🐪 أشعب والحمار وكلام الناس
قصة فكاهية من التراث العربي تحكي عن أشعب وابنه في رحلة قصيرة على ظهر حمار، حيث يتقلبان بين آراء الناس المتناقضة، ليكتشفا في النهاية درسًا عميقًا عن الحياة: لا سبيل لإرضاء الجميع.
📖 القصة :
في يومٍ من الأيام، خرج أشعب وابنه من السوق عائدين إلى منزلهما، وكان لديهما حمارٌ صغير. قرر الاثنان أن يركبا الحمار معًا لتوفير الجهد بعد يومٍ طويل من العمل. وبينما هما يسيران، مرّا بجماعة من الرجال، فقال أحدهم مستنكرًا: “انظروا إلى هذين! يركبان الحمار معًا ويثقلانه، ما أشرّهما!”
فما كان من أشعب إلا أن نزل هو وابنه من على الحمار، وتركاه يمشي بجانبهما. لكن لم تمضِ لحظات حتى قال رجل آخر: “انظروا إليهما! يملكان حمارًا ويمشيان على أقدامهما كالمساكين، ما فائدة الحمار إذًا؟”
فركب أشعب الحمار وترك ابنه يمشي بجانبه. وما إن مرّا بجماعة أخرى حتى قال أحدهم: “يا له من أبٍ قاسٍ! يركب الحمار ويترك ابنه الصغير يمشي، ألا يخجل؟”
فما كان من أشعب إلا أن نزل من الحمار وأركب ابنه مكانه. لكنهم لم يسلموا من التعليق، إذ قال أحد المارة: “انظروا إلى هذا الولد العاق! يركب الحمار ويترك أباه المسكين يمشي خلفه، أين البر؟”
إقرأ أيضا:قصة جميلةعندها توقف أشعب، نظر إلى ابنه وقال: “يا بني، لقد تعلمت اليوم درسًا مهمًا: لا يمكننا أن نرضي الناس مهما فعلنا. فدعنا نفعل ما نراه صوابًا، ولا نلتفت لكلامهم.”
إقرأ أيضا:حكايات من الشرق🪞 النهاية والعبرة:
هكذا أدرك أشعب أن محاولة إرضاء الجميع عبثٌ لا طائل منه، وأن الإنسان إنما يجب أن يتبع ما يراه صوابًا دون أن يرهق نفسه في ملاحقة آراء الآخرين. العبرة: لا تجعل رضا الناس غايتك، فآراؤهم تتغير، لكن ضميرك هو البوصلة الحقيقية.