قصص دينية

ما هو إسم قاتل ربع العالم

📜 قابيل وهابيل: أول دم سفك على وجه الأرض

الحمد لله الذي خلق البشر بإرادةٍ حرّةٍ واختبارٍ تمحيصٍ، وجعل السنن تنسخ بعضها بأقوامٍ تتّبع الهدى وفئرانٍ تغرق في هوى النفس. وفي أحلك لحظات الاختبار وقعت أول جريمة قتل بين البشر، حين طغى الحسد في قلب قابيل عليه السلام، فكانت عاقبة الاعتراض على حكم الله موت أخٍ كان أحقّ بالرحمة.

🧭 نبذة بسيطة

قابيل وهابيل هما ولدا سيدنا آدم عليه السلام، وما كبر الولدان إلا وخيّم الخلاف حول الأحقية في الزواج. فاقترح الأب أن يقدّم كلٌّ منهما قربانًا، ومن يقبل الله قربانه فهو الأحقّ. قُبِل قربان هابيل عند الله، فحقد عليه قابيل وراح يخطط لقتله، فكانت جريمة الإنسان ضد أخيه أول علامةٍ سوداء في تاريخ البشرية.

📖 القصة كاملة كما أرسلتها دون نقاط

أنجبت حواء سلام الله عليها في البداية توأمين، هما قابيل وابنته، ثم حملت وأنجبت توأمين آخرين هما هابيل وأخته. وعندما شبّوا، أوحى الله إلى آدم عليه السلام بأن يتزوّج قابيل من توأم هابيل، والعكس، كي يتكاثر نسل البشر. لكن قابيل استكبر ورفض زواج أخيه من توأمه مدّعيًا الأحقية لصغره ولبس طبقته. حاول آدم عليه السلام إقناعه بأن ذلك أمر الله، فلم يقتنع قابيل، فتوسّط الأب بحلٍّ بديل وهو تقديم قربان إلى الله. وُجِّهت الدعوة للأخوين فقادمهما كلٌّ بما يملك، وكان هابيل يرعى أغنامه، وقابيل يزرع الأرض. فاختار الله قربان هابيل من أفضل رعيه، ولم يقبل قربان قابيل مما أضمره من ضغينة، وكأنه أبطل أثر طاعته. وعندما نزلت البشارة بقبول قربان هابيل، اقترب قابيل من أخيه بوجهٍ بغيض وقال: “لأقتلنك”. فأجابه هابيل بقلوبٍ صافٍةٍ: “إنما يتقبل الله من المتقين، وإن مددت إليّ يدك لتقتلني فلا أمدّ يدي إليك لأقتلك، لأني أخاف عقاب ربي”. ولكن قابيل عاجله بالضربة الفاصلة قاصفًا دماغ أخيه وسالبًا روحه، فكانت تلك أول جريمة ارتُكبت على وجه الأرض. ترك قابيل الجثة ملقاةً في العراء، حتى بعث الله غرابًا علَّمَه كيف يدفن الغراب الميت في التراب. فلما رآه قابيل، وتذكّر دم أخيه المنسكب، صارخًا: “يا ويلتي ألم أستطع أن أفعل مثل هذا الغراب فأواري جثة أخي؟” غمرته الندامة على ما اقترف، مثالٌ بليغٌ في توبيخ النفس وخجلها من جرم الغراب الطاهر.

إقرأ أيضا:قصة زكريا عليه السلام

📌 فوائد وعبر

  • لا يخفى على الله ما يدسّه الإنسان في صدره، فيُرسل تذكرةً عاجلةً بالجزاء.
  • أول جريمة قتل بدأت بحسدٍ واستكبارٍ على حكم الإله، فكونها كذلك تجعلك تخاف الهلكة من هوى النفس.
  • طلب هابيل من أخيه الرحمة والجزاء الأخروي دليل على أن الرفق أقوى من الردّ بالعنف.
  • غراب دفن غرابًا آخر علَّم قابيل درسًا في إكرام الميت ودفنه، قبل أن يهتك قابيل جسد أخيه بلا رحمة.
  • الندم والخزي بعد ارتكاب الذنب من أعظم أسباب التوبة، لكنه يلقى حين لا ينفع الندم.

📚 معلومات إضافية

  • الاسم والنسب: قابيل وهابيل أولاد آدم عليه السلام وحواء، وهما الجيل الأول من البشر.
  • سبب الصراع: الكبرياء على حكم الله بالسنة الربانية في الزواج وتقديم القربان.
  • رمز القربان: دليلٌ على تقوى القلب ونية البرّ، لا كثرة العرض أو رخصته.
  • غراب التعزية: أوّل معلمٍ للبشر في دفن الموتى، ودرسٌ في احترام الجثث.
  • عبرة أخيرة: “عملوا أعمالًا تُبين معدن قلوبهم، فجزرها الله بالعذاب الدنيوي والآخروي.”

🏁 الخاتمة

لقد سُجلت مأساة قابيل وهابيل كأول وصمةٍ في سجلّ البشر، ولم تخرج من ذاكرة الإنسانية. إن قِصّة القتل الأولى تذكّرنا بأن من يكبت شهواته، ويحتكم لتقوى الله، يحظى بالرحمة، ومن يترك الرحمة يتجرّع ويلات العذاب وندم القلب. نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجنبنا حسد القلوب واستكبارها.

إقرأ أيضا:قصة سعد بن ابي وقاص
السابق
أين يقع جبل الجودي
التالي
من هم أصحاب الحجر