🏷️ قصة وعبرة
جدول المحتويات
عجوز بني إسرائيل وطلب الجنة – حين ترتفع الهمّة في لحظة القرار
في حياة النبي ﷺ، مواقف تربوية عظيمة تُضيء لنا طريق الفهم والاعتبار. ومن روائع القصص النبوية، تلك القصة التي رواها النبي ﷺ حين طلب منه أحد الأعراب ناقة، بينما كان بإمكانه أن يطلب دعوة تدخل بها الجنة. فذكّره النبي ﷺ بعجوز من بني إسرائيل، رفعت سقف أمنيتها، فاستجاب الله لها، وجعلها من أهل الجنة. إنها قصة تلهمنا أن نطلب الأعلى، ونُحسن السؤال، ونغتنم الفرص حين تُعرض علينا.
📖 القصة
في يوم من الأيام، نزل النبي ﷺ ضيفًا على رجل من الأعراب، فاستقبله الرجل بكرم رغم فقره، فتعجب النبي ﷺ من سخائه، وقال له: “ائتني لاحقًا لأكافئك”. مرت الأيام، وتعرض الأعرابي لأزمة مالية، فتذكر وعد النبي ﷺ، وذهب إليه، فاستقبله النبي ﷺ وسأله عن حاله، ثم قال له: “اطلب ما تريد”. ظن النبي ﷺ أنه سيطلب دعوة بالمغفرة أو الجنة، لكن الأعرابي قال: “يا رسول الله، أريد ناقة برحلها”. فحزن النبي ﷺ، وقال له: “أعجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟” فسأله الصحابة: “ومن هي يا رسول الله؟” فروى لهم قصة تلك العجوز التي عاشت في زمن يوسف عليه السلام، والتي طلبت من موسى عليه السلام أن تكون معه في الجنة مقابل أن تدله على قبر يوسف، فاستجاب الله لها، وأضاء لهم الطريق.
إقرأ أيضا:مائدة عيسى السماوية📌 النقاط المستفادة
- علو الهمة في السؤال: العجوز طلبت الجنة، بينما الأعرابي طلب ناقة، والفرق في الطموح واضح.
- كرم النبي ﷺ: رغم حزنه، لبّى طلب الأعرابي، ولم يرده.
- الفرصة التي لا تُعوّض: حين يُعرض عليك الدعاء من النبي، أو من الصالحين، فاطلب الأعلى.
- القياس النبوي التربوي: النبي ﷺ استخدم قصة سابقة ليُعلّم أصحابه كيف يُحسنون الطلب.
- الإيمان بالجزاء العظيم: العجوز آمنت أن عملها يستحق الجنة، فطلبتها، والله لا يُخيّب من أحسن الظن به.
🔚 الخاتمة
قصة عجوز بني إسرائيل ليست مجرد حكاية، بل درس في الطموح، والإيمان، وحسن السؤال. لقد علّمتنا أن الفرص العظيمة لا تُهدَر بطلب صغير، وأن من أحسن الظن بالله، ورفع همّته، نال ما أراد. فلنكن من الذين يطلبون الجنة، لا من يكتفون بناقة، ولنجعل من هذه القصة نورًا يُضيء لنا طريق الدعاء، والطموح، والرجاء.
إقرأ أيضا:أصحاب الكساء