🕯️ غريبة… حين يُصبح الخوف وصيةً لا تُكسر
جدول المحتويات
في التراث الأمازيغي، كما في كثير من الثقافات، تُروى القصص المرعبة لا لتسلية الأطفال، بل لتعليمهم. قصة “غريبة” ليست مجرد حكاية عن وحشٍ يلتهم فتاة، بل هي درسٌ عميق في المسؤولية، والالتزام، والخوف الذي يحمي حين يُصغى إليه.
📖 مقتطف
“قالت له: افتح يا أبي، هذا صوتي، لا أساور لي اليوم… فأجابها باكياً: سامحيني يا غريبة، فصوتك قد يكون خدعة، والباب إن فُتح، لن يُغلق على أحدٍ بعدك.”
📚 القصة كاملة
غريبة، فتاة أمازيغية بكر، تعيش مع والدها العجوز وإخوتها الخمسة. كانت تخرج كل صباح إلى الغابة لتجمع الحطب والطعام، وتعود قبل الغروب، تطرق ثلاث طرقات وتخشخش بأساورها، فيفتح لها والدها الباب مطمئنًا أنها ليست الوحش الذي يتربص بأطفال القرية.
ذات مساء، فقدت غريبة أساورها في الغابة، ولم تنتبه للوقت حتى حلّ الظلام. عادت راكضة إلى البيت، طرقت الطرقات الثلاث، وناشدت والدها أن يفتح لها الباب، لكن غياب صوت الأساور جعله يتردد. خاف أن يكون الوحش قد قلد صوتها، فرفض فتح الباب، رغم توسلاتها وبكائهما معًا.
وفي لحظة من الحزن والخذلان، جاء الوحش وأكل غريبة. لم يكن العقاب على التأخير فقط، بل على كسر الوصية، وعلى غياب الرمز الذي كان يحميها. ومن هذه القصة، وُلدت أغنية “غريبة” التي غناها الفنان الأمازيغي إدير، لتُخلّد صوت الفتاة التي لم تُفتح لها الأبواب، رغم أنها كانت الأمل.
إقرأ أيضا:قصة رية وسكينة🏁 حين لا يكفي الصوت… وتغيب العلامة
قصة “غريبة” ليست عن وحشٍ يأكل فتاة، بل عن الثقة التي تُبنى على رموز، وعن الخوف الذي يُصبح حارسًا حين يغيب اليقين. إنها دعوة للتأمل في معنى الالتزام، وفي أهمية التفاصيل الصغيرة التي قد تُنقذ حياة. فالأساور لم تكن مجرد زينة، بل كانت عهدًا، وصوتًا يُميّز صاحبه عن الخطر.
إقرأ أيضا:قصة رية وسكينةفي عالمٍ يزداد فيه التشابه بين الحقيقة والخداع، تبقى القصص الشعبية مثل “غريبة” مرآةً نرى فيها أنفسنا، ودرسًا نُعلّمه لأطفالنا، لا ليخافوا، بل ليحذروا، وليدركوا أن كل وصيةٍ تُكسر، قد تُفتح بعدها أبواب لا تُغلق.