قصص عربية

ما هو طائر الرخ

🪶 العنوان: طائر الرخ… أسطورة السماء والمحيط

📖 القصة:

في زمنٍ غابر، حين كانت البحار تُروى في الأساطير، والجبال تُحكى في الحكايات، كانت هناك مملكة تطلّ على المحيط الهندي، يهابها الناس لا لقوة ملكها، بل لسرٍّ يسكن سماءها: طائرٌ عملاق يُدعى الرخ. كان الرخ طائرًا أسطوريًا، جناحاه يمتدان كظلّين فوق الجبال، وصوته يدوّي كالرعد في الليالي المقمرة. لم يكن أحد يعرف أين يعشش، ولا كيف يظهر، لكنه كان يهبط أحيانًا على الجزر النائية، يختطف فيلًا أو حيوانًا ضخمًا، ويحلّق به إلى الأعالي، حيث لا يصل بشر.

ذات يوم، خرج بحّارٌ شاب يُدعى سندباد في رحلة عبر المحيط، باحثًا عن الكنوز والأساطير. سمع عن طائر الرخ من حكماء جزيرة مدغشقر، الذين أخبروه أن الرخ لا يهاجم إلا من يقترب من عشه، وأنه يحرس بيضًا بحجم القوارب، لا يُقاس إلا بالجالونات.

في إحدى رحلاته، ضلّ سندباد طريقه، وهبط في جزيرة غريبة، حيث رأى بيضة ضخمة، بيضاء كالثلج، موضوعة في حفرة عميقة. اقترب منها، فاهتزت الأرض، وظهر الرخ من السماء، جناحاه كالسحاب، وعيناه كجمرتين. حمل سندباد بين مخالبه، وطار به فوق المحيط، حتى ألقاه على قمة جبل، وقال له بلغة لا تُفهم إلا في الحلم: “من يقترب من النور، عليه أن يعرف ظله.”

إقرأ أيضا:التاجر الأمين

عاد سندباد إلى بلاده، يروي قصته، ويقسم أنه رأى الرخ، وأنه لا يُشبه أي طائر على الأرض. ومنذ ذلك الحين، أصبح الرخ أسطورة تُروى في ألف ليلة وليلة، وتنتقل من الشرق إلى الغرب، وتُبنى عليها حكايات الطيور العملاقة، مثل طائر الفيل الذي عاش في مدغشقر، وانقرض في القرن السابع عشر، تاركًا خلفه بيضًا يُعرض في المتاحف، كأنّه شاهدٌ على زمنٍ كانت فيه السماء مأهولةً بالأساطير.

إقرأ أيضا:قصة من نور

🪞 النهاية:

طائر الرخ لم يكن مجرد كائن خرافي، بل رمزٌ للرهبة والجمال، وللقوة التي لا تُقاس بالحجم فقط، بل بالأسطورة التي تحيط بها. في قصته، يلتقي الخيال بالحكمة، وتُصبح السماء مرآةً لأحلام البشر، حيث لا حدود للطيران، ولا نهاية للأسطورة.

السابق
دومة ود حامد
التالي
جابر عثرات الكرام