قصص دينية

قصة يوسف في السجن

🌟 يوسف عليه السلام

نبي الطهر والصبر، وسيد التأويل

إذا ذُكرت العفة، ذُكر يوسف، وإذا ذُكر الصبر، ذُكر يوسف، وإذا ذُكر الجمال، ذُكر يوسف. هو النبي الذي اجتمعت فيه المحن والمنن، فكان في كل مرحلة من حياته مثالًا في الثبات، والصدق، والتوكل، والعفة، والقيادة. قال عنه النبي محمد ﷺ:

هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وووُصف يوسف بالعفّة، والطّهارة، والنّقاء، والسير على الطريق القويم، وقدرته على تحمّل الصعاب، وأثنى عليه الله -تعالى- في القرآن الكريم بصفاته الحسنة، وأثنى عليه أيضاً الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وتجدر الإشارة إلى أنّ يوسف -عليه السلام- ذُكر في القرآن الكريم ستٍ وعشرين مرّة، وكان أغلبها في سورة يوسف، حيث ذُكر أربعٍ وعشرين مرّة فيها، ومرّة في سورة الأنعام، والمرّة الأخيرة في سورة غافر، وإنّ يوسف -عليه السلام- من أشهر الأنبياء -عليهم السلام- الذين أُرسلوا إلى بني اسرائيل، ومن الجدير بالذكر أنّ قصة يوسف -عليه السلام- ذكرها الله -تعالى- بأدقّ التفاصيل والأحداث في السورة التي سمّيت باسمه في القرآن الكريم، حيث ذكر الله -تعالى- فيها ابتلاء يوسف -عليه السلام- مع إخوته، ومع امرأة العزيز، وقصة دخوله إلى السجن وما حصل معه فيه، ثمّ ذكر الله -تعالى- تفسير يوسف -عليه السلام- لرؤيا الملك، واستلامه أرض مصر، وعودة إخوته إلى مصر، وسجودهم ليوسف -عليه السلام- تحيةً وتعظيماً له، فما هي قصة يوسف -عليه السلام- في السجن، وما أهم الأحداث التي حصلت معه في السجن؟

إقرأ أيضا:قصة الأسلام

“الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم” (رواه البخاري)

وقد خصّه الله بسورة كاملة تحمل اسمه، وسمّاها:

“أحسن القصص” لما فيها من تسلسل الأحداث، وعمق العبرة، وجمال العرض، وصدق المعاني.

📖 نسبه ومكانته

  • يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام
  • نبي من أنبياء بني إسرائيل
  • ذُكر في القرآن الكريم 26 مرة، منها 24 مرة في سورة يوسف
  • وصفه الله بالعفة، والإحسان، والصبر، والصدق
  • أُوتي جمالًا ظاهرًا وباطنًا، وعلمًا في تفسير الأحلام وتأويل الأحاديث

🏛️ قصة يوسف في السجن

  • دخل السجن ظلمًا بعد أن راودته امرأة العزيز
  • أراد الله أن يُبعده عن الفتنة، فكان السجن تطهيرًا ورفعة
  • دخل معه فتيان، ففسّر لهما رؤياهما
  • دعاهم إلى التوحيد، وبيّن فضل الله عليه
  • أحدهما خرج وأصبح ساقي الملك، والآخر صُلب
  • طلب من الساقي أن يذكره للملك، فنسيه

كان دخول يوسف -عليه السلام- إلى السجن ظلماً وبهتاناً وزرواً؛ ولكنّ الله -تعالى- أراد أن يُبعده عن الفتنة بخروجه من بيت العزيز وإبعاده عن امرأة العزيز، وعندما دخل يوسف -عليه السلام- إلى السجن دخل معه فتيان من خدم العزيز؛ حيث كانت التهمة الموجهة لهما المؤامرة على الملك، فرأى كلٌّ منهما رؤيا في منامه، وفسّرهما يوسف -عليه السلام- بما علّمه إيّاه الله تعالى، فسُرّ الفتيان من يوسف عليه السلام، ومن أخلاقه العالية الكريمة، ووصفوه بالإحسان، فأخبرهما بأنّه ترك الكفر والشرك ولم يتّبع ملّة آبائه من قبل، وأنّ كلّ ذلك من فضل الله -تعالى- عليه، وإحسانه وكرمه، ودعا الفتيان إلى الله -عزّ وجلّ- بعد أن بيّن لهما أنّ فضل الله -تعالى- عليه عظيم جداً، وكان تفسير الرؤى التي رآها الفتيان أنّ أحدهما سيخرج من السجن ويصبح قريباً من الملك، حيث أصبح ساقي الخمر الخاص بالملك، وأنّ الآخر سيقتل ثمّ يصلب، وقال يوسف -عليه السلام- للذي سيصبح قريباً من الملك أن يذكره أمام الملك بالخير، فنسيَ الفتى ذلك، حتى رأى الملك رؤيا جاء فيها أنّ سبع بقرات نحيفات يأكلن سبع بقرات سمينات، ورأى أيضاً سبع سنابل خضراء وسبع سنابل يابسات، وطلب من قومه أن يفسّروا ذلك، وكان تفسيرهم أنّ ذلك أضغاث أحلام.

إقرأ أيضا:قصة النبي سليمان مختصرة

ثمّ ذكر ساقي الملك يوسف عليه السلام، فجاؤوا به إلى الملك، وفسّر حلمه؛ بأنّ الخير والخصب والمطر سيصيبهم مدّة سبع سنين متواليات؛ حيث فسّر البقر بالسنين؛ لأنّ البقر تثير الأرض المليئة بالزرع والثمار؛ أي السنابل الخضراء، وأرشدهم إلى ادّخار ما يحصدوه في السبع سنوات، واستهلاك حاجتهم منه فقط مع عدم الإسراف، وذلك للاستفادة من الحصاد الذي تمّ ادّخاره للسنوات العجاف الشديدة الجدباء التي وُصفت في الآيات بالبقرات العجاف، ثمّ أخبرهم يوسف -عليه السلام- بأنّ بعد ذلك يُصيبهم الخير والغيث، ويحصل الناس على ما كانوا يحصلوا عليه في العادة من الزيت، والسكر، واللبن، وغير ذلك من النّعم والرزق.

عندما سمع الملك تفسير يوسف -عليه السلام- للرؤيا التي رآها سُرّ سروراً عظيماً وأراد أن يُخرجه من السجن؛ ولكنّ يوسف -عليه السلام- رفض ذلك حتى تتبيّن براءته التامّة من الاتهام الذي نُسب إليه، والظلم الذي أصابه، وقالت امرأة العزيز بأنّها فعلت ذلك ليعلم زوجها بأنّها لم تُفسد فراشه وأنّ الذي حصل منها المراودة فقط، وبعد ذلك سمع الملك من يوسف -عليه السلام- وعَرف منه الذكاء، والحِنكة، والثقة، فكلّفه بوزارة مال الدولة، والتصرّف في أرض مصر كيفما يشاء، وبذلك على شأن يوسف -عليه السلام- وأصبح وزيراً للمال.

👑 تفسير رؤيا الملك

  • رأى الملك سبع بقرات عجاف تأكل سبعًا سمانًا، وسبع سنابل خضر ويابسات
  • فسّرها يوسف بأنّها سبع سنوات خصب، تليها سبع سنوات جدب
  • أرشدهم إلى التخزين والتدبير الاقتصادي
  • أُعجب الملك بحكمته، وطلب إخراجه من السجن

🧕 تبرئة يوسف عليه السلام

  • رفض الخروج حتى تتبيّن براءته
  • اعترفت امرأة العزيز بأنها راودته، وأنه من الصادقين
  • قال يوسف:

“ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب…” (يوسف: 52)

إقرأ أيضا:قصة أم حبيبة

💼 توليه وزارة المال

  • رأى الملك فيه الحكمة والأمانة
  • قال يوسف:

“اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم” (يوسف: 55)

  • أصبح وزيرًا للمال، وأدار شؤون مصر في سنوات القحط
  • أنقذ البلاد من المجاعة، وأصبح من المقربين للملك

🧠 عبر وعِظات من قصة يوسف

  • التخطيط السليم ضرورة في إدارة الأزمات
  • الصبر على البلاء طريق إلى التمكين
  • العفة والصدق ترفع الإنسان في الدنيا والآخرة
  • لا ملجأ من الله إلا إليه
  • الإخلاص في العبادة سبب للنجاة
  • التواضع لله من صفات الأنبياء
  • الشكوى لا تكون إلا لله
  • لا تفرّقوا بين الأبناء، فذلك يزرع الحسد والبغضاء

📝 خاتمة

قصة يوسف عليه السلام ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي مدرسة في الإيمان، والتدبير، والعفة، والقيادة. إنها قصة من ظُلم فابتُلي، فصبر، فارتقى، فمكّنه الله. إنها دعوة لكل مؤمن أن يثق بالله، وأن يعلم أن بعد السجن فرج، وبعد الظلم عدل، وبعد الغربة تمكين.

قال تعالى:

“إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ” (يوسف: 90)

فسلامٌ على يوسف يوم وُلد، ويوم ابتُلي، ويوم نُصِر، ويوم يُبعث حيًّا.

السابق
قصة علي بن ابي طالب
التالي
قصة سيدنا لوط