قصص دينية

قصة مريم العذراء

🌹 مريم العذراء عليها السلام

الطاهرة المصطفاة، وأم النبي الكريم

✨ المقدمة

مريم بنت عمران عليها السلام، هي المرأة التي اصطفاها الله من بين نساء العالمين، وجعلها آية في الطهر، والعبادة، والصبر، والكرامة. هي الصديقة العابدة، التي نذرتها أمها لله، فنشأت في محراب زكريا، وتلقّت من الله كرامات عظيمة، حتى اختارها الله لتحمل نبيًا من غير أب، في معجزة خالدة، تُثبت قدرة الله، وتُبرّئها من كل افتراء.

قال تعالى:

“إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ” (آل عمران: 42)

 

🕊️ آل عمران: بيت النبوة والاصطفاء

إنّ سنة الله في خلقه أن يصطفي من عباده من يحملون رسالته، ويُجسّدون نوره في الأرض. فبدأ الاصطفاء بآدم عليه السلام، الذي خُلق بيد الله، وعلّمه الأسماء كلها، ثم نوح عليه السلام، أول رسول للبشرية، ثم إبراهيم عليه السلام، أبو الأنبياء، الذي جعل الله من نسله النبوة والكتاب.

ومن نسل إبراهيم، اصطفى الله آل عمران، بيتًا طاهرًا، مباركًا، حملت فيه مريم العذراء، الصديقة العابدة، وخرج منه المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، آيةً للناس ورحمةً من الله.

قال تعالى:

“إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” (آل عمران: 33–34)

إقرأ أيضا:من هم أهل الكهف

ويُذكر أن عمران والد مريم هو عمران بن ياشم بن أمون بن ميشا… إلى أن ينتهي نسبه بسليمان بن داود عليهما السلام، مما يُبيّن عراقة هذا البيت في النبوة، والطهر، والعبادة، والكرامة.

👶 نسبها وولادتها

  • مريم هي بنت عمران بن ياشم، من نسل داود وسليمان عليهما السلام
  • أمها: حنة بنت فاقوذ، كانت عاقرًا، فرزقها الله بمريم بعد دعاء صادق
  • نذرتها لله محرّرة لخدمة بيت المقدس
  • قال تعالى:

“إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا…” (آل عمران: 35)

  • ولدت أنثى، فتعجّبت، لكن الله تقبّلها بقبول حسن
  • اختار الله زكريا عليه السلام لرعايتها
  • كانت تأتيها الفاكهة في غير أوانها، كرامة من الله

🧕 عبادتها واصطفاؤها

  • اعتزلت أهلها في مكان شرقي، وتفرّغت للعبادة
  • قال تعالى:

“إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا…” (مريم: 16–17)

  • أرسل الله إليها جبريل عليه السلام على هيئة بشر
  • فخافت، وقالت:

“إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَـٰنِ مِنكَ…”

إقرأ أيضا:من هم قوم لوط
  • فطمأنها، وقال:

“لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا”

  • تعجّبت:

“أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ…”

  • قال جبريل:

“هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ…”

  • نفخ جبريل في جيب درعها، فحملت بعيسى عليه السلام

🤱 ولادة عيسى عليه السلام

  • اعتزلت قومها، وذهبت إلى مكان بعيد
  • جاءها المخاض عند جذع نخلة
  • قالت:

“يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا…” (مريم: 23)

  • أنطق الله عيسى ليطمئنها:

“أَلَّا تَحْزَنِي…”

  • أمرها أن تهزّ جذع النخلة، فتساقط عليها رطبًا
  • أمرها أن تصوم عن الكلام، وتشير إلى الطفل

🗣️ دفاع عيسى عن أمه

  • حملت مريم طفلها إلى قومها
  • اتهموها زورًا، وقالوا:

“يَا أُخْتَ هَارُونَ…” (مريم: 28)

  • أشارت إليه، فأنطقه الله
  • قال:

“إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ…”

إقرأ أيضا:قصة ابو ايوب الانصاري
  • فكانت أولى معجزات عيسى عليه السلام، وبراءة لأمه

🏅 مرتبة الصديقية

المنزلة التي تلي النبوة، ومقام مريم في سلم الإيمان

مرتبة “الصديقية” هي من أعظم مراتب الإيمان، تأتي مباشرة بعد النبوة، ولا تُنال إلا بصدقٍ عميق في القول والعمل، وإخلاصٍ كامل في النية، وانقيادٍ تام لأوامر الله، وابتعادٍ عن نواهيه. وهي منزلة لا تُمنح إلا لمن ثبت على الحق، واتبع الرسل، ولم يغيّر أو يبدّل حتى لحق بهم.

وقد نالت مريم بنت عمران هذه المرتبة العظيمة، فكانت صديقةً بحق، كما وصفها الله تعالى في كتابه الكريم:

“مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ…” (المائدة: 75)

فهي ليست فقط أمًا لنبي كريم، بل هي نموذجٌ في الطهر، والعبادة، والصدق، والرضا، والتسليم، حتى أصبحت من الذين أنعم الله عليهم، وخلّد ذكرهم في القرآن الكريم، وجعلها آية للعالمين.

📝 الخاتمة

قصة مريم العذراء عليها السلام هي درس خالد في الطهر، والصبر، والتسليم، والعبادة الخالصة. هي المرأة التي نذرت لله، فقبلها، واصطفاها، وأكرمها، وجعلها أمًا لنبيٍّ كريم، ومعجزةً خالدة، وآيةً للعالمين.

قال تعالى:

“وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً…” (المؤمنون: 50)

فسلامٌ على مريم يوم وُلدت، ويوم حملت، ويوم وُلدت نبيًا، ويوم تُبعث حيًّا.

السابق
قصة عبدالله بن عمر
التالي
قصة سعيد بن زيد