قصص عربية

قصص واقعية

📘 العصمة بين الغضب والحكمة: قصة واقعية تهزّ القلوب

تمرّ العلاقات الزوجية بلحظات من التوتر والانفعال، وقد تخرج فيها كلمات لا تُقصد، لكنها تترك أثرًا عميقًا في النفوس. هذه القصة الواقعية تُجسّد كيف أن الحكمة والوفاء قادران على إنقاذ ما كاد أن يُهدم، وكيف أن التسرّع في لحظة غضب قد يُهدد أسمى الروابط، لكن الرحمة والندم يعيدان بناءها من جديد.

📖 القصة التفصيلية

في أحد البيوت، دار حديث بين زوجين حول حياتهما الزوجية، كعادة الأزواج الذين يتشاركون تفاصيل الحياة. لكن هذه المرة، انقلب الحديث إلى شجار، وارتفعت الأصوات، واشتعلت الكلمات. وفي لحظة غضب، قالت الزوجة: “لو كانت العصمة بيدي، لطلقتك عشرين مرة!”

كلماتها كانت كالسهم، أصابت قلب الزوج، لكنه لم يردّ بالصراخ، بل أخرج ورقة من جيبه، وكتب عليها: “أنا فلان ابن فلان، أؤكد وأنا بكامل قواي العقلية أنني أريد زوجتي، ولا أريد التخلي عنها، ومهما كانت الظروف ومهما فعلت، سأظل متمسكًا بها، ولن أرضى بزوجة أخرى غيرها، وهي زوجتي للأبد.”

وضع الورقة في ظرف، وسلّمها لزوجته دون أن يقول شيئًا، ثم خرج من المنزل غاضبًا، تاركًا خلفه قلبًا مرتبكًا، وعقلًا يضج بالأسئلة.

شعرت الزوجة بالذنب، وبدأت تتساءل: هل تم الطلاق؟ ماذا أفعل؟ أين أذهب؟ كيف أصلح ما قلت؟ عادت إلى غرفتها، تنتظر عودة زوجها، وعندما دخل، أسرعت إليه، طرقت الباب، وتوسلت إليه أن يستمع إليها. قال لها بغضب: “ماذا تريدين؟” فأجابته بصوتٍ خافت: “أرجوك، افتح الباب، أريد أن أتحدث إليك، ثم قرّر ما تشاء.”

إقرأ أيضا:قصة وحكمة

فتح الباب، فوجدها حزينة، تطلب منه أن يستفتي الشيخ، لأنها نادمة على ما قالت، ولم تكن تقصد الطلاق. سألها: “هل أنت نادمة؟” قالت وهي تبكي: “نعم، والله لم أقصد، وأنا نادمة كل الندم.”

طلب منها أن تفتح الورقة، وتنظر إلى ما كتب فيها. فتحتها، وقرأت، ولم تُصدّق عيناها. غمرتها الفرحة، وقبّلت يديه، والدموع تتناثر من عينيها، وقالت بحرقة: “والله إن هذا الدين لعظيم، لأنه جعل العصمة بيد الرجل، ولو كانت بيدي، لكنت طلّقتك عشرين مرة.”

🪶 عبرة لا تُنسى

الحياة الزوجية ليست خالية من الخلافات، لكن الحكمة تكمن في ضبط النفس، والرحمة، والوفاء. فالكلمة في لحظة غضب قد تهدم بيتًا، لكن موقفًا واحدًا من حبٍ صادق قد يُعيد بناءه. العصمة ليست سلطة، بل مسؤولية، ومن يُحسن حملها يُحسن صون القلوب. فليكن الحب هو الورقة التي نكتبها في لحظة الانفعال، لا الطلاق.

إقرأ أيضا:قصة مؤثرة جدا
السابق
كيف تبدأ مشروعاً بدون رأس مال
التالي
أهمية إدارة الأعمال