📜 قصة يونس عليه السلام: التسبيح في الظلمات والنجاة باليقين
جدول المحتويات
في القرآن الكريم، تتجلى قصص الأنبياء كأنوار تهدي القلوب وتوقظ العقول، ومن بين هذه القصص العظيمة، تبرز قصة نبي الله يونس عليه السلام، الذي ابتلاه الله بابتلاء عظيم، فكان من المسبّحين، فاستجاب الله له ونجّاه من الغم، وجعل قصته درسًا خالدًا في التوبة واليقين والرجوع إلى الله.
🧭 نبذة
يونس بن متى عليه السلام هو أحد أنبياء بني إسرائيل، بعثه الله إلى أهل نينوى في أرض الموصل، فدعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، لكنهم كذبوه واستكبروا، فغادرهم مغاضبًا، فابتلاه الله بالحوت، ثم نجّاه بعد أن نادى في الظلمات بالتسبيح والاعتراف، فعاد إلى قومه بعد أن آمنوا، فمتعهم الله إلى حين.
👤 حياته
كان يونس عليه السلام من الصالحين، وقد اختاره الله للنبوة، وأرسله إلى قومٍ جاحدين، فواجه التكذيب والصدّ، لكنه لم يكن من الذين ييأسون من رحمة الله. حين ضاق صدره من عناد قومه، خرج مغاضبًا، فكانت رحلته في البحر بداية لابتلاء عظيم، انتهى بتسبيح في بطن الحوت، ثم نجاة ورحمة، ثم عودة إلى قومه الذين آمنوا جميعًا، فكانوا استثناءً في تاريخ الأمم.
📖 القصة
بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل نينوى، فدعاهم إلى الإيمان، فكذبوه، فخرج من بينهم مغاضبًا، ووعدهم بنزول العذاب بعد ثلاث. فلما تحققوا نزوله، تابوا ولبسوا المسوح وتضرعوا إلى الله، فرفع عنهم العذاب. قال تعالى في سورة يونس: ﴿فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ (يونس: 98)
إقرأ أيضا:قصة خبيب بن عدي الانصاريركب يونس عليه السلام سفينة، فلجت بهم واضطربت، فاقترعوا لإلقاء أحدهم، فوقعت القرعة عليه ثلاث مرات، فأُلقي في البحر، فالتقمه الحوت بأمر الله. قال تعالى في سورة الصافات: ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ (الصافات: 139–142)
في بطن الحوت، نادى يونس عليه السلام في الظلمات: ﴿أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (الأنبياء: 87) فاستجاب الله له، ونجّاه من الغم، كما قال تعالى: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الأنبياء: 88)
ثم نبذه الله بالعراء وهو سقيم، وأنبت عليه شجرة من يقطين، كما قال تعالى: ﴿فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ﴾ (الصافات: 145–146)
وأرسله الله من جديد إلى قومه الذين بلغ عددهم مئة ألف أو يزيدون، فآمنوا جميعًا، كما قال تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ (الصافات: 147–148)
📌 نقاط مهمة
- يونس عليه السلام هو النبي الوحيد الذي آمن قومه جميعًا بعد عودته إليهم.
- التسبيح في بطن الحوت كان سبب النجاة، وهو دعاء عظيم يُستحب في الكرب.
- قصة يونس عليه السلام وردت في عدة سور: يونس، الأنبياء، الصافات.
- النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى” (رواه البخاري).
- قوم يونس هم الاستثناء الوحيد في القرآن الذين آمنوا جميعًا بعد الإنذار، فرفع الله عنهم العذاب.
📚 معلومات إضافية
- نينوى: مدينة تقع في شمال العراق، وهي الموصل اليوم.
- ذو النون: لقب يونس عليه السلام، والنون هو الحوت.
- اليقطين: نبات القرع، أنبته الله على يونس ليظلّه ويغذّيه.
- الابتلاء: كان في البحر، وفي بطن الحوت، وفي العراء وهو سقيم، وكلها دروس في الصبر والتسبيح.
- النجاة: جاءت بعد الاعتراف بالذنب والتسبيح، وهو نموذج للتوبة الصادقة.
🏁 الخاتمة
قصة يونس عليه السلام هي من أعظم القصص التي تُظهر رحمة الله، واستجابته لعباده إذا صدقوا في التوبة والرجوع إليه. إنها دعوة لكل مؤمن أن لا ييأس من رحمة الله، وأن يجعل التسبيح والاعتراف وسيلته للنجاة، كما فعل نبي الله يونس عليه السلام، فكان من المسبّحين، وكان من الناجين.
إقرأ أيضا:أين عاش قارون