قصص عربية

قصة نجاح

💔 من الظل إلى المجد: قصة عادل

في زاوية من زوايا الحياة، وُلد عادل في بيتٍ لا يعرف دفء الأب، ولا حنان اليد التي تُربّت على الكتف. كان والده قد تخلّى عنه منذ الصغر، تاركاً خلفه طفلاً لا يملك سوى أمٍّ أنهكها الفقر، لكنها لم تنهزم.

كانت الأم تعمل خادمة في البيوت، تمسح الأرض بيد، وتُمسح دموعها باليد الأخرى. كل يوم كانت تعود منهكة، لكنها لا تنسى أن تهمس لعادل: “أنت أملي، لا تخذلني.”

كبر عادل، وصقلته الحياة كما تصقل النار الحديد. لم يكن يملك شيئاً سوى ذكائه، وإصراره على أن يكون شيئاً يُذكر. تفوّق في دراسته، وكان الأول دائماً، لا لأن الظروف ساعدته، بل لأن الظروف تحدّته.

وفي يوم إعلان نتائج امتحان الدخول إلى الجامعة، وقف عادل بين الحشود، ينتظر اسمه. وعندما نُودي عليه كالأول على مستوى البلاد، لم يصفّق فقط، بل بكى. حصل على منحة لدراسة الطب البشري في ألمانيا، وكان ذلك بداية التحوّل.

ودّع أمه التي عملت خادمة لعشرين سنة لأجله، وكان الوداع مؤلماً، لكنه قال لها: “سأجعل تعبك تاجاً على رأسي.”

في ألمانيا، درس بجد، وسهر الليالي، وتدرّب حتى أصبح جراح قلب بارع. ذاع صيته، وافتتح له أحد أثرياء أوروبا عيادة خاصة، وصار اسمه يُذكر في المؤتمرات الطبية، والمجلات العلمية.

إقرأ أيضا:قصة خرافية

وذات يوم، بعد عملية جراحية دقيقة، أخبره المساعد أن ضيفاً ينتظره. دخل الغرفة، فوجد رجلاً منهكاً، مكسوراً، لا يملك شيئاً… كان والده.

نظر إليه عادل، ولم يتكلم. جلس الأب وقال: “لماذا لم تحقد علي؟ لقد تركتك، ولم أكن أباً لك.”

أجاب عادل بهدوء: “لأن النجاح الحقيقي هو الذي يبدأ من لا شيء. ولأنني أردت أن تنظر إليّ وتندم، لأنك لم تشارك في تربية شخص ناجح.”

🌱 المغزى من القصة

  • النجاح لا يحتاج ظروفاً مثالية، بل إرادة لا تنكسر.
  • الحرمان قد يكون وقوداً لا لعنة.
  • الكرامة لا تعني الحقد، بل تعني أن ترتفع فوق الألم.
  • الوفاء للأم هو أعظم وسام يعلّقه الإنسان على صدره.
السابق
حكايات قبل النوم
التالي
تلخيص قصة قنديل ام هاشم