📖 قصة موسى عليه السلام مع الخضر
جدول المحتويات
رحلة العلم، وكشف الحكمة، وتجلّي التواضع النبوي
✨ المقدمة
قصة موسى عليه السلام مع الخضر هي من أعظم القصص القرآنية التي تجسّد معنى طلب العلم، والتواضع في سبيله، والصبر على ما لا يُفهم ظاهره. إنها رحلة نبي كريم إلى عبد صالح، ليكشف الله له من علمه ما لا يُدرك بالحواس، بل بالبصيرة والتسليم.
قال تعالى:
“فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا” (الكهف: 65)
🧭 بداية الرحلة
- خطب موسى في بني إسرائيل، فسُئل: من أعلم أهل الأرض؟
- قال: “أنا”، فعاتبه الله لأنه لم يرجع العلم إليه
- أخبره الله بوجود عبد صالح أعلم منه في “مجمع البحرين”
- أُمر أن يأخذ حوتًا في مكتل، وفي المكان الذي يفقد فيه الحوت سيجد الخضر
- رافقه فتاه يوشع بن نون، وسافرا حتى وصلا إلى الصخرة
- هناك خرج الحوت من المكتل بعد أن شرب من “عين الحياة”، وهرب إلى البحر
- نسي الفتى أن يُخبر موسى، ثم تذكّر بعد أن جاوزا المكان
- قال تعالى:
“فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا” (الكهف: 64)
إقرأ أيضا:ما هو إسم قاتل ربع العالم📍 أين التقى موسى بالخضر؟
اختلف العلماء في تحديد “مجمع البحرين”، ووردت فيه عدة أقوال:
القول | الموقع المحتمل |
---|---|
قتادة ومحمد القرظي | عند طنجة في بلاد المغرب |
أبيّ بن كعب والسدي | في إفريقية أو عند نهري الكرّ والرس |
سيد قطب | عند التقاء خليج العقبة بخليج السويس |
🤝 اللقاء مع الخضر
- سلّم عليه موسى، وطلب صحبته ليتعلم منه
- قال له الخضر: “لن تستطيع معي صبرًا”
- اشترط عليه ألّا يسأله عن شيء حتى يُبيّنه له
- وافق موسى، وقال: “ستجدني إن شاء الله صابرًا”
- بدأا الرحلة معًا، ووقعت ثلاثة مواقف عظيمة
⚔️ المواقف الثلاثة
1. خرق السفينة
- ركبوا سفينة بلا أجر
- خرق الخضر أحد ألواحها
- أنكر موسى ذلك، فقال له الخضر: ألم أقل إنك لن تصبر؟
- اعتذر موسى، وقال: لا تؤاخذني بما نسيت
2. قتل الغلام
- وجد غلامًا يلعب، فقتله الخضر
- أنكر موسى ذلك بشدة
- قال الخضر: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا؟
- قال موسى: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني
3. إقامة الجدار
- دخلا قرية رفض أهلها ضيافتهما
- وجد الخضر جدارًا مائلًا، فأقامه
- قال موسى: لو شئت لاتخذت عليه أجرًا
- قال الخضر: هذا فراق بيني وبينك
🧠 تفسير الخضر لأفعاله
- السفينة: كانت لمساكين، والملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا
“فَأَرَدتُ أَن أَعِيبَهَا…” (الكهف: 79)
إقرأ أيضا:بنو هاشم- الغلام: كان كافرًا، وأبواه مؤمنين، فخُشي أن يُرهقهما طغيانًا
“فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا…” (الكهف: 81)
- الجدار: تحته كنز لغلامين يتيمين، وكان أبوهما صالحًا
“فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا…” (الكهف: 82)
- ختم الخضر بقوله:
“وَمَا فَعَلتُهُ عَنْ أَمْرِي…” (الكهف: 82)
📚 أهمية طلب العلم وفضله
- العلم أساس الدين والدنيا
- يُحرر العقل، ويُصحح العبادة، ويُنهض الأمم
- العلماء ورثة الأنبياء
- قال ﷺ:
“من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهّل الله له طريقًا إلى الجنة…”
- أقوال العلماء:
- أبو الدرداء: طلب العلم جهاد
- الشافعي: خير من النوافل
- القرطبي: لا يُماثله عمل في الفضيلة
📌 العبر والدروس المستفادة
- طلب العلم ولو في مشقة
- تأدب في نسبة النسيان
- تقديم مشيئة الله
- مشروعية الضيافة والتزود في السفر
- التواضع بين المعلم والمتعلم
- الجرأة في قول الحق
- حفظ الله لذرية العبد الصالح
- جواز التعييب لدفع ضرر أكبر
- مشروعية حفظ المال بشرط الزكاة
- القصة وردت في القرآن والسنة
- لا يُنكر على من أحسن إليه إلا بوجه حق
📝 خاتمة
قصة موسى والخضر عليهما السلام ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي مدرسة في التواضع، والصبر، والتسليم لحكمة الله. إنها دعوة لكل طالب علم أن يسلك طريقه بأدب، وأن يعلم أن ظاهر الأمور لا يكشف حقيقتها دائمًا، وأن العلم الحقيقي هو ما يُثمر فهمًا، ورحمة، ونفعًا للناس.
إقرأ أيضا:كيف خرج ادم من الجنةقال الخضر:
“ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا”
فسلامٌ على موسى يوم طلب العلم، ويوم صبر، ويوم فُهِّم، ويوم يُبعث حيًّا.