزينوا المعابد بالنقوش والتماثيل، مما يعكس تطورهم في فنون البناء والزخرفة.

إقرأ أيضا:تعرف على حضارات الوطن العربي

⚖️ القانون والإدارة

وضع السومريون أولى القوانين المكتوبة لتنظيم الحياة المدنية، مثل قوانين الملك أورنامو، التي سبقت قوانين حمورابي. تضمنت هذه القوانين أحكامًا تتعلق بالزواج، الملكية، العقوبات، والحقوق المدنية، مما ساعد على استقرار المجتمع وتطور النظام القضائي.

🪔 من حكمة المعابد السومرية

إن الحضارة السومرية لم تكن مجرد بداية للتاريخ، بل كانت شرارة الوعي البشري، حيث اجتمعت فيها أولى صور التنظيم الاجتماعي، والابتكار العلمي، والتعبير الفني. لقد ترك السومريون إرثًا خالدًا، لا يزال ينبض في أنظمة الكتابة، والزمن، والفكر الإنساني.

السابق
قطع العصب المبهم
التالي
نهاية الحضارة السومرية