📘 قصة يوسف وامرأة العزيز – فتنة الجمال وثبات الإيمان
جدول المحتويات
🟢 المقدمة
قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز من أعظم القصص التي تُظهر صراع النفس بين الشهوة والطهارة، وبين الفتنة والثبات، وبين كيد البشر وحماية الله لعباده المخلصين. إنها قصة تُجسّد كيف يكون الجمال فتنة، وكيف يكون الإيمان حصنًا، وكيف يُنقذ الله عبده إذا صدق معه. وقد خلدها القرآن الكريم في سورة يوسف، لتكون عبرة لكل من يسير في طريق الطهر والعفاف.
✍️ القصة
بعد أن نجا يوسف عليه السلام من محنة البئر، وبيع كعبد في مصر، استقر في بيت العزيز، أحد كبار رجال الدولة، الذي رأى فيه الأمانة والكياسة، فجعله مسؤولًا عن شؤون بيته. وكان يوسف عليه السلام جميلًا في خلقه وخلقه، فافتتنت به امرأة العزيز، التي كانت لا تنجب، وأحبته حبًا شديدًا، وراودته عن نفسه، وأغلقت الأبواب، وقالت: “هَيْتَ لَكَ” فردّ عليها بثبات المؤمن: “مَعَاذَ اللَّهِ، إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ، إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ”
حاولت أن تغويه، لكنه استعصم، وطلب الهروب، فاستبقا الباب، ومزّقت قميصه من الخلف، وفتح الباب، فوجد العزيز واقفًا. أرادت أن تُبرّئ نفسها، فقالت: “ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلا أن يُسجن أو يُعذّب”
إقرأ أيضا:قصة أم حبيبةلكن شاهدًا من أهلها قال: إن كان القميص قد شُقّ من الأمام، فهي صادقة، وإن كان من الخلف، فهو صادق. فلما رأى العزيز أن القميص قد شُقّ من الخلف، قال: “إنه من كيدكن، إن كيدكن عظيم” ثم قال ليوسف: “أعرض عن هذا، واستغفري لذنبك، إنك كنتِ من الخاطئين”
👩🦰 كيد النساء وفتنة الجمال
شاعت القصة بين نساء المدينة، وبدأن يتحدثن عن امرأة العزيز، ويستنكرن فعلها، فقررت أن تُريهن سبب فتنتها. دعتهم إلى مجلس، وقدّمت لهن فاكهة وسكاكين، ثم أمرت يوسف أن يخرج عليهن. فلما رأينه، انبهرن بجماله، وقطّعن أيديهن دون أن يشعرن، وقلن: “حاش لله، ما هذا بشرًا، إن هذا إلا ملك كريم”
ثم قالت لهن: “فذلكن الذي لمتنني فيه، ولقد راودته عن نفسه فاستعصم، ولئن لم يفعل ما آمره، ليسجنن وليكونًا من الصاغرين”
📚 العبر والدروس
- الجمال قد يكون فتنة، لكن الإيمان يحصّن صاحبه
- كيد النساء عظيم، لكن كيد الله أعظم
- من استعصم بالله، نجّاه من الفتنة
- الطهارة ليست ضعفًا، بل قوة في وجه الشهوة
- الصبر على البلاء طريق إلى التمكين
🔚 الخاتمة
قصة يوسف وامرأة العزيز ليست مجرد حكاية، بل هي درس في الطهارة، والثبات، والنجاة من الفتنة. لقد اختار يوسف عليه السلام السجن على أن يرضى بمعصية، فكان جزاؤه التمكين في الأرض، والنبوة، والعزة. فلنقتدِ به، ولنجعل الإيمان حصنًا لنا، ولنتذكر دائمًا أن من صدق مع الله، صدق الله معه.
إقرأ أيضا:مائدة عيسى السماوية